سيد يوسف
قال صديقى: هل قرأت الخبر المنشور فى الأهرام المصرية
سيد يوسف
قال صديقى: هل قرأت الخبر المنشور فى الأهرام المصرية بتاريخ 15/5/2008 وعلى صفحتها الأولى جاء هذا الخبر”جمال مبارك يلتقي ساركوزي في مهمة حزبية…في إطار الدعوة الموجهة من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الفرنسي التقي السيد جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتم تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الحزبية ورؤي الحزبين حول عدد من السياسات العامة. ويواصل وفد الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة أمين السياسات لقاءاته مع قيادات الحزب الحاكم في فرنسا بلقاءات موسعة مع قيادات الحزب في مقر مجلس الشيوخ كما يشارك الوفد في ندوة تقيمها دورية السياسة الدولية الفرنسية لعرض رؤي الحزب حول قضايا الإصلاح….”؟! انتهى.
قلت: نعم، قال:أليس فى هذا تسويقا للتوريث؟ أليس فى هذا استخفاف بعقول المصريين؟ أليس فى هذا تلميع للتصعيد؟ أليس فى هذا إهانة لمصر؟!
قلت: اخفض من غضبك إن اللعبة معروفة وأوراق القوم مكشوفة والغيب لله، وبعض المصريين يقاومون التوريث وفق قدراتهم وإن كان فى الإمكان ما هو أفضل وأجدى لولا القهر.
قال صديقى: ما لى أراك هادئا دون انفعال؟! قلت: يا صديقى إن سر اللعبة يكمن فى الإفساد؟ قال صديقى : تقصد الفساد الذى استشرى حتى شمل بعض بنية المصريين النفسية؟
قلت: كلا إنما أقصد الإفساد وهنا يكمن سر اللعبة وهذا سر بدهى لا يحتاج إلى مزيد بيان….
قال صديقى: أبِنْ
قلت: هذا النظام الحاكم وُجِدَ ليفسد وأعانه على الإفساد قوم آخرون جاءوا ليهدموا المواطن قبل الوطن يهدموه بسلبه الكرامة والعزة وأسباب النهضة، جاءوا ليهدموا الإخلاص وليبنوا عروشا من النفاق تلال بعضها فوق بعض كالجبال، ولقد استبان لى أن إضعاف أخلاق الأمم، وإشاعة الفساد فيها، وتدمير بنيتهم الصحية، وإهدار حقوق الإنسان، وإشاعة الإحباط فيها….عوامل كفيلة بإلحاق الهزيمة الماحقة بسهولة ويسر، فما اتخذ قوم بعضهم بعضا مطايا إلا كان بعضهم لبعض عدوا، ومن هنا ساءت أخلاق قومي وعسى أن ينهضوا من ما أصابهم من علل مستشرية…إن حكامنا والفساق من “هتيفة النظام الحاكم” من قومنا قد ألجموا أفواه المخلصين من أمتنا عن تقديم أى اعتذار عن مسالكهم التى صارت عنوانا سيئا لأمة أصيلة ذات ماض عريق وحضارة مشرقة فماذا نقول فى حاكم يستبد بالسلطة ويريد توريثها؟!
قال صديقى: وماذا بعد؟
قلت: لا مناص من اجتثاث تلك العصابة وإن القوانين التى تسير الحياة الاجتماعية لا تعرف المحاباة، والقانون القرآنى يؤكد تلك القاعدة حين يقرر” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ” الرعد 11، ومن أراد نجاحا بلا تعب فإنما هو واهم، والخاسرون هم الواهمون الذين يستنيمون للفساد ظانين أنهم فى منعة وما علم هؤلاء أن هذا القانون “وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً “الإسراء16، لا يحابى أحدا مهما زعم أنه مسلم.
