تعتبر منطقة ايست فيلدج فى مانهاتن بمدينة نيويورك ساحة للافكار الراديكالية وأحدث الصيحات فى حياة الليل. وفى السنوات الماضية انتشرت مقاهى تدخين النرجيلة والرقص الشرقى فى وسط هذه الخريطة الثقافية وعبق جو المنطقة بروائح التبغ المطعم بالفواكه وترددت فيه أصوات الصنج.
فى مقهى السوق أحد أول المقاهى الشرقية التى افتتحت فى نيويورك يستمتع الرواد بالتدخين أثناء تبادل أطراف الحديث.
وتقول لمياء لويسى مديرة مقهى السوق ان أفكارا جديدة تظهر دائما فى حياة الليل فى نيويورك وتختفى سريعا لكنها تعتقد أن المقاهى الشرقية ستستمر.
واضافت “انها تجربة ثقافية خاصة هنا فمن أول المساء الى اخره تشعر أنك فى مكان اخر… كما لو كنت فى المغرب. الاطار العام والطعام وطريقة معاملة الزبائن مختلفة. التجربة بأسرها مختلفة فى رأيي.”
وتقول لمياء لويسى ان مقاهى النرجيلة نقلت صورة معينة الى الأمريكيين عن ثقافة الشرق الأوسط. وفى مقهى السوق يستطيع الزبائن مشاهدة ليلى ايزيس تقدم رقصها الشرقي.
وتقدم ليلى عروضها بانتظام فى مقهى السوق ومقاهى النرجيلة الأخرى فى المنطقة وتقول ان عملها مزدهر وأصبح جدول عملها أكثر ازدحاما هذا العام.
واضافت ليلى قائلة”ثمة نمو كبير فى عدد مقاهى النرجيلة خاصة فى هذا الحي.. ايست فيلدج. انتشرت فى كل أنحاء المكان فى السنوات الخمس الماضية.”
واستطردت “كنت أعمل قبل 11 سبتمبر “أيلول 2001″ وحدث تراجع بعد ذلك مباشرة. ثم بعد قرابة العام بدأنا نرى اهتماما كبيرا يعود مرة أخرى.”
وبينما يعتقد البعض مثل لمياء لويسى وليلى ايزيس ان مقاهى النرجيلة تتيح للأمريكيين التعرف على بعض جوانب ثقافة الشرق الاوسط لا يتفق الجميع معهما فى هذا الرأي.
وقالت سارة ملائكة مديرة تحرير مجلة “ايلان” المتخصصة فى الثقافة الاسلامية المعاصرة “الذهاب لمشاهدة عرض للرقص الشرقى أو ارتياد مقهى للنرجيلة لا يعنى بالضرورة فهما عميقا للثقافة العربية. لذا فبالرغم من أنها طريقة رائعة ربما لاقامة جسور نحو مزيد من المعرفة بالثقافة فالمشاركة فى تلك الانشطة التى يمكن أن تبعث على السرور أو تكون مسلية لا تعنى بالضرورة فهما عميقا للثقافة بل هى سطحية نوعا ما.”
ويقول رواد تلك المقاهى انهم يريدون ان تنتشر فى انحاء اخرى من الولايات المتحدة.
وقال جو هوويل الذى جاء بصحبة صديقته الى مقهى السوق انه قضى أمسية رائعة مستمتعا بالعشاء والرقص الشرقي.
وقال هوويل الذى جاء من شيكاجو الى نيويورك “كل من يرتادون مقاهى النرجيلة يبحثون فيما يبدو عن جو لطيف يبعث على الاسترخاء لقضاء وقت فيه. لست مضطرا لطلب مشروبات أو لتناول العشاء أو أى شيء من هذا القبيل بل هم يدعونك تجلس كيفما تشاء. أتمنى أن ينتشر هذا الامر لكن هذه الأماكن تحظى هنا باقبال كبير فيما يبدو خاصة فى الجزء السفلى من مانهاتن.”
ويتفق زبون اخر يدعى جوردان هنتر مع هوويل ويقول “أعتقد أن أحدث صيحة هى ارتياد مقاهى النرجيلة.”
وقالت زبونة تدعى مارتينا شابيرت ان مقاهى النرجيلة بديل رائع للنوادى الليلية. وأضافت “أعتقد أنه مكان اجتماعى يختلف عن أى ناد لا تتبادل فيه الحديث مع الناس.”
صيحات الحياة الليلية المختلفة تظهر وتختفى سريعا فى مدينة نيويورك لكن أصوات رنين الصنج ما زالت تتردد حتى الآن على الأقل فى المدينة وما زال دخان النرجيلة المعطر يتصاعد فى الجو.