امتدحت واحدة من أكبر منظمات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الترحيب الذي حظي به وفد المنظمة في مؤتمر عن المرأة رعته وزارة التربية والتعليم الإماراتية، والتقى خلاله بشكل سري بمسئولين حكوميين وأكاديميين ورجال أعمال إماراتيين، لكنها دعت الإمارات إلى فتح أبوابها أمام إسرائيل للبرهنة على أنها “منفتحة على العالم كما تدعي”.
حيث أشارت كارميل أربيت، مدير مشروعات الجزيرة العربية في اللجنة الأمريكية اليهودية، وهي من أبرز منظمات اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، إلى زيارة قام بها وفد من المنظمة، هي الثالثة هذا العام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في مؤتمر عن المرأة في إمارة دبي.
وامتدحت أربيت في المقال الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، ما وصفته بالتنوع الديني في الإمارات العربية المتحدة، لكنها دعت الإمارات إلى فتح قنوات مع إسرائيل للبرهنة على هذا التنوع، ولإظهار أنها “منفتحة على العالم”.
حيث قالت: “إذا كانت الإمارات العربية المتحدة فعلا ’منفتحة على العالم‘ كما تزعم، فيجب عليها أن تكون مفتوحة للعالم بأكمله، وهذا لا يشمل فقط الأشخاص اليهود، ولكنه يشمل أيضا دولة إسرائيل”.
وجاء في المقال الذي حمل عنوان “التنوع في دولة خليجية” والذي نشرته أيضا صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الثلاثاء 13 مايو/أيار الجاري: “في منطقة غير مستقرة تضم مثيرات متطرفة وغامضة شكلت الإمارات العربية المتحدة نفسها لتكون محورا إقليميا وملجأ رأسماليا على النمط الغربي…”
وقالت أربيت إن منظمتها، وهي من أكثر منظمات اللوبي الإسرائيلي نفوذا في الولايات المتحدة، حظيت بترحيب كبير لدى مشاركتها في مؤتمر عن المرأة نظمته وزارة التربية والتعليم الإماراتية.
حيث قالت أربيت: “عندما وصل وفد من اللجنة الأمريكية اليهودية إلى دبي مؤخرا من أجل مؤتمر عن قيادة المرأة برعاية وزارة التربية والتعليم الإماراتية –وهي الزيارة الثالثة التي تقوم بها اللجنة الأمريكية اليهودية (إلى دبي) خلال عام – تخلل الوعد بالانفتاح الاجتماعي والثقافي رحلتنا”.
وأضافت أربيت: “وخلال اللقاءات الخاصة واجتماعات المؤتمر كان يتم تحيتنا مع التأكيد على أن الإمارات العربية المتحدة مفتوحة للجميع، بما في ذلك الجالية الأمريكية اليهودية”.
وتابعت قائلة: “لقد شعرنا بالترحيب في مكاتب الحكومة وقاعات المحاضرات ومناقشات الموائد المستديرة والمساجد”.
وامتدحت المسئولة باللجنة اليهودية الأمريكية ما وصفته بسياسة “التسامح” التي ترعاها حكومة الإمارات، ومراقبتها المُحكمة للمساجد والخطاب الديني.
حيث قالت: “الحكومة تسيطر بشدة على الممارسات الإسلامية. والقادة الدينيون ليسوا موظفين أحرار؛ فالأئمة يلقون خطبا يتم مراقبتها عن كثب، مع رسائل تقوم الحكومة بإعدادها كي تعكس أجندتها السياسية المتسامحة”.
وامتدحت أربيت وجود “عشرات الكنائس ومدارس الأبرشيات” ومعابد هندوسية في الإمارات.
وأضافت: “ويقيم يهود من عدد من الدول في دبي وأبو ظبي، رغم عدم الاعتراف بهم والتردد المفهوم في تحديدهم بشكل علني، لينضموا بذلك إلى (أفراد من) الفرس والبهائيين والسيخ في طائفة ’الخمسة بالمائة‘ من الانتماءات الدينية”.
