يامل الشيعة الكويتيون في ان يعززوا مواقعهم في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية التي تنظم السبت وذلك في ظل تنامي المشاعر الطائفية وتوتر اقليمي مرتبط بالبرنامج النووي الايراني. وحذر معظم المرشحين من تداعيات العنف المذهبي في العراق المجاور والمواجهة المحتدمة بين ايران والولايات المتحدة بسبب برنامج طهران النووي.
وبالرغم من تاكيد الشيعة الذين يمثلون ثلث المواطنين تقريبا ان الخلافات مع السنة قد تم تضخيمها تعكس النداءات الملحة التي شهدتها الحملات الانتخابية من اجل تعزيز الوحدة الوطنية بشكل واضح المخاوف من اذكاء التوترات الطائفية.
وقال المرشح الشيعي عبد الواحد خلفان لوكالة فرانس برس “اعتقد ان الاستقطاب الطائفي في هذه الانتخابات اكبر مما كان عليه خلال الانتخابات الماضية في 2006” مشيرا بشكل خاص الى الازمة التي نشات في شباط/فبراير بعد مشاركة شيعة كويتيين في حفل تابيني للقيادي في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق.
واتهمت الحكومة الكويتية مغنية باختطاف طائرة كويتية في 1988 ما اسفر عن مقتل مواطنين كويتيين اثنين. والقت السلطات القبض في اذار/مارس على عدد من الناشطين الشيعة وتم استجوابهم حول دورهم المفترض في انشاء فرع لحزب الله في الكويت وفي التحضير لانقلاب مفترض على الحكومة وهي اتهامات نفاها الناشطون.
وقال خلفان “لا اعتقد ان الناخبين الشيعة سيقدمون (في ظل هذه الظروف) على الاقتراع لصالح اسلاميين سنة”. وفي اشارة ظاهرة الى الاصوليين السنة دعا رجل الدين الشيعي محمد باقر المهري الناخبين الى رفض “المرشحين المتعصبين الذين يرفعون الشعارات المذهبية”.
وهذه الازمة ذات الطابع المذهبي كانت من الاسباب التي دفعت امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح الى حل البرلمان في اذار/مارس الماضي والدعوة الى انتخابات مبكرة. ويعتقد الناشطون الشيعية ان الجو الحالي اضافة الى تقسيم جديد للدوائر الانتخابية سيصب في مصلحة مرشحي الطائفة.
وقال خلفان في هذا السياق “اعتقد انه سيكون هناك سبعة اعضاء شيعة في مجلس الامة” المؤلف من 50 عضوا مقابل اربعة في المجلس المنحل. وتم تخفيض عدد الدوائر الانتخابية من 25 الى خمس دوائر ما رفع عدد الناخبين في كل دائرة وغير التركيبة السكانية للدوائر. في الدورات السابقة كان يتم انتخاب نائبين عن كل دائرة ولم يكن الشيعة يشكلون غالبية الا في اثنتين من الدوائر ال25.
اما بموجب النظام الانتخابي الجديد تحظى كل من الدوائر الخمس بعشرة نواب. ويشكل الشيعة نصف الناخبين في واحدة من الدوائر كما يمثلون شريحة كبيرة في الدوائر الاخرى. ولا شك ان معنويات شيعة الكويت ارتفعت منذ تسلمت زمام الحكم في العراق المجاور حكومة يسيطر عليها الشيعة وذلك بعد عقود من هيمنة السنة في بغداد حتى سقوط صدام حسين في 2003.
وقال المحلل السياسي محمد العجمي لوكالة فرانس برس “منذ 2003 زادت ثقة الشيعة بانفسهم. اصبحوا يطالبون بحقوقهم بطريقة اكثر مباشرة بما في ذلك المطالبة بانشاء محاكم شيعية”. وهناك وزيران شيعيان في الحكومة المؤلفة من 16 عضوا الا ان الشيعة لا يشغلون الا “4% فقط” من مراكز القرار بحسب المرشحة الشيعية فاطمة العبدلي.
ويخشى بعض الكويتيين من تحول ازمة الملف النووي الايراني الى نزاع مسلح وتداعيات ذلك على استقرار الكويت الا ان بعض الشيعة لا يشاطرون هذه المخاوف ويعتبرون انها مضخمة. وقال المرشح الشيعي صالح بهمن الذي اكد انه اقترع لصالح مرشح سني في الانتخابات الماضية ان “مسالة التوترات الطائفية ضخمت عن حجمها الحقيقي”.