مع أن منتدى فرق لا يزال قياسا بالكثير من المنتديات العمانية والعربية في طور النشوء والارتقاء إلا انه استطاع في فترة وجيزة جدا أن يصنع الفرق ويحظى باهتمام بالغ على المستوى الداخلي والخارجي
وتمتد مساحة تأثيره وتتوسع رقعتها ويفرض نفسه على أجندة الصحافة العمانية والمهتمين بالشأن الوطني ويفتح الباب على مصراعيه أمام الأقلام الوطنية الجادة والصادقة والواعية للخوض في كل ما يهم الوطن والمواطن العماني والولوج إلى قضايا شائكة بالنقد البناء المتزن
وذلك بالضرورة قلص من دائرة المحرمات والممنوعات التي كان مجرد الاقتراب منها ضربا من ضروب الجنون والانتحار وخروجا على الأعراف والمسلمات ، فقد كان الحديث عن الفساد لا يقل خطورة عن الخيانة العظمى ونقد اى وزير جريمة لا تغتفر والحديث عن الإصلاح والديمقراطية والحرية شذوذ في الفكر والعقل وتناقض مع الفطرة التي فطرنا عليها وكفر بالدين الذي وجدنا عليه أبائنا الأولين
كل تلك المحرمات استطاع كتاب منتدى فرق أن يحطموا الحاجز النفسي من مجرد الاقتراب منها وان ينقلوها بكل جرأة واقتدار من سلة المحرمات إلى دائرة المباحات والمسلمات حتى أن صحافتنا المحلية التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم بدأت تتناول بعض من تلك المظاهر وكأنها تقتبس بصيصا من الجرأة والمصداقية التى وضع لبنتها كتاب فرق ، وان كان تناولها لتلك القضايا ياتى من طرفي خفي وبخجل العذراء في خدرها ، إلا أننا و من باب التفاؤل نقول أنها بدأت بالخطوة الأولى على طريق المليار ميل (فإذا كان العالم يضرب المثل بالخطوة الأولى على طريق الألف ميل فنحن نقول المليار ميل تقديرا لظروف صحافتنا العرجاء) وأنا هنا لا ادعي أن منتدى فرق كان سباقا إلى طرق الأبواب المغلقة والولوج إلى دائرة المحرمات وفض بكارتها ،ونزع القدسية عنها، ف بكل تأكيد أن هناك بعض المحاولات لبعض المنتديات العمانية إلا إن تلك المنتديات كان طرقها عشوائيا وهمجيا وغوغائيا وأشبه بالجعجعة التي لا تخرج طحينا ، ولذلك لم تكن أكثر من متنفس يزحزح عن صدر المقهورين بعض العنت ويسقط عن الحكومة بعض العتاب لغياب الرأي الاخر ، ولذلك كان نعيقها وضجيجها كصرخة في البرية وخير مثال على ذلك منتدى السبلة العمانية التى بلغ ضجيجها الافاق دون جدوى بعد ان غلبت عليها السطحية والغثائيه واصبح ضجيجها كالاجراس في اعناق البغال
بينما استطاع فرق أن يخلق واقعا ومفهوما جديدا للنقد البناء من خلال طرح جريء شفاف ومباشر لكل القضايا التي تعني الوطن والمواطن العماني و يضع اللبنة الأولى لمنابر جادة و حرة وصادقة تمثل وجهة نظر الرأي العام وتفتح الباب على مصراعيه لممارسة حقوقنا في المشاركة والعمل الصادق لإقامة مجتمع مدني ودولة المؤسسات الحقيقية.
فالمتتبع لما يُنشر في فرق والقضايا التي يتناولها الكثير من كتابه سوف يجد صداها على صفحات بعض الصحف ،ناهيك طبعا عن الرصد وا لمتابعه لكثير من الجهات المتعددة لما يُكتب في فرق وصداها في الداخل والخارج
فعل سبيل المثال لا الحصر كان لموضوع المذكرات السياسية التي طرحها الأخ (مذكرات سياسية) في منتدى فرق وقعا كبيرا على المهتمين بمذكرات السياسيين وما تحتويه من حقائق وشواهد على مراحل زمنية من تاريخ المنطقة العربية ، وقد رصدت جريدة الزمن ما تم نشره في فرق من خلال الإعلامية فايزة الهيملي وتم نشر الموضوع على جريدة الزمن
كما تطرقت جريدة الشبيبة إلى عدة قضايا تهم الشأن الداخلي ،ويستطيع المراقب والمتتبع ملاحظة أنها تتناغم مع ما ينشر في فرق كقضايا الفساد وإهدار المال العام التي كتب عنها الأخ المهندس على الزويدي في عدة حلقات ، كما كتب عنها غيره من كتاب فرق ، وكذلك ألكتابة والتساؤل عن ثروات المسئولين ومصادرها مما حدا بالشبيبه الاعتراف بوعي المواطن ونشر مقال كامل على صفحتها الأولى مؤكده أن مصدرا مسئولا أكد لها أن الدولة سوف تحارب الفساد واستغلال المناصب لمأرب أخرى وسوف لن يستثنى احد مهما كان منصبه
كما قامت الشبيبة أيضا بنشر لقاء مع وزير الصحة عن سياسة بناء المجمعات الصحية و التحقيق في قضايا الاخطا الطبية وهى قضايا تم طرقها بقوة من خلال منتدى فرق ، كما تم التطرق إلى مشاركات الناشطة الحقوقية و السياسية طيبة ا لمعولى في منتدى فرق وما تطرحه من أراء ونقد من خلال المنتدى وذلك يدل بشكل خاص على رصد ومتابعة ما ينشره فرق
صحيح أن هناك منتديات أخرى طرقت بعض تلك المواضيع ، ولكن كما أسلفنا كان طرقا عشوائيا لا يمثل شيئا ذا جدوى ولا يعكس التحولات الحقيقية التي تطرأ على المجتمع وثقافته وتطلعات أبناءه
كل ذلك يجعلنا بكل تأكيد نفخر بالدور الكبير الذي يقوم به منتدى فرق العماني في التعبير عن تطلعات فئات كثيرة من أبناء الشعب العماني ويعكس التطور الثقافي والوعي العميق الذي يتمتع به المواطن الذي لم يعد بالإمكان إقناعه بالشعارات والمنشتات العريضة الخالية من اى مضمون حقيقي
سعيد جداد/ابو عماد