نشرت مواقع متشددة على الإنترنت شريطاً صوتياً جديدا لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وجهه إلى الشعوب الغربية، وتناول فيه الذكرى الستين على “قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.” وجاء في كلمة بن لادن الصوتية التي وجهها للشعوب الأوروبية “.. أمام من يرغب بمعرفة حقيقة القضية الفلسطينية فرصة للاطلاع عليها.”
واعتبر بن لادن أن هناك دلالات لمشاركة زعماء الغرب بالاحتفالات الإسرائيلية في الذكرى الستين لقيامها، ذلك أنها لم تكن موجودة قبل 60 سنة، وأنها “أقيمت على فلسطين بقوة السلاح.. وأن الإسرائيليين غزاة محتلون يجب قتالهم.”
وهاجم بن لادن وسائل الإعلام الغربية الكبرى قائلاً: “هذا الحدث أظهر أن معظم وسائل إعلامكم قد تخلت عن الموضوعية والمهنية.. وأنها أظهرت اليهود كأنهم الضحية والفلسطينيين كجلادين وإرهابيين.”
ووصف بن لادن المسؤولين عن وسائل الإعلام الغربية بالسحرة، قائلاً: “لقد قلبوا الحقائق كالسحرة وضللوا الشعوب كما فعلوا في العراق.”
واعتبر مشاركة زعماء الغرب في احتفالات إسرائيل دليلاً عن أنهم “يؤيدون الاحتلال اليهودي لبلادنا.”
وقال إن “ساسة الغرب يفكرون بعقلية القرون الوسطى، في ظلم الآخرين باحتلال أراضيهم وقتل أحرارهم ونهب ثرواتهم” معتبراً أن هذا ما “فعله بوش وبلير في غزو العراق.”
ورفض بن لادن قرارات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وقال: “وإن كانت بريطانيا قد مكنت اليهود من احتلال فلسطين عبر وعد بلفور.. وإن كانت الأمم المتحدة قد قررت إعطاء اليهود دولة في معظم فلسطين، فإن هذه القرارات لا اعتبار لها ولا تعنينا لأن من أعطى القرارات لا يملك، وأعطى من لا يستحق.”
وقال إن الأمم المتحدة “أداة من أدواتكم .. ومواعيد بوش لإقامة دولة فلسطينية كمواعيد عرقوب.”
وقال أيضاً “.. والإرهاب المذموم والسطو المسلح يقوم به قائد أقوى آلة عسكرية عرفتها البشرية، وبالتالي فإن الكارثة ليست قطرية أو إقليمية بل عالمية.”
يذكر أن الرسائل السابقة كانت تنشر على المواقع المتشددة بعد مرور ما بين ساعة ويومين على الإعلان عنها.
وكانت آخر رسالة من بن لادن قد نشرت في مارس/آذار الماضي، وهي رسالة صوتية وصف فيها العراق بأنه “القاعدة الأمثل للانطلاق في الجهاد من أجل تحرير فلسطين.”
وأعلن أن “العراق هو ساحة للجهاد والانتصار فيه سوف يقود إلى تحرير فلسطين”، دعياً شعوب الدول المجاورة “لبذل جهودهم في دعم إخوتهم المجاهدين في العراق.”
وفي الشريط، هاجم أسامة بن لادن قادة عدد من الدول العربية، متهماً إياهم بأنهم “جزء من مؤامرة الحصار حتى الموت” التي تستهدف سكان قطاع غزة.
وقال بن لادن إن عودة فلسطين لن تكون من خلال المفاوضات السياسية، وإنما ستكون “عن طريق الجهاد”، معتبراً أن بعض القادة العرب يحولون دون شعوبهم وتلك “الفريضة المقدسة.”
وفي رسالة صوتية سابقة، أدان بن لادن الدول الأوروبية للوقوف مع الولايات المتحدة في أفغانستان ولسماحها بنشر الرسوم المسيئة للرسول محمد، وهددها بـ”رد مقبل.”
وحمّل بن لادن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مسؤولية استمرار نشر الرسوم، ملمحاً إلى أن الملك السعودي كان قادراً على إيقافها كما أوقف التحقيقات بصفقة “اليمامة” المزعومة، والتي تمحورت حول عمولات تلقتها شخصيات نافذة من الأسرة الحاكمة لقاء تسهيل بيع أسلحة.