وعن مشاركة منظمتها في المؤتمر قالت أربيت: “ربما يكون من المدهش أن وفد اللجنة الأمريكية اليهودية، وهو التمثيل اليهودي الوحيد في مؤتمر المرأة، أُعطي فرصة للتعبير بشكل علني في قضية الدين”.
وأضافت في المقال الذي حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: “رغم أننا امتنعنا عن الإعلان عن وجودنا لأسباب أمنية فإننا قمنا بشكل علني بإجراء ورشة عمل عن الحوار
بين الأديان والثقافات، وهي الورشة التي شارك فيها نساء مسلمات ويهوديات ومسيحيات من جميع أنحاء العالم بخبرتهن كنساء صاحبات أديان”.
بين الأديان والثقافات، وهي الورشة التي شارك فيها نساء مسلمات ويهوديات ومسيحيات من جميع أنحاء العالم بخبرتهن كنساء صاحبات أديان”.
لكن أربيت دعت الإمارات العربية المتحدة إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لمكافحة ما وصفته بمعادة السامية في الإعلام الإماراتي، مع ثنائها على إغلاق الحكومة الإماراتية لمركز الشيخ زايد البحثي، الذي تعرض لحملة مكثفة من المنظمات الموالية لإسرائيل أدت لإغلاقه.
حيث قالت: “رغم أن الإمارات العربية المتحدة اتخذت خطوات في العقد الماضي لمواجهة الأيديولوجيات المتطرفة والمعادية للسامية، بما في ذلك إغلاقها لمركز زايد للتنسيق والمتابعة –وهو مؤسسة تفكير عُرفت بسمعتها السيئة بسبب منشوراتها وبرامجها المعادية للسامية – فإن الصورة الثابتة للـ’عدو‘ اليهودي والصهيوني مازالت شائعة جدا في جميع العالم العربي”.
وأضافت: “لقد شعرت بالدهشة، ليس بسبب عدد النساء اللاتي لم يلتقين أي يهودي، ولكن بسبب العدد الذي شكا من عدم القدرة على الوصول إلى معلومات عن اليهودية”.
وفسرت الناشطة الصهيونية ذلك بقولها: “إن شركة اتصالات، المزود الحصري للإنترنت في الإمارات العربية المتحدة، يقوم أحيانا بإغلاق المواقع التي تضم تعبيرا دينيا، بما في ذلك اليهودية، كما أن القادة اليهود يُستبعدون بشكل روتيني من الحوارات بين الأديان، ومن بين ذلك مؤتمر مهم عُقد العام الماضي عن التسامح الديني”.
هذا وقالت اللجنة الأمريكية اليهودية، في بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، إن ممثليها التقوا “بشكل سري بشخصيات إماراتية رفيعة المستوى من المسئولين والأكاديميين وأعضاء المجتمع المدني ومسئولي الشركات، إضافة إلى مسئولين أمريكيين”.
يُشار إلى أن متاجر ليفايف العالمية للماس، المملوكة للمليونير ورجل الأعمال الإسرائيلي ليف ليفايف، قد أعلنت مؤخرا عن الاستعداد لفتح متجرين كبيرين في دبي يستهدفان المتسوقين الأثرياء العرب، علاوة على العمل الجاري في فندق القصر هناك.
وقد قوبل هذا التحرك بإدانة “الائتلاف من أجل العدالة في الشرق الأوسط”، وهو ائتلاف من منظمات أمريكية معارضة للاحتلال الإسرائيلي، وذلك بسبب دعم ليفايف، وهو ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي، بسبب تمويل ليفايف لمشروعات المستعمرات في الضفة الغربية المحتلة وفي مستعمرة أبو غنيم.
كل الحقوق محفوظة وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك© (2007). www.AmericaInArabic.com
يحظر النشر أو البث أو البيع كليا أو جزئيا بدون موافقة مسبقة. هذا المقال محمي بقوانين حقوق النشر الأمريكية. للاشتراك اكتب إلى [email protected]