لم أكن أتوقع أن يكون أحد فلسطيني الهوية ضيف حصة الإتجاه المعاكس الدكتور إبراهيم علوش وهو الذي يعيش في الأردن مع مناظره الجزائري أنور مالك الذي يعيش هو الآخر كلاجئ في دولة فرنسا وما أدراك مافرنسا
إلتقيا عبر الأقمار الصناعية بعدما سّدت الحدود وأغلقت الأبواب ,وبفضل تقنيات العدو والمحتل (الرّقمي Le Numérique) سعيا لتزويدنا بالرأي والرأي الآخر حتى نتمكن من صنع قناعة علّها تضيئ لنا شمعة أوتنير لنا الطريقا.
كانت نتيجة الإستفتاء الذي قامت به الجزيرة حول زوال إسرائيل عادية بل مرتقبة ,لأننا لانشك أبدا أن الشعب العربي والمسلم يُحب بقاء محتل إغتصب أرضه ودنّس شرفه ونهب خيراته
الصراحة أنني شممت رائحة فخّ نُصب بغية تمرير الرسالة التي أرغمتني الكتابة حولها وعنونت بها مقالي.
كانت إجابات الكاتب والصحفي أنور مالك مستمدة من الواقع الذي لايستطيع أن ينكره إلا معاند أو جاحد ,ويكفي القول بأن المثل الذي أورده بأن الشعب الذي يُنتظر منه إسقاط إسرائيل لايستطيع إسقاط رئيس بلدية
كافي بقلب الحصّة رأسا على عقب ,وقد لاأبالغ القول إن قلت بأن الشعب الذي لايستطيع تنحية موظف ليس مؤهلا لتنحية كيان بمثل إسرائيل .
لقد إحتفظ أنور مالك بالمبادرة منذ بداية الحصّة إلى نهايتها وظل الدكتور الفاضل علوش يحاول بلغته العربية الجيدة لغة الشعر والغراميات التي تمنى الراحل هواري
بومدين رحمه الله أن تصبح لغة التعامل في البيتروكياويات , تفنيد مايقوله مالك طوال الحصة, حتى سقط في خط الدفاع عوض أن يكون صاحب المبادرة.
هكذا تُدار المنازلات لمن يعرف فنّها ,والسؤال المطروح هو:
هل كان يعتقد السيد علوش أنه سيناظر جزائريا يدافع على بقاء إسرائيل ؟
الجزائر مع فلسطين ظالمة أم مظلومة ,أم وقع في فخ مُحكم لم يحسبْ له حساب واعتقد بفضل علاقاته ربما أنه سيكسب المنازلة ؟؟؟
من الواضح أن السيد إبراهيم علوش مُحقٌّ في بعض التصوّرات التي يسندها بخطابه إلى معطيات إستقاها من طرف العدو نفسه لكن أجزم أنه لو كان يعيش في أوربا لكان رأيه رأيا آخر فمن يرى ليس كمن يسمع.
مهما يكن الأمر لست هنا بصدد الحديث عن من المنتصر والمنهزم ,بل هدفي هو سدُّ الثغرات التي أفرزتها الحصّة والتساؤلات المنطقية التي طرحتها خاصة وأن وزيرة الخارجية ليفني كانت ضيفة على أرض قطر,سبقها شمعون بيريز.
لنفترض أن السيد إبراهيم علوش إنهزم في المنازلة بفارق النقاط وربح أنور مالك, هيا بنا إذن نتعامل بمنطق أنور مالك ونطرح جملة أخرى من الأسئلة ونترك لكم الإجابة
إسرائيل هي دولة قوية,نووية,صناعية,تكنولوجية تحظى بدعم أوربي وأمريكي بل وعمالة عربية وإسلامية تحتضن العدو وتمدده حتى بماء زمزم وتصلي على مقابر المسلمين صلاة القطة على المغطّة…….الخ
المقاومة ضعيفة والشعب غلبان…….الخ ماهو البديل؟؟؟
هل كل واحد منا يذهب لحاله ونفترق في كل طريق عكس الآية “ولاتتبعوا السبل”؟؟؟ مالعمل؟؟؟ هل نتوحد ,نتنظم ونعمل حتى نصبح قوة ضاربة تهابها الدول الباطشة؟ ماهي الميكانيزمات والأطر التي نعمل بها؟؟؟
هل نؤسس أحزابا وجمعيات؟؟؟ هل نتوب إلى الله الذي وفّق عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي رضي الله عنهما مثلما أوْرَدَ السيد أنور مالك وهل نعمل بمثل ماعملوا حتى تتحرر القدس وباقي الأوطان؟؟؟
لاشك أن من هو متشبع بحب فلسطين سيجد الإجابات بغض النظر عن الخلفيات التي ينطلق منها , هنا نصل إلى الفاصل وفك بعض الرسائل المشفرة بل وحل الألغاز.
ساعتئذ نعود إلى مكمن الخلل ونرجع مرة أخرى لنبقى في حلقة مفرغة لها أول وليس لها آخر
هل هذه الدول العميلة التي ذكرنا من قبل ستسمح للأحزاب والجمعيات بالعمل على إسقاط أمريكا وإسرائل؟؟؟
أم لابد من سياسة الأمر الواقع وهي المفاوضات والإتفاقيات الدولية لبناء دولتين وأن المراهنة على إسقاط إسرائيل أضغاث أحلام ؟؟؟
هل سستمر المعانقة والتقبيل كما يفعل محمود عباس وعبد الله وحاكم قطروهلُمّ جراً أم ستحلّ محلّها النظرات القاسية والمقاطعة ,ومن سيقوم بالمقاطعة الشعوب الغلبانة أم الحكومات العميلة؟؟؟
إن الإجابة من طرف السيد أنور مالك والمقتنعين بطرحه وإجابات طرح الدكتور إبراهيم علوش والمقتنعين بطرحه ستعيدنا إلى التفكير بجدية في المسألة بعيدا عن الخطاب التدليسي والخطاب التهييجي لنجد في الأخيرأجوبة نسُدّ بها الثغرات.
نحن في وضع لانحسد عليه من خلال الإنهزامات المتتالية والإحباط المستشري ,وقد نشأ جيل كامل مع الأسف الشديد منبطحا لايعرف الوقوف, بل تم تيئيسه من خلال استعمال الوقت كأداة لتطويعه وقاعدة جوّع كلبك يتبعك
الحمد لله الذي قال “سنتستدرجهم من حيث لايعملون” فهاهي الجزيرة بصحفيييها المحترفين تعمل على صناعة وتوعية الرأي العام من خلال فتح مثل هذه الطابوهات مع بعض الخلفيات والمهم هو:
مالعمل؟؟؟ في اعتقادي أن الأمر يتطلب وقتا وإمكانيات وأغلبنا داخل قناعاته الشخصية
لو كانت له الإمكانات لامتلك قناة لما يراه من تأثير على الرأي العام وقلب الحقائق في وضح النهار
فماذا تنتظر أيها القارئ شاركنا لنسُدّ الثغرات ولاتبقى تُحدث نفسك بسياسة العين بصيرة واليد قصيرة.