((مابين السطور))
ذهب ترومان منذ ستون عاما معلنا ميلاد كيان صهيوني على ارض فلسطين, ويذهب بوش وهو يولول بطلاسم تلمودية توراتية, كصلاة تتلى
على كيان محتضر ناهز شيخوخة الستون, فما أبشع المنطق العالمي الأخلاقي في هذا اليوم الأسود, حيث تصبح نكبات قوم الحق عند أقوام الباطل أعيادا , وهذا الحدث المتكرر سنويا, والذي يأخذ هذا العام زخما سياسيا يجسد شيخوخة المحفل التوراتي_البروتستنتي البغيض, حيث زيارة الوداع لرئيس البيت الأسود الأمريكي, وخطابه الاستعراضي, الذي يستخف بجذور ومسار التاريخ, ليتحول الكنيست الصهيوني إلى سوق مزاد ومزايدات, لن تجلب لرعاع الكيان الإسرائيلي أمنا ولا استقرارا, وللأسف اعتقد البعض المترقب أو المراقب,لما بين زفرات استعراض بوش جملة أو إيماءة تشير كما يدعي برؤيته لتسوية بأنه داعية سلام, فلاشيء في خطابه يستحق التحليل والتأويل, ولا اعتقد أن لهذه الزيارة, أو ذلك الاستعراض والسخاء في إطلاق وعود الشطب لدول وأمم, ماهي إلا مجرد دعاية انتخابية للحزب الجمهوري, في سباقه للرئاسة والذي بات على العتبات, وسبقه مرشح الحزب الجمهوري”ماكين” إلى كسب ود الكيان الإسرائيلي كبوابة قوية لوصول للبيت الأسود, وهنا استطيع القول برغم أن بوش وصف بالغباء, إلا انه بهذه الزيارة والاستعراض غير المسبوق, أسس بقوة لحظ فوز المرشح الجمهوري, حيث جمع بين مصير هذا الكيان المارق ودولته التي تمثل رمز الانحطاط العالمي.
منذ ستون عاما ونجن كأمة عربية وإسلامية, نبكي الذكرى ونندب حظنا, ونطلق السواد على تلك الذكرى السوداء, ستون عاما من ذكرى النكبة التي يقابلها فرحة ونهضة صهيونية, وامتنا لم تحرك ساكنا, رغم امتلاكها لكل محددات وعوامل التأثير القادرة على صياغة موازين القوى والتحالفات الدولية, واللعب على تناقضات المصالح الغربية, إلا أن تلك الأمة بقياداتها الفاشلة فاقدة للإرادة والإدارة لمعادلة الصراع الميداني, ومعادلة الصراع الدبلوماسي السياسي, ستون عاما من النكبات تتودد فيها دول العالم لكسب رضا ذلك الكيان الصهيوني المسخ, ضاربة عرض الحائط بذلك الكيان العربي الإسلامي المستسلم إلى قدرية انشودة النكبة الحزينة, فلا نملك بكل إمكانياتنا البشرية والاقتصادية والإعلامية العربية والإسلامية الضخمة, سوى اجترار الأحزان والشعارات التقليدية الصماء, فمن تاريخ النكبة السابق حتى تاريخ النكبة الحالي نجد أن الجميع يشحذ ذاكرته ويستنفر إمكانياته لمجرد التنافس الإعلامي بالشعارات المقيتة, لنجد جيش من المحللين لوضع قمة في المهزلة المحللة, ليشرح لنا ذكرى ومشاهد ومجازر النكبة, وكأن النكبة تجرع لهيبها الهنود الحمر وليس امة العرب والإسلام.
