بقلم: صالح صلاح شبانة
في المثل الشعبي المأثور يقولون (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع)،أي أن وجود الأخ في الحياة هو لمنفعتك كما ينفع نفسه ، لا أن يغرقك ليطفو على جثتك ، ولا أن يدوس على قامتك ليرتفع عليك ، ولا أن يكون مع عدوك ضدك ، ولا أن يبيعك في سوق النخاسة حتى يملأ جيوبه ، فإن كان أخوك خلاف ذلك فهو أخ غير نافع ، فلا تأخذك الحمية عليه ولا تنتصر له ظالماً ولا مظلوماً ، بل ضعه في النعش وادفعه للقبر ، لأنه : (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع) !! على رأي المثل !
لقد استفزني موقف الحكومة المصرية التي (تكب) الغاز المصري على العدو الصهيوني بكرم حاتمي ليس له مثيل منذ ذبح مبارك مصر جحشه وانتماؤه العربي لكل أعداء مصر والعروبة يوم قرر أن (اللي ما بخافش من أمريكا ما بخفش من ربنا) ، ففتح قلبه الكبير للعشيقة إسرائيل ، وقدم لها الغاز المصري لتضيء لياليها الحمراء ، وتدير مصانعها ، وغزة هاشم تقبع بالظلام ، وحتى لا نظلم الرجل فهو لا يمون على شيء وهو مجرد ( شرشوبة خُرُج) لا يملك من أمره شيئاً ، وهو ليس بأكثر من قائد مخفر تابع لكل الجهات التي تعادي مصر والعروبة !!!!!
فهو يمد الشعب المصري (فلقه من فلقات بدري بك أبو كلبشه) وعند ما يقف بين أيدي أسياده يرخي رأسه ذ ليلاً حتى يتلقى الأوامر ثم يؤدي تحية الطاعة والولاء ، ويمارس جبروته على إخوانه ، فهو في المحصلة النهائية موظف يمارس مهام وظيفته بكل الطاعة والإخلاص وهو (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع) .
وليس الحاكم المصري الذي يقوم مدير مخابراته بدور حمامة السلام ، هو الأخ الوحيد الذي لا ينفع ، بل هناك النفط السعودي الذي أدخل مليارات لا يستطيع عقلي المحدود المحشو بالتراث الشعبي والأمثال الشعبية أن يعرف أو يُقدر أعدادها الهائلة ، والتي صبت في جيوب أشخاص ولم تعد على الأمة العربية منها إلا الويل والثبور وعظائم الأمور ، وهذه الشعوب المسحوقة تعاني الأمرّين من مخرجاتها اللئيمة !!! فالسعودية مثل مصر مثل الخليج بكامله مثل العراق بعد الشهيد صدام رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، فهو قضى شهيداً بإذن الله تعالى وتركنا كالأيتام على موائد اللئام ، نموت جوعا وبرداً ، ولا نحصل على بقايا وفتات موائدهم !!!! فهل أولئك إخوة ؟؟؟؟
فإن كانوا كذلك ، فهم على مبدأ (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع)!!
هذا الكلام المرير الذي أتفوهه ، هو من الوجع والألم الذي أصابنا في الشتاء الماضي ، وأصابني شخصياً ، حيث أنني أولا لا أخجل من فقري ، ولم أكن أملك ثمن الوقود ، واشتريت صوبة حطب ، ولا أذكر كم حذاء حرقت فيها وكم من ألأخشاب جمعتها ، ولولا رحمة الله لفقدت يدي اليمنى عندما كنت أقوم بكسر خشبة فارتدت إلى يدي وانغرز المسمار الصديء بها ، ولأكثر من شهر وأنا أتلقى العلاج المكثف حتى مَنّ الله علي بالشفاء ، عدا عن الجروح والخدوش والأصابات بوجهي والتي لا تزال ظاهرة ، بسبب إصابتي بالسكري وأستعمالي علاج مميع الدم لأنني أصلاً مصاب بمرض القلب وأجريت لي جراحة لزرع شرايين وصمّام .
وأنا بالنسبة لغيري سلطان زماني ، فأني أتقاضى راتبين ، ولو أنهما مثل سندويشات الهمبرغر لا تسمن ولا تغني من جوع ، وإنما المثل لتروا العاطلين عن العمل ويعيلون أُسرا تطحن الصوان وتبلع الزلط !!!!!
فهل أخوة العروبة أخوة يا ترى ؟؟؟
إنهم من النوع العالمي طراز (أخ ما بنفع ، حُط في النعش وادفع) !!!!لا أكثر الله منهم !!
الداعي بالخير صالح صلاح شبانة