د/ نصار عبدالله
بعيدا عن الأحزاب الوهمية ذات الأسماء الرنانة التى تكتظ بها الساحة المصرية حاليا
د/ نصار عبدالله
بعيدا عن الأحزاب الوهمية ذات الأسماء الرنانة التى تكتظ بها الساحة المصرية حاليا والتى بلغ عددها ما يساوى تقريبا عدد المحافظات، أى بضعة وعشرين حزبا!! .. بعيدا عن تلك الأحزاب الوهمية وعلى رأسها ما يسمى بالحزب الوطنى الديموقراطى (الذى ما هو فى الحقيقة إلا اسم تنكرى للجهاز الحكومى المصرى ذاته ) … بعيدا عن تلك الأسماء والتصنيفات المضللة، هناك حزبان حقيقيان فاعلان ،… حزبان فقط لا ثالث لهما! ، أولهما سوف نسميه: الحزب الفيسى ( نسبة إلى الفيس بوك ) وهو الحزب الذى يضم فى عضويته سائر الحالمين بمستقبل أفضل لهذا الوطن ، …أغلب أعضائه من الشباب الذين لم تتشوه نفوسهم بما تمتلىء به نفوس الكثيرين من أعضاء وقيادات الأحزاب التقليدية من الضغائن والصراعات حول المواقع الوهمية داخل أحزابهم الوهمية …حزب الفيس بوكيين هو حزب الأمل .. حزب الذين يحلمون بالغد دون مساومات على الأحلام ودون بيع لها. هو حزب التطلع المخلص إلى الأمام .. دون أجندات أوحسابات أوتحالفات يبرمها أصحابها فى الصباح لكى يستديروا حولها ويطعنوها من الخلف فى الليل .. الحزب الفيسى هو حزب إسراء وآلاء وعلاء ( علاء المقصود هنا محمد علاء الدين صاحب تلك المدونة البديعة على شبكة الإنترنت والتى عنوانها ” الكتابة وحش أخضر” writing is a green dragon : )، إنه حزب هؤلاء، وغير هؤلاء من الأسماء التى اكتشفنا فجأة أن أصحابها بالآلاف المؤلفة ، آلاف ممن يقولون ما يؤمنون به ، و لا يترددون لحظة واحدة فى أن يقولوا بعفوية شديدة ما يعتقدون أنه الحق ، ولهذا السبب فإن أصداء ما يقولونه تجد طريقها بعفوية شديدة أيضا إلى الملايين الذين يجدون أنفسهم دون أية إجراءات انضمام وقد أصبحوا أعضاء فى حزب الفيسيين!! .. وفى مقابل هذا الحزب هناك الحزب المضاد : حزب الخراب و الفساد، وأعضاؤه هم أولئك الذين يمارسون الفساد والإفساد بمختلف أشكاله وإلى جوارهم أولئك السائرون فى ركابهم ،والمنتفعون من ورائهم والمروجون لهم، والمتسترون عليهم، والخائفون منهم، وسوف نطلق على هؤلاء جميعا اسم الحزب الفاسى، وقد اخترنا هذه التسمية نسبة إلى شخصية شهيرة كانت تمتلك قدرا كبيرا من المال الذى استخدمته فى شراء عدد من الذمم الإعلامية، وقد راح أصحاب تلك الذمم أو بالأحرى ( اللاذمم) راحوا يروجون لصاحب تلك الأموال وكأنه ولى من أولياء الله الصالحين !!!، وعندما أشار الكاتب الراحل الكبير أحمد بهاء الدين إلى أن مصادر أموال تلك الشخصية هى مصادر تحوطها الشبهات ، عندما أشار إلى ذلك فى عموده اليومى قام رئيس التحرير السابق للأهرام (الذى كان هو نفسه رئيس مجلس الإدارة السابق ) قام بمنع عمود الأستاذ بهاء الدين من النشر ، وفيما بعد، وحين رحل الأستاذ بهاء عن عالمنا قام رئيس التحرير نفسه بالإستيلاء على المكان المخصص لعمود أحمد بهاء الدين وكأنما هو كاتب فى مثل قامته!! ، معلنا بذلك عن واحد من أهم انتصارات الفاسية فى مصر ، ومع تتابع السنوات تتابعت الإنتصارات ، وبعد أن كان لدينا فاسى واحد مستورد تكاثر الفساة ( جمع فاسى ) ، وأصبح لدينا عدد كبير منهم، من بينهم نسبة لابأس بها من الفساة المصريين الخلـّص ، الذين ينهبون أموال مصر ثم يستخدمون عائدها فى تخريب منظومة القيم الوطنية ، بحيث تتحول البلاد شيئا فشيئا إلى كيان تابع ذليل فاسد العقل والوجدان والضمير ، وما بين هذين الحزبين : الفيسى والفاسى تتأرجح أغلبية صامتة ، لكنها لا تظل فى صمتها طويلا إذ سرعان ما تجد نفسها وقد انضمت تلقائيا إلى واحد منهما ، والسؤال الآن موجه إليك عزيزى القارىء ، وهو إلى أى الحزبين تنتمى ؟، ..ما عليك إلا أن تتأمل نفسك قليلا لتعرف: هل أنت من الفيسيين ؟ أم من الفاسيين ، أم أنك ما زلت تتأرجح ما بين الفيسى والفاسى ؟