كشف (جورج بوش) عن “حالة إحباط” تلازمه من متغيرات الحرب في العراق إذا ما انتهت انتخابات الخريف الرئاسية في الولايات المتحدة الى خريف أشد لعنة بعد سحب القوات الأميركية من العراق. ويمارس (بوش) هذا الترهيب الفكري ليحرّض مواطنيه ضد المرشحين الديمقراطيين وينتصر لـ “سميّه” و”رفيق حزبه” وربما “الأشد فتكاً منه” السيناتور (جون مكين). لكنّ العارفين بأحوال السياسات الخارجية الأميركية في واشنطن يقولون إن (مكين) مهما كانت سياساته فلن تكون أشد لعنة من سياسات أي رئيس ديمقراطي لأن الحزب الديمقراطي “متشدد” جداً في تعاطفه مع اسرائيل.
وعبّر الرئيس الأميركي عن إحباطه النفسي عندما كان خائفاً مما أسماه “الخرْق الاستخباري” قبل غزو العراق، وقال إنه خائف جداً من أن يفوز ديمقراطي بالرئاسة في شهر تشرين الثاني المقبل، فيسحب القوات الأميركية من العراق قبل الأوان مما قد يقود في النهاية –حسب تخوفات بوش- الى هجمات أخرى ضد الولايات المتحدة أي كهجمة الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001.
وفي مقابلة أجرتها معه مجلة “بوليتيكو” Politico وبوابة الإنترنت ياهو the Internet portal Yahoo قال الرئيس الأميركي (جورج دبليو بوش) وهو يفكر بآخر أشهره في البيت الأبيض عشية التحضير لزيارة الشرق الأوسط حيث وصفه نائبه (ديك تشيني) بأنه “أفضل صديق لاسرائيل جاء الى رئاسة الولايات المتحدة حتى الآن”، قال إنه ترك لعبة الغولف سنة 2003 احتراماً لمقتل جنود أميركان خلال عملية حرب العراق المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.
ونقلت المجلة عن بوش تأكيد قوله: “أنا لم أرد لبعض الأمهات اللواتي قتل أبنائهن مؤخراً رؤية القائد العام للقوات المسلحة يلعب الغولف”. وأضاف: “أشعر بأنني مدين لكل العوائل التي يجب أن أظهر أقصى ما أستطيع من التضامن معها. وأعتقد أن لعب الغولف خلال حرب قد تعطي رسالة خاطئة”. وأوضح (بوش) أنه قرر ذلك خلال شهر آب من سنة 2003، وبالتحديد بعد تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد.
وسألت المجلة السياسية وبوابة ياهو الرئيس الأميركي بما يسأل عنه جمهور الإنترنت فيما إذا كان قد “استخدم التضليل” في اتخاذ قرار شن حرب العراق؟. فأجاب قائلاً: “التضليل كلمة قوية. فليست قيادة المخابرات الأميركية وحدها، إنما كل وحدات المخابرات التابعة لنا في العالم شاركتنا في هذا التقييم. ولذا أنا محبط بسبب الكيفية التي كانت قد كسرت فيها مخابراتنا”.
وأضاف بوش قوله: “هل أعتقد أن شخصاً ما كذب عليَّ؟ لا، لا أعتقد ذلك. فكل ما حدث كما تعرفون، إنهم حللوا الحالة، ووصلوا الى نتائج خاطئة”.
واعترف الرئيس الأميركي بقلقه المتزايد من ترك الحرب العراقية غير منتهية الى خليفة ديمقراطي يأتي بعده. ويشار الى أن (باراك أوباما) و(هيلاري كلنتون) كانا قد قالا كلاهما بأنهما سيسحبان القوات الأميركية من العراق إذا ما فازا.
وقال (بوش) إن سيناريو “القيامة” بالنسبة إليه يحدث عندما يُشجع المتطرفون في أنحاء الشرق الأوسط، لأن ذلك سيقود في النهاية بحسب رأيه إلى “هجمة إرهابية أخرى ضد الولايات المتحدة”.
من جانب آخر أفضى بوش بأسرار أخرى قائلاً إن إيمانه المسيحي ازداد خلال وجوده في المكتب البيضوي، مشيراً الى أنه كان طوال الوقت يطلب فهم نقاط ضعفه، وكيف يحسن حالته النفسية ويكون قريباً من الرب”. وانتقد (بوش) الرئيس الأميركي السابق (جيمي كارتر) بسبب تأكيده “أن اسرائيل وراء كل مشكلة” وعدّ ذلك “عقلية شرق أوسطية”.
وقال الرئيس الأميركي إنه لن يكون قلقاً بشأن “الحوارات العنصرية” إذا ما فاز المرشح الديمقراطي أوباما. وأكد قوله: “أعتقد أن معظم الأميركان ناس منفتحون، وهم سيختارون من يستطيع أن يبقى أميركا أكثر أمناً، ويبقي الضرائب منخفضة. ولهذا أعتقد أن المفاهيم العنصرية ستكون حاضرة في الانتخابات إذا ما أثارتها الصحافة.