استغلت حكومة احمدي نجاد سيطرتها على منابر صلاة الجمعة وطلبت من الائمة الدفاع عن مزاعم الرئيس احمدي نجاد بانه يمثل الامام المهدي (الغائب عن الانظار) في الحكومة وانه مندوب مباشر عنه. واكثر من ذلك، ادعاء احمدي نجاد بان الامام المهدي لم يعترض على حكومته بسبب الغلاء والازمات الاقتصادية. ولذلك فانه لن يعير اي اهمية لاعتراضات المواطنين ويعتبر رضاء الامام المهدي عن التضخم والغلاء بانه رضاء عن حكومته لعدم حل الازمة الاقتصادية. بين الذين دافعوا عن أحمدي نجاد، امام صلاة جمعة مدينة مشهد (شمال شرق ايران) الشيخ علم الهدى الذي زعم ان رئيس الجمهورية يمثل الامام المهدي في الحكم وان الذين يسخرون من هذا القول او يعترضون عليه لا يفقهون المذهب الشيعي. وادعى علم الهدى ان حكومة احمدي نجاد تمهد الآن لظهور الامام المهدي الذي سيحكم قريبا جميع انحاء العالم. وقال ايضا ان من لطف الامام المهدي هو المجيء باحمدي نجاد الى سدة الرئاسة، نافيا ان يكون وصوله الى المنصب بفضل مجلس رقابة الدستور وجهة اخرى. ائمة جمعة آخرون زعموا ان الامام المهدي يشرف على كل كبيرة وصغيرة في النظام والحكومة وهو المسؤول عن اصدار القرارات الحكومية. واتهم هؤلاء كل الذين لا يعتقدون بمثل هذه الامور بانهم لا يعتقدون بوجود الامام المهدي او يزعمون انه يعيش في الجزيرة الخضراء في البحر الابيض!.
وزعم بعض هؤلاء انهم يقرون بان الامام له اتصالات واسعة النطاق مع مسؤولين كبار في النظام والحكومة. والاكثر غرابة في هذه الادعاءات قولهم ان الامام المهدي كان متواجدا في نيويورك عندما سافر احمدي نجاد العام الماضي الى اميركا وحضر في مبنى الامم المتحدة وجامعة كولومبيا. وزعم هؤلاء ان الجنود الاميركيين بالذات يعتقدون بوجود الامام المهدي وكانوا يظنون انه يعيش في مسجد سهلة، في العراق واعتقلوا اخيرا شخصا باسم مهدي الا انه اتضح لهم انه ليس الامام المهدي الموعود الذي يعيش في ايران ويدعم حكومة احمدي نجاد. السخرية والاعتراض على مثل هذه المزاعم لم يقتصرا على قادة القوى الاصلاحية والوطنية، بل شملا رموزا وقادة قوى محافظة مثل مهدوي كني (تيار روحانيت) وناطق نوري (رئيس مجلس الشورى الاسبق) وعددا كبيرا من اساتذة وفقهاء الحوزة الدينية في قم الذين اجمعوا على خطأ وكذب ادعاء حكومة احمدي نجاد بانها تمثل حكومة الامام المهدي. الشيخ كروبي رئيس مجلس الشورى السابق سخر بشدة من زعم احمدي نجاد بانه يمثل الامام الذي لم يعترض عليه بشأن الغلاء والتضخم. وقال: ظلت الحكومة تلقي جميع اسباب الازمات والاحداث على اميركا واسرائيل وكان الافضل ان تستمر بمثل هذا الادعاء بدلا من القاء السبب. هذه المرة على عاتق الامام المهدي والزعم بأنه لم يعترض على موجات الغلاء والتضخم والاخطاء السياسية والاقتصادية للحكومة.
وأكثر من ذلك قال كروبي: ان احمدي نجاد هو الذي يدير الحكومة وليس الامام المهدي، ولو ان حكومة الامام ارتكبت كل هذه الاخطاء ونشرت الفقر والحرمان والازمات في المجتمع، فإن معظم المواطنين قطعا لن يرحبوا بظهور الامام اطلاقا. وأكد كروبي ان احمدي نجاد يتحمل كل المسؤولية عن الاخطاء وليس الامام المهدي كما يزعم. ودعا كروبي احمدي نجاد الى الاستمرار بإلقاء المسؤوليات والازمات على اميركا وليس نسبها الى الامام المهدي، لأن مثل هذه المزاعم لن يصدقها المواطنون بتاتا.
روز (النهار)