إسلام عبد الشكور الشرقاوى
إذا أساء البحرُ
تعصفهُ الرياحْ
وإذا أساء البرُ
تحفرهُ الجراحْ
وإذا اصطلانا الليلُ
يُبرِؤنا الصباحْ
مِن صفعة التشريد والتغريب يا أُماةُ لن أعبأ!
فغُلامِنا المسروق والمدقوق يا أماة لن يبرأ!
حتى قيامة هامُنا المذعوم يا أماة لن نهدأ!
لا شئ يُبقى الجُرح فينا مثلما يشاء
فكبيرونا أخطأ ورثاؤنا قد ساء
أماة
لماذا يأمرون الطير بالإخلاءْ؟
لماذا تركوا بقايانا ‘
وجمعوا هذه الأشلاءْ؟
هل هنا أحدٌ أساءْ؟
وهل أشلاؤنا تعنى لهم أشياءْ؟
فى الفرات لا أرى إلا الدماءْ!
لا صدى غير العويل أو البكاءْ!
لا نداءُ سوى النساء على النساء!
غُرباء فى الوجهِ المُلّثم بالجليد وبالشتاء!
والحديد مع الحديد مع الحديد… يقطعُ الاثداءْ!!
أماه…ياأماه… ياأماه!!
كانت هنا عندالشجيرات القديمة
خلف جدارنا المهدوم!
كانت تصلى والذبيحُ مكبلاً
والفجر مصلوب القدوم!
والحكايات القديمة عن صلاح
تناثرت خلف الغيوم!
وغبار ضيعتنا الممرد بالدماء
مقيدٍ معدوم!
أماه
أين معصم أبى
والمنجل المكسور فى حقل الهموم؟
أماه!!
الشمسُ تُشرق عند أقذام القبيلة
والفجرُ لم يأتى هنا ‘
وأبى تيمم منذ عامٍ للصلاةْ!
وعلى الرُحا بعض البقايا من أخى
الطير يرحل من هنا يأباهْ!
منذ عامٍ كان موقدُ دارنا لا ينطفئ
والشمس والطير هنا أدناهْ
وعلى رحيلِ الفجرِ عامٌ قد مضى
وأبى يصلى على موتاهْ!!
أماه
تلُ الحريق وعصبة الدخان والرمزُ المعلق
عيدُنا الأكبرْ!
والرمل والنهر والرافدين
كلمات ودمعات
محظورة تكبرْ!
والصمت فى الوطن العجيب
إرثٌ
من أشعثٍ
ومن أغبرْ !
فلا تبكى رحيلُ عشيرتى
فنسورنا ليست صقور الله
كى تنحرْ
من خَصَركِ الليل الذى وشموه
بالجوع المضّفرْ
بذندِ الغولة السوداء والزرقاء فى الأحمرْ
أماه
هل خِرزةُ النابين فى شرياننا ستسود؟
وهل تمنح كؤس الدم معجزة الخلود؟
والإرتواءُ من الفرات يُمرمرُ طينُنَا المعقود؟
والفستق المنثور فى صدر الارامل…
أأصبغَ الحناءُ فى جذر الصمود؟
وتجمد الحيض …
أأشاع بغربة التكوين كعهدنا المولود؟
أماه
تلك الجسور حشائش الموتى‘
وزبد الدماء على الفرات
طعامنا المعهود!
وقديد لحم صغارنا
أنسام رائحة التمّنى
والتسلق للجمود!
أماه!!
هل لى أكُنْ …لوليدُكِ أبٌّ؟
كى نقتسم نهديكِ!!
ونطفئ فى حناجرنا الكلام
وجوع الماء والقمح
ونُخرج …من أصلابكِ… عتمة التصريح
ومنها عتمة الصرح
ونُخرج…عتمة التزيف والتجريف
والتحريف والصفح
وعتمة الأشداق و الأحداق
والجدران والقرح
دعى أصلابكِ تُخرجْ
تلك الحمامة من جديد
والقتلى… من الألوان و التجريد
غباراً… يعفُرٌ..
فى وجه الغبارخرافة التشريد
دعى أمطاركِ تدمى
حريق الزيت فى قصر الجريد
فالقنفذ المستنسخ فى أظافركِ
شمسُاً…
لا تحرق الخفاش فى نهر الجليد
أماه
أنا فى إنتظار العمر فى يوم القيامة
ومعى أخى وأبى
وخرافة الرؤيا
وزعامة التنديد
فوليدكِ…
متناثراً عند الفرات
مكفناً بترابكِ المفتوت
من لحم القديد
أماة
أنا فى إنتظار العمر فى يوم القيامة
فدعى القيامة للقيامة
انتهى
إسلام عبد الشكور الشرقاوى
مصر