تتوقع الولايات المتحدة ان يبحث مجلس الامن هذا الاسبوع الازمة التي شهدها لبنان، وتنوي تكثيف ضغوطها على سورية وايران لدعمهما المفترض لـ «حزب الله» في مواجهة الحكومة اللبنانية. وقال نائب رئيس مجلس الامن القومي في البيت الابيض اليوت ابرامز، اول من امس، «سنقوم ببعض الخطوات خلال الاسبوع الجاري وقد نبدأ بمجلس الامن».
وصرح ستيفن هادلي مستشار الرئيس جورج بوش لشؤون الامن القومي، بان واشنطن تحاول اقناع دول اخرى في الشرق الاوسط بممارسة ضغوط ديبلوماسية على «حزب الله» ومؤيديه لوقف العنف. وقال ان «هذه الديبلوماسية ترونها في بيان الجامعة العربية، واعتقد اننا سنشهدها على الارجح في مجلس الامن في نيويورك». ويشير بذلك الى بيان وزراء الخارجية العرب عقب اجتماعهم الاحد، الذي اكد رفض استخدام العنف المسلح لتحقيق اهداف سياسية خارج اطار الشرعية الدستورية، ودعا الى سحب كل الاسلحة من الشوارع.
وكان ابرامز وهادلي، يتحدثان على متن الطائرة الرئاسية التي تقل الرئيس جورج بوش الى الشرق الاوسط في جولة ديبلوماسية وللاحتفال بالذكرى الستين لقيام اسرائيل. وقال هادلي: «كانت عطلة نهاية اسبوع صعبة جدا بالتأكيد، وما شهدناه كان محاولة من حزب الله لابتزاز وترهيب الحكومة اللبنانية المنتخبة شرعيا». وتابع «انه تطور مقلق جدا ونحن نعتقد انه ما كان ليقوم بذلك من دون دعم ايران وسورية، وهذا نموذج على المعركة الاوسع في هذه المنطقة».
وكان المندوب الاميركي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد، دعا مجلس الامن الاثنين الى اجراء مناقشات رسمية حول لبنان في اقرب وقت ممكن.
وفي لندن، كتبت صحيفة «فاينانشال تايمز»، أن السعودية تناقش مع فرنسا والولايات المتحدة، خيارات عزل «حزب الله» وحلفائه، بعدما وصفت تحركات الحزب العسكرية الأخيرة في لبنان بأنها «انقلاب» يحظى بتأييد إيران.
ونسبت الصحيفة، امس، إلى مستشار للحكومة السعودية، لم تكشف هويته، «ان الدول الثلاث ستسعى إلى تغيير جذري لما يجري في لبنان الآن»، من دون أن يدلي بتفاصيل حول ذلك.
يشار إلى ان بوش سيزور الرياض هذا الأسبوع، ويلتقي خادم الحرمين الشريفين السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اطار الجولة التي يقوم بها حالياً في الشرق الأوسط.
وتابعت الصحيفة ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وفي اقوى تصريح من نوعه صدر عن الرياض في شأن الأزمة في لبنان، ابدى قلق المملكة العميق من الأحداث، ودعا كل الأطراف الاقليمية إلى احترام استقلال وسيادة لبنان، في اشارة إلى إيران وسورية.
واضافت أن السعودية «تدعم بقوة حكومة فؤاد السنيورة المحاصرة، وتسعى الى مواجهة النفوذ الشيعي الإيراني المتنامي في منطقة الشرق الأوسط». ونسبت إلى بول سالم، مدير مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، «ان أي تحركات لتسليح القوى الموالية للحكومة اللبنانية ستكون كارثية لأن تفعيل عمليات تدريب القوى الموالية للحكومة لن يهزم حزب الله أو يغيّر من حضوره ووزنه الاستراتيجي». واضاف ان هذا التحرك «سيشجع البعض على الانخراط في المزيد من النزاع الداخلي بأمل الحصول على مكاسب، لكن هذا الانخراط لن يحقق مكاسب وسيتسبب في اندلاع حرب أهلية».
وامل سالم في ان يتمكن «حزب الله» والحكومة من التوصل إلى نوع من التسوية.
من ناحيتها، اعلنت دمشق امس، دعمها جهود اللجنة الوزارية العربية حول لبنان، التي بدأت محادثاتها في بيروت امس، ودعت كل الاطراف الى الحوار.
وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، ان سورية «تؤكد دعمها جهود اللجنة الوزارية العربية برئاسة دولة قطر والهادفة الى وضع المبادرة العربية موضع التنفيذ كخطة متكاملة ببنودها الثلاثة».
وقال مصدر اعلامي سوري في بيان تسلمته «فرانس برس»، امس، ان «القرارات الخطيرة التي اقدمت عليها السلطة اللبنانية بدفع من الاميركيين وتغطية من سكتوا على عدوان يوليو (في اشارة الى الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006) تمثل هجوما مباشرا بالوكالة وحالة سافرة من الاعتداء على لبنان».
وانتقد «القرارات الانقلابية للحكومة غير الشرعية الممولة من اطراف خارجية معروفة لا تريد اي خير للبنان» واعتبر ان «المرتهنين للخارج يريدون ضرب المقاومة في الصميم». وطالب «الاطراف الخارجية بوقف تدخلها السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية مما يعرض التعايش والسلم الاهلي في لبنان للخطر الجسيم».
ونوه الى ان «سورية لا تجد مصلحة لاي دولة عربية او اسلامية باضعاف المقاومة لصالح اسرائيل وتتمنى على البعض الذي اصطف وراء تصدع الازمة ان يضطلع بم
سؤولياتة بالشكل الصحيح لصالح لبنان وخيره».
سؤولياتة بالشكل الصحيح لصالح لبنان وخيره».
وعبر عن «دعمه لجهود اللجنة العربية في تثمير الاتفاق بين اللبنانيين» مؤكدا ان سورية «ستبذل كل جهد ممكن لا سيما من موقعها كرئيسة للقمة العربية ليعود لبنان الشقيق آمنا مستقرا معافى».
كما أعربت تركيا عن دعمها لجهود الوفد الوزاري العربي، مؤيدة التوصل إلى أي تسوية من ضمن الأطر الدستورية. وشددت على أنها «تدعم أي حل للأزمة من خلال الحوار وفي اطار شرعية القانون».
وحضت موسكو (الراي)، الأطراف اللبنانية على وقف العنف والعودة إلى الحوار. جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة مع وزير الخارجية سيرغي لافروف. وأبدى السنيورة تخوفه من خطر اندلاع حرب أهلية، قائلا إن لبنان بحاجة لمساعدة روسيا. وقد أكد لافروف ثبات الموقف الروسي الداعم للسلطات الدستورية اللبنانية.