ستون عاما تتفضل علينا الأنظمة العربية والإسلامية بإمكانياتها وعرابيها الإعلاميين, بشرح وتكرار موجات الهجرة الصهيونية لفلسطين, ومجازر العصابات الصهيونية, وتذكار رموز الصهيونية من هرتسل حتى بنجريون, تكرار يخجل من ذكره الحمار, انه الاستحمار للشعوب, ولا أخال تلك الأمة إلا أنها تحتفل بطريقتها الخاصة ولا تغضب, وليس لديها أي رؤيا لمسح عار النكبة, ففي مثل حالة وجود بديل الذكرى, لن يتبقى لتلك الأنظمة انشودة ومعزوفة للعب بعواطف شعوبها, ولن يتسنى لوسائل الإعلام توفر المادة الإعلامية المعمدة بالدم والمعاناة كي تملاء شاغر إعلام الآكشن الحزين, ستون عاما وقد تبدلت على نكبتنا قيادات صهيونية وعنصرية, وما تبدل حكامنا ولا أيدلوجية أنظمتهم التي تكتفي بتجهيز مادة الإعلام على ارفع المستويات التكنولوجية من النكبة إلى النكبة, كي يأتونا بمشاهد النكبة في حلتها الجديدة التي تناسب الألفية الثالثة, وتناسب الانهزامية العربية الإسلامية التي استمرأت حياة وتاريخ الذل والنكبة والهوان.
في ذلك اليوم المشئوم الخامس عشر من أيار 1948 صفق العالم برعاية وعناية أقطابه الأمريكية السوفيتية البريطانية, لقيام كيان صهيوني مسخ على أنقاض ارض فلسطين, صفقوا للدموية والخبث والمؤامرة الصهيونية,ولو كان هناك عرب ومسلمون يعتد بإرادتهم وإمكانياتهم لما صفقوا, عاهدهم العرب والمسلمون رغم أن التاريخ يشهد بان لاعهد لهم, ونكثوا بوعودهم للعرب والمسلمين, وأوفوا العهد ونفذوا الوعد لليهود, ومازالت امتنا كالأصنام الصامتة, لاتحرك ساكنا أكثر من التنافس في تجهيز المواد الإعلامية وتنشيط الأرشيف, واستنفار علماء ومحللي السلطان, كي يحيوا ليوم واحد خلية الدراويش السياسية, وكفى الله المؤمنين شر القتال.
فما الغريب إذن, وماذا كنتم تنتظرون من بوش, غير إطلاق مزيد من عبارات الاستخفاف بالحق العربي والإسلامي, وإطلاق مزيدا من الوعود لدعم عدوانية الدولة الصهيونية, في مواجهة الإرهابيون الذين لايؤمنون بالوعود الكاذبة؟؟؟ أين هي إشارات دعم مصداقية من يسميهم بوش وأقرانه بالمعتدلين؟؟؟ إن الاعتدال لديهم يتبع موازين السياسة المقرونة بالقوة والمقاومة, فلا غرابة من هذا الدعم السخي لكيان الإسرائيلي في عيده الستون القائم على أنقاض نكبتنا الواحدة والستون.
وهنا ادعوا العرب والمسلمين بان يجهزوا من الآن فصاعدا موادهم الإعلامية ويؤهلوا محلليهم السياسيين, ليشار لهم بالبنان في التميز الفضائي الاستعراضي عندما يحين موعد النكبة الواحد والستون, ليأتوا بجيوشهم الإعلامية الساقطة, ليجهزوا مادة إعلامية, يصوروا المفتاح, ويستمعوا للقصص المسلية من هذا الختيار وذاك العجوز, حول الحاكورة وكروم العنب,والموال, ويسخون بالعطاء للملحنين كما المحللين, من اجل انشودة العودة لتكون على الحان “فرانكو عودة” بما يتناسب مع تطور الهجوم الإعلامي, الذي يدور في معظمة في فلك رواد ومجرمي النكبة,وهل نكبة حصار ومجازر الهولكست بغزة اليوم اقل خطرا من نكبة وهولكست 1948؟؟ ومن نكبة إلى نكبة,, لا نامت أعين الجبناء,,, لا نامت أعين الجبناء,,, لا نامت أعين الجبناء.