لاشك أن العنوان لايبشر بخير بل يحمل ألماً عميقاً وأوجاعاً بمجرد قرائته، هومقال محزن أحببنا أن نخطّه اليوم إلى من مازالت عروقهم تنبض بحب الجزائر وقصّة تعجز ألسنة أهلها عن التعبير عنها نرويها لكم حدثت في مدينة العلم والجسور المُعلقة قسنطينة التي زهت بالزّهور وتعبدت طرقاتها بالحرس عندما زارها سيد الإليزي فخامة الرئيس ساركوزي قدس الله سرّه.
ضحاياها أطفال أبرياء لم يغرقوا بحراً كما هو شأن الحراقة المساكين لحسن حظهم ,ولم يُلقوا في الأبيار كما تُحدثنا صحافة المراحيض من حين لآخر ،حسب الإحصائيات والوضع المزري الذي وصل إليه الشعب الجزائري
لم يُذبحوا في الغابات وتشوى لحومهم ,ولم يُحرقوا بالغازات كما يَحرق الأمريكان ومعه الغزاة بشعب العراق وفلسطين وغيرهم من البلدان
بل أطفال براءة جُزّت ذكورتهم وتحوّلت فرحتهم إلى قرحة وعرسهم إلى مأتم .
يحدث هذا ،تحت الرعاية السامية لفخامة الرئيس كما عوّدتنا التقاليد التشييتية بالعلامات القطنية ووسائل التدليس في جزائر العزّة والكرامة جزائر بيع البترول واستيراد البطاطا الفاسدة
جزائر الطب الحديث ،التي تمنع مواطنيها من أبسط الحقوق، وتتحمل أعباء المسؤولين المعتوهين ليعالجوا في الخارج بأموال الشعب التي إغتصبوها .
إنها قصة واقعية ليست من نسج الخيال وليست موضوعا سياسيا كما هي العادة حتى ولو أن فيها بعض الإيحات إلى المسؤولين .
هواقع مرّ نقف عليه اليوم ، مع مجموعة من الأطفال الفقراء البراءة الذين أصبحوا يجتمعون حتى يتقاسموا أعباء النفقة لضيق الحال
وليُكونوا فرحة جماعية حتى ولو كانت مصطنعة ،من خلال امتداد البسمات ,لم يكونوا يعلمون بأن قدرهم سينقلهم كنقل االخروف المسكين إلى السكين الحاد في يوم العيد.
تعلمنا ونحن صغاراً مقولة تختصر لنا العبارات في وقت جفت الأقلام وتكمّشت الألسنة من الرّيق لحرارة الموقف المأساوي الذي نرسمه لكم اليوم ، ولم تبقى لنا إلا لوحة المفاتيح التي تسيل منها الدّموع بهذه الأحرف العابسة
تتحرك لتسرد لكم وتفتح شكوى على الهواء ،ليس طلبا في النّجوى إنما لتُشهد العالم على الوضع الذي وصل إليه الجزائري من تدني ومن تخلف حتى أصبح الإنسان يستحي من الشكوى
“أهل الحق يستحون وأهل الباطل كل يوم في عرس “.
رجوعا إلى المقولة وهي” تعلّمُ الحلاقة في رؤوس اليتامى ” لن أطيل كثيرا فالمشهد لايحتمل الإطالة إنما أدعوكم لمتابعة قضية الطفلين حسين وياسين على منتدى بلاحدود وهما اللذان تمّ بتر ذكرهما ولازالا يعانيان من آثار هذه الذكرى الأليمة التي راح ضحيتها 17 عشر طفلا
في غياب عام لوسائل الإعلام التي هي مشغولة بالتحضير للعهدة الثالثة والحفلات التي يقيمها المخنثون.
كنت قد كتبت مقالا وطلبت بفتوى من العملاء عفوا العلماء ، علماء السلاطين إصدار فتوى لخصي الشباب بعدما قرأت في مجلة وطن ذلك الخبر المنقول وكتبت عن الموضوع نفسه فيها وفي عرب تايمز وغيرها عن ختان الفتيات وأحببت اليوم لكثرة الإحتفالات بالأيام التخليدية في عصر خالد وخليدة.
هذا يوم الفرولة وذاك يوم الشّجرة وهذا يوم بدون سيارة وذاك يوم إعتلاء الرئيس والملك سدة الحكم وهذا يوم الإمتناع عن التدخين
لم لا يصبح الجزائريون وغيرهم يحتفلون بيومهم الوطني لنزع الذكورة تخليدا لنزع ذكر حسين وياسين في قسنطينة ومن قبلهم الشاب الفقير في برج بوعرريج الذي نزع ذكره بطريقته الإجتجاجية بعدما أغلقت الأبواب ، في عالم أصبح الذكر لاهو ذكرٌ ولاهو أنثى؟.