محمد سليم
بادئ ذي بدء لـ نتفق أولا في ان مصر هي أم الدنيا وهى أم الملوخية ..؟ على بركة الله ؛ نقطة على السطر .
ولنهبط معا لنبرّهن بالسطر التالي ؛.. ملوك مصر أولاد الآلهة ( المحنطين في المتاحف المصرية ) هم أول من زرع نبتة الملوخية على ضفاف نهر النيل العظيم و منه انتشرت ( الملوخية )على ربوع وقيعان العالم القديم و الحديث ..وكانت ( أكلة ) الملوخية طعاما ملكيا مفضلا للملك الإله كما كانت أكلة لذيذة لكافة المصريين ..وأستمر هكذا حال.. حتى وصل ( الحاكم بأمر الله ) إلى سدة الحكم على غفلة ( وأهل مصر غارقين فى عشق الملوخية ) فــ أشهر سيفه وسن فرمانه في وجوه العامة وهو يأمرهم ويصرخ فيهم ؛ .. يا عامة الناس عليكم بعدم أكل الملوخية !! .. وزاد فى غيه بقوله ؛ يقتصر أكلها ( يقصد الملوخية تحديدا ) على الأمراء و الملوك من نسله وصلبه من بعده !.. وأرسل العُمال والكتبة والأبواق كجيش عرمرم الجرار ؛ لينشدوا فى الساحات ويهتفوا في الأزقة ويصفقوا فى الحواري ؛ من الآن فصاعد ليعلم الحاضر الغائب ؛ أن الملوخية أصبحت (ملوكية) وأن الإمارة المصرية أصبحت مملكة وراثية شعارها ( ورقة ملوخية مرعرة ومورورة ) وعلى كل مزارع ان يزرع نصف أرضه ملوخية إرضاء للحاكم بأمره ( الله يخليه ويبارك فيه ) !!…. لا لا.. دعك من مقولة المؤرخين والمنظرين والمحللين الأقدمين ؛ أن هذا أمرا سلطويا ديكتاتوريا فى حق الرعية وإلا لماذا لم يختار ( القرع العسلي ) أو ( الباذنجان الأسود ) أو ( البندورة الحمرا )أو غيرها من الخضروات …السر الخطير الذي اكتشفته أنا ( الباحث الفقير الى الله ) هو التالي ؛….. أكلة الملوخية ( الخطيرة ) ؛ منشط جنسي للزوجين حيث تزيد من إفراز هرموني الذكورة والأنوثة..أذن الحاكم ( الخطير منه لله ) يريد إشعال نار الفتنة و ( شعللة ) جذوة الشجار بين الرجل وزوجه وتفكيك الحياة الأسرية ونقض( مُلة السرير ) الثابتة الأركان على رؤوس الأشهاد …والملوخية ؛ تحمى الجسد من الشيخوخة المبكرة وتساعد الجسم على مقاومة هشاشة العظام …أذن ؛ الحاكم بأمره (رد الله كيده فى نحره ) يتمنى ان لا يُعمر الشعب المصري طويلا.. وإن أطال الله عمره ؛ سيعتلى ظهورهم كالمطايا دونما كلفة أو عبء .. ويولّى عليهم احد أبناءه من بعده وهم صاغرون.. ويطبعون مع أعدائهم وهم مغلوبون …والملوخية ؛ تقاوم الاضطرابات العصبية وتقاوم الاكتئاب وتزيد الشعور بنوع ما من المقاومة الذاتية وتقلل من حالة القلق والتوتر ….أذن ؛ الحاكم بامره ( فضح الله نيته من بعده ) لا يريد ولا يتمنى اى مقاومة لا على الحدود الدولية ولا فى النفوس الوطنية ويريد شعبا مكتئبا مهموما غارقا فى البحث عن الدواء والعلاج وعن لقمة عيش( تقمن أوده ) وبالتالي لا ولن يقدر الشعب ( المبتلى ) على أية مغامرات قد تضج مخدع الحاكم بأمره …والملوخية ؛ تحوى مادة مخاطية غرائية تهدئ الأعصاب وتدر البول…أذن سيدنا الحاكم بأمره ( الله لا يسيئه) ؛ لا يبغى التماسك ولا التلاحم في صفوف شعبه وإنما جل همه سرعة تبول ( رعيته على نفسها ) كلما هل بطلعته في أول كل شهر ( مع قبض الراتب ) وعند خروجه من خلوته الشهرية ليأخذ الأجندة الخارجية من ولاة أمرهُ ……
السطر الثالث؛ ولماذا يأمرهم بزراعتها ولا يسمح لهم بتذوقها ويحرم أكلها عليهم ؟!… وللحقيقة العلمية ؛ هذا سؤال ( عويص ) يحتاج محلل استراتيجي ( أكول )و خبير ..ولكنني توصلت بــ( الفكاكة والفهلوة ) بصفتي باحث مسكين الى ان الهدف إشغال وقت الرعية فيما لا يفيدهم ..و ؛ يبث فيهم الصبر على البلوى واحتساب الأجر على الله ..ويدربهم على عمليات ( خلع ) أعواد النبات من التربة ..و ( حش ) رقبة الملوخية وتربيطها فى حزم جماعية ربما فيما بعد يصف رعيته بأنها رعية إرهابية تستحق القتل والتنكيل ..ويستمتع هو بأكل الملوخية بالأرانب ( المقلية ) ..
السطر الأخير؛ لأمانة البحث العلمي والتحري ؛ الحاكم بآمره (الله يسامحه ) لم تتعدى فرماناته الى ما تسمع الرعية من( خزعبلات) ولا الى ما ترى وتشاهد من( خلافات وخلاعات ) وإنما اقتصرت على ( أكل ) الملوخية دون سائر الخضروات ..رحم الله الحاكم بآمره وأطال الله فى عُمر رعيته ( التقية الصابرة) ..وان لله وان إليه راجعون …ادعوا له…