لا مناص من تكوين جبهة لإنقاذ مصر تبتعد عن الأيديولوجيات وتتفق على الخطوط الرئيسة لإنقاذ البلاد مما آلت إليه أحوالها الفرط حيث يمكنها أن تضم بين جنباتها جميع خيوط المعارضة وكثير من الرموز الوطنية المحترمة وتضطلع تلك الجبهة بما يلى:
1/ صناعة عدة بدائل وطنية لرءوس الحكم كبديل لفترة انتقالية تقدر بعامين مثلا بحيث نعلن عن رمز أو اثنين ونخفى بعض وتهيئة الرأى العام لقبول هذا الرمز كبديل وطنى مخلص ولقد بدأ حزب العمل فيما نما إلى علمى بخطوة قريبة من هذا.
2/ ويحتاج هذا الأمر إلى إبقاء كل فصيل أو حركة كما هو دون تعارض الجهد معه كالإخوان وحركة كفاية وبعض حركات التغيير الأخرى ولكن فلنتفق على هدف عام ونتباعد عن أيديولوجياتنا.
3/ ضرورة الانتقال من مرحلة التظاهرات إلى مرحلة البرامج وبمعنى آخر الانتقال من مرحلة الدفاعية وردود الأفعال إلى مرحلة المواقف الفاعلة، والوصول إلى مرحلة فرض الطرح بضغوط شعبية جماهيرية …وهذا يستلزم رؤية متكاملة تعنى بتغيير أسلوب الخطاب ليناسب الجماهير باختلاف شرائحها ( من الشكل إلى المضمون)، والضغط على المشاكل الاقتصادية، والضغط لمواجهة قضايا الفساد، وعدم الدخول فى معارك جدلية جانبية، وبث روح الأمل فى التغيير لدى الناس، وتوظيف رفض الناس والجماهير للفساد فى صناعة الرمز المقترح ودراسة أخطاء الحركات الشبيهة مع عدم الوقوع فى نفس تلك الأخطاء…(يرجى دراسة آلية/ وضع خطة عمل لتفعيل تلك النقاط) وغير ذلك.
4/ اعتماد معركة الخبز لتحريك الجماهير لا معركة الحريات.
5/ اعتماد ميثاق وطنى مرحلى لمدة عامين تجرى بعده تعديلات حقيقة للدستور وتجرى معه انتخابات حقيقية وتعزى تلك المهمة للقضاة وبعض الإصلاحيين من الأحزاب ويمكن لحزب العمل وكفاية والقضاة تبنى مفردات تلك الوثيقة وتسويقها إعلاميا.
6/ طلب مساندة الإخوان بالصورة التى تناسبهم وتناسب ظروفهم وتُطلَب تلك المساندة بعيدا عن أعين الإعلام عبر مكتب الإرشاد ويفضل أن يقوم بها الرمز المقترح تسويقه إعلاميا .
قال صديقى: يبقى السؤال الأهم كيف نقوم بهذا ( وبغيره مما يرد من مقترحات) ؟
قلت: فى اعتقادى أن الأمر يستلزم تهيئة إعلامية(يقوم عليها متخصصون فى التسويق) تتبناها الأحزاب وليحمل حزب العمل مسئولية ذلك مع بعض المدونين وبالتنسيق مع بعض الأحزاب التى تنضم إلى هذا الجهد بحيث ننتقى مجموعة من 10 إلى 15 رمز نتفق معهم على الخيوط العريضة ومع المناقشات سوف تتبدى رؤى.. ولهذه الجبهة آلية عمل يرجى متابعة أهم المحاذير المرتبطة بها كما فى بند ملاحظات أعلاه.
سأل صديقى: قد يرد تساؤل خلاصته وهل العمل الوطنى يحتاج لمزيد من الانقسامات حتى نشكل جبهة جديدة تضاف لما هو موجود؟
قلت: كل رجائى أن هذه الجبهة سوف تعتمد صناعة الرمز وتسويقه فضلا عن أنها لا تستلزم عددا كبيرا ولا تستلزم اختلافا مع ما هو قائم بالفعل فليعمل كل فى ميدانه لا نريد من أى حركة أن تتخلى عما لديها لكننا نريد دعما إعلاميا وسياسيا فى مساندة الرمز الذى يقترح( ولهذا الرمز شروط يرجى دراستها طبعا كما هو معلوم بالضرورة)
سيد يوسف