شكك اطباء في جدية التحذيرات التي تطلقها جمعيات واوساط طبية حول العالم ازاء مخاطر السمنة الزائدة وزيادة الوزن مشيرين إلى ان الكثيرين منها «مضخم» وخصوصا لجهة مدى انتشار المشكلة وتحولها الى «ظاهرة» في المجتمعات المتطورة.
وزعم اولئك الاطباء ان المعلومات المسجلة حول السمنة والأمراض المتعلقة بها مثل امراض القلب وارتفاع ضغط الدم وامراض الشرايين والسرطان قد تعرضت لفهم مغلوط نتيجة المزج بين البيانات الطبية مشيرين إلى ان الروابط بين السمنة وتلك الامراض غير مؤكدة.
وفي هذا الاطار يقول الدكتور فنسنت مارك استاذ علوم الاحياء في جامعة «سورى» ان مشكلة السمنة وما يتعلق بها تعرضت للتضخيم خلال الفترة الماضية.
اما الدكتور اريك اوليفر مؤلف كتاب «السياسة السمينة» فيرى ان البيانات التي تربط السمنة بالكثير من الامراض تقوم على اسس واهية ومغلوطة.
ويوضح اوليفر رأيه بالقول «الامر يشبه تحميل سرطان الرئة مسؤولية رائحة النفس الكريهة الناتجة اصلا عن التدخين، هناك عوامل كثيرة تؤثر على الامراض المرتبطة بالسمنة ويجب اخذها بعين الاعتبار مثل قلة الرياضة او وجود اختلال جيني او غذائي».
وتبدو آراء مارك متناقضة تماما مع ما يقوله معظم الاطباء والخبراء حول العالم اذ يتم النظر إلى السمنة على انها المسبب الرئيسي لأمراض القلب والشرايين والكلى والاعصاب إلى جانب امكانية تسببها ببعض انواع السرطان.
ويؤكد الدكتور جيمس هيل مدير مركز التغذية البشرية في جامعة كولورادو رفضه لما ذهب اليه مارك ويؤكد ان الادلة التي تربط بين السمنة وتلك الامراض «ثابتة وواضحة للغاية» مضيفا ان حالات الاصابة بالسكري من الفئة الثانية لدى اصحاب الاوزان المعتدلة نادرة جدا، غير ان وجهة النظر الداعية إلى تغيير النظرة نحو السمنة تقوم بدورها على بعض المعطيات المرتكزة على ارقام مؤكدة فوفقاً لإحصائيات نشرها مكتب الاحصاء الصحي فإن نسبة السمنة لم تزداد بين سكان الولايات المتحدة مثلا خلال الفترة ما بين 1993 و2006.
ويضاف إلى ذلك ان الكثير من الخبراء يمزجون بين الوزن الزائد والسمنة ما يعرقل التمييز بينهما على مستوى الدراسات العلمية وفقا لاسوشينتد برس.
وبانتظار حسم هذه القضية علميا فإن الامر سيبقى مصدر قلق للكثير من الاشخاص فقبل اسابيع قليلة قال باحث علمي ان السمنة في طريقها لتجاوز التدخين كأكبر مسبب للسرطان واوضح د. والتر ويليت من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد خلال المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية للعلوم المتقدمة ان معدلات وفيات البدناء بسبب السرطان تصل إلى 14 في المئة بين الرجال و20 في المئة بين النساء مقارنة بقرابة 30 في المئة جراء التدخين.
واستطرد ويليت قائلا خلال جلسة تناولت سبل الوقاية من السرطان «فيما يتراجع التدخين وترتفع ظاهرة البدانة لن يستغرق الامر قبل ان تصبح السمنة السبب الأول في الوفاة للإصابة بالسرطان».
واردف العالم ان الابحاث تطرح المزيد من الادلة التي تربط السمنة والاصابة بأنواع عدة من امراض السرطان منها «سرطانات الثدي والكبد والبنكرياس والامعاء».