اذا كانت الصحافة الايرانية قد واصلت اهتمامها بالملف النووي وعمليات «الكر والفر» مع المجتمع الدولي، فان السياسات الاقتصادية الداخلية ونهج الرئيس محمود أحمدي نجاد في مواجهة الانتقادات، احتلت الصدارة في العديد من الصحف الصادرة هذا الاسبوع.. ولاحظ بعضها أن رئيس الجمهورية يحاول اظهار اعتماده «اليومي والتفصيلي» على توجيهات الامام المهدي وذلك تبريرا للأخطاء ولحالة الفقر والعوز التي بات يعيشها ملايين المواطنين.
واستمر النقاش حول طروحات الرئيس السابق محمد خاتمي والردود عليها، وكذلك حول السباق على رئاسة مجلس الشورى. ولاحظ أحد المعلقين ان خاتمي رغم هجومه على سياسة «تصدير الثورة». لم يصل الى حد القطع النهائي مع اركان النظام وسياساته.. كما ان السلطة لا يمكنها محاصرته بالكامل، فهذا سوف يرتد عليها.
من المؤكد ان التهديدات الغربية بشأن الملف النووي بدأت تتضاءل كثيرا وسط احتمال توصل ايران ومجموعة (5 + 1) الى حل يرضي الطرفين قريبا. ومع ان جميع التقارير تتحدث عن احتمال وجود مخطط اميركي لضرب ايران عسكريا بالتعاون مع اسرائيل، الا ان الادارة الاميركية نفت اخيرا انها تخطط لمثل هذا العدوان في وقت تقلصت فيه ايضا الاتهامات والتهديدات بين طهران وتل ابيب.
ويشير بعض المراقبين الى اهمية زيارة المرشد الاعلى علي خامنئي الى مدينة شيراز واجراء لقاءات عسكرية والقيام بتحركات مع القادة العسكريين، الامرالذي اوحى بان القيادة الايرانية ربما نقلت جزءا من قيادتها ومراكزها المهمة الى عمق الاراضي الايرانية اي الى مدينة شيراز لتكون بعيدة عن اي توغل محتمل من جانب القوات الاميركية التي قد تدخل ايران من عدة محاور والجهات الاربع لحدود ايران.
وعودة الى تطورات الملف النووي فان طهران اعلنت انها لم تتسلم حتى الآن رد مجموعة (5 + 1) على مقترحها الاخير، الذي تضمن حسب قولها معالجة مهمة للملف النووي وكل الازمات في المنطقة. وقررت مجموعة (5+1) ارسال وفد الى طهران لاجراء التفاوض مع الايرانيين بشأن رزمة الاقتراحات المشار اليها.
طهران من جهتها كانت قد اوفدت رئيس منظمة الطاقة الذرية الى فيينا لاجراء محادثات مع محمد البرادعي، واعلنت طهران ايضا ان هذا الاخير سيزور ايران قريبا للمرة الثانية في غضون ثلاثة اشهر الا ان البرادعي لم يزر طهران حتى الآن والغى ايضا لقاء كان مقررا مع مسؤولين ايرانيين. واكثر من ذلك، فان اي من مسؤولي الاتحاد الاوروبي لم يقبل حتى الآن الاجتماع باي مسؤول ايراني بشأن الملف النووي، حتى ان مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد خافيير سولانا لم يلتق مسؤول الملف النووي الجديد سعيد جليلي سوى مرة واحدة فقط، وانقطعت محادثات ايران والوكالة بعد اعلان طهران عن تشغيل آلاف من اجهزة الطرد المركزي في منشأة «نطنز» ورفضها الالتزام باي من القرارات الاربعة لمجلس الامن ولاتزال طهران تعتبر اي اقتراح او مطلب يدعو لايقاف نشاطها النووي بانه يتعارض مع مصلحتها الوطنية وانه خط احمر.. لكن يبدو ان الاتحاد الاوروبي لديه الآن اقتراح جديد يشبه الاقتراح القديم الا وهو الذي يدعو ايران لوقف التخصيب مقابل حصولها على مزايا اقتصادية وتجارية وتقنية من اوروبا والغاء فوري لجميع القرارات الصادرة ضد ايران من قبل مجلس الامن.
من جانبها، ترى طهران التهديدات الاميركية بانها زوبعة في فنجان ليس الا وان قرب انتهاء ولاية بوش يمنعه من القيام باي عمل عسكري، كما ان معظم دول العالم لا سيما الصين وروسيا والهند ودول في المنطقة ترفض تطبيق العقوبات الصادرة من قبل مجلس الامن او اميركا ضد ايران.
وبانتظار المحادثات المرتقبة بين ايران واوروبا او بين طهران والوكالة الدولية فانه من غير المتوقع حصول اي تقدم جدي في الملف النووي وسط عدم تراجع ايران او اميركا عن مواقفهما حاليا، وبالطبع دون تطبيق عملي وفعلي لقرارات مجلس الامن في الوقت الراهن.
أسبوعية «صبح»