في بادرة هي الأولى من نوعها بدى القضاء اليمني محايدا ومستقلا فقد انتصر لصحيفة الوسط اليمنية التي أوقفتها وزارة الاعلام لمدة 5 اسابيع على التوالي تحت دعاوى أثبت بطلانها. فقد قضت محكمة غرب أمانة العاصمة بتاريخ 03/05/2008 برئاسة القاضي محمد القاضي إلغاء قرار وزير الإعلام بتوقيف صحيفة الوسط الأهلية، وتغريمه 50 ألف ريال أتعاب محاماة لصالح مالك الصحيفة جمال عامر.
واعتبرت نقالبة الصحافيين اليمنيين ذلك انتصارا تاريخيا لحرية الصحافة في اليمن في يومها العالمي لأنه لا يضع حدا للانتهاك الذي لحق بصحيفة فحسب ولكنه أيضا يبطل إدعاءات الوزارة بحقها في إصدار قرارات إدارية تقصي بإلغاء تراخيص الصحف، ويؤكد موقف النقابة من أن ملكية الصحف حق مكتسب لا يجوز لأية جهة إدارية المساس بها.
رئيس تحرير صحيفة الوسط جمال عامر اعتبر قرر الحكم انتصار للصحافة اليمنية، ورسالة للجميع بأن العصر الذي نعيشه عصر الديمقراطية وأنه يستند في حريته على الدستور والقانون ،ورسالة اللاخرين لكي يتعضوا، ويعلم الجميع بأنه لا يمكن إعادة الأمور إلى الوراء مهما استخدم من أساليب، ولا بد للقانون أن يفرض نفسه.
مشيرا إلى أن اليمن لم تعد بعيدة عن نظرة العالم ، وبالتالي كان القرار محل استياء لسمعة اليمن من قبل الخارج ،مؤكدا على أن الحكم الصادر بإلغاء قرار وزير الإعلام بأنه أساس يمكن البناء عليه للصحف الأخرى ، و رسالة مهمة بالحرية و الديمقراطية .
فيما اعتبر المحامي والقانوني خالد الآنسي القرار استثنائي وقوى وشجاع في ظل وضع قال أنه سيئ ويعطي بارقة تفاعل وأمل، مؤكدا على أن الحكم أكد استقلال القاضي فقط ، متمنيا أن يستقل القضاء بذاته .
وأضاف الآنسي أن الحكم سيوقف منهج قضية سحب تراخيص الصحف ،ويعتبر بذاته رد للمنهج الشمولي على الضيق في حرية الصحافة .
واعتبرت توكل كرمان رئيسة منظمة صحفيات بلاقيود حكم القضاء بإلغاء قرار وزير الإعلام بأنه انتصار للصحفيين والصحافة اليمنية ، معتبرة اليوم هو عيد للأسرة الصحفية باليمن ،وأشادت كرمان بحكم القضاء وتمنت كرمان بأن ينتصر القضاء للخيواني وصحيفة الشارع ، والمواقع اليكترونية المحجوبة حتى وإن لم تلجا للقضاء ، كما انتصر للوسط.
وتضيف توكل لا بد أن يعرف الجميع بأن زمن الكبت قد ولى وان العهد عهد الحرية والديمقراطية وحرية التعبير، وتعول على القضاء أن يكون قضاء حر ومستقل ونزيها ينسي ما عانة الصحفيين من ظلم واضطهاد وانتهاكات ممنهجة على يد النظام.
وزارة الاعلام الثلاثاء قبل الماضي استمرت في تعسفها ضد صحيفة “الوسط” وهو ما اعتبر تحد سافر للحكم القضائي الصادر من محكمة غرب الامانة الذي أبطل قرار إلغاء وزير الإعلام لترخيص الصحيفة واعتباره كأن لم يكن وجهت وزارة الإعلام بمنع طباعة “الوسط” في انتهاك لأبسط القواعد القانونية.
وكانت وزارة الإعلام الثلاثاء قبل الفائت اصدرت توجيهين الأول خاطبت فيه مطابع المجد التي تقوم بطباعة الصحيفة وأشعرت فيه مديرها بعدم طباعة أي عدد من الصحيفة “ما لم سيتم تحميل المطبعة المسئولية حال خالفت هذا الأمر”.
أما التوجيه الثاني فقد عممته على جميع أصحاب ومدراء المطابع بأمانة العاصمة وضمنته تهديدا
الاربعاء الماضي صدرت صحيفة الوسط بحلتها المعتادة وتناولها القوي وطرحها الهادف وهي أكثر حضورا وقوة من قبل ،وكان ارجع البعض سبب ايقاف صحيفة الوسط اليمنية المستقله لتوجيهات سعودية كما كان يتردد في الوسط الصحفي اليمني.
*كاتب وصحافي يمني