ضحى عبد الرحمن
الفساد المالي والإداري في العراق منذ الاحتلال
ضحى عبد الرحمن
الفساد المالي والإداري في العراق منذ الاحتلال ولحد الآن ضرب أرقاما خياليه جعلته يدخل سجل غينيز للأرقام القياسية بفخر واقتدار, ويبدو أن هناك تنافسا محموما بين الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية لرفع معدلات الفساد فكل منهما يسعى جاهدا ويبذل كل طاقاته الذاتية والأخلاقية ومثله العليا لكسب المباراة, وفي الوقت الذي اعتبرت منظمة الشفافية العالمية – وهي منظمة مستقلة ليست لها علاقة بشفافية إبراهيم الجعفري- في تقريرها لعام 2007 بأن العراق جاء في المرتبة الثالثة من بين(60) دولة من ناحية الفساد المالي والإداري الذي تجاوز (18) مليار دولار فقط لا غيرها بعد الشقيقتين هاييتي وبورما, فان قيادة العراق الجديد أصيبت بصدمة شديدة ودوار وغثيان وهي ترى كل الجهود الابليسية والشيطانية التي عكفت عليها خلال سنوات الغزو قد ضاعت هواء في شبك, وأن دولتين رضيعتين تمكنتا من تنافسها وإحباط آمالها في الوصول إلى المرتبة الأولى من ناحية الفساد, وهذه الحالة المؤلمة انعكست سلبيا على حكومة المالكي ومجلس النواب والإدارة الأمريكية عندما استعرضا وناقشا هذه الفشل الذريع, فالادراة الأمريكية حملت أسبابه لحكومة المالكي واعتبرت أن يدها كانت اقصر من اللازم ولا بد أن تستوعب مهماتها وتزيد من نشاطها خلال المرحلة القادمة لرفع مستوى الفساد وإلا فأن هناك خيارات كثيرة أمامها ومنها تغيير رئيس الحكومة, وكانت التهديدات واضحة وحازمة, بالرغم من أن المالكي اقسم للرئيس بوش بأنه لم يدخر وسعا في تشجيع وتكريم الوزارات التي تحقق فائضا في السلب والنهب, وانه وقع بنفسه كتب شكر وتقدير لوزراء الدفاع والداخلية والنفط والصحة والتجارة والكهرباء لتحقيقهم أعلى سقف من الفساد في وزاراتهم, كما انه اختار أفسد خلق الله لتولي وزاراته وبشهادات مزورة وسوء سلوك عالي المستوى, حيث تم اختبارهم وفق مواصفات سكنة جهنم, وكذلك مقارنتهم بعتاة المجرمين والمفسدين على المستوى العالمي وكانت شهادات سلوكهم مصخمة كالفحم, وأكد للرئيس بوش انه أوعز للوزارات المتقاعسة والمتباطئة في تنفيذ خطة الفساد التنموي أن تعدل من مسيرتها وتعالج مواطن الصح والصواب وتوسع من برامجها غير الهادفة وأن تمارس التسيب لكوادرها بمستوى رفيع, وأن تعقد صفقات جديدة وفق أتعس المقاييس الدولية, وان ترفع مستوى العمولات والرشاوى إلى أعلى حد ممكن, مؤكدا على العامل الزمني فخطة التنمية القادمة ستكون انفجارية في مستوى النهب والسلب العالمي.
وأشار المالكي بأنه أوضح لبعض الوزراء المترددين والمتشككين من دعم حكومته بأنه أكد لهم بأن ينطلقوا في مسيرة النهب والسلب تحت رعايته الأبوية, مستشهدا بأن القاضي الراضي رئيس مفوضية النزاهة السابق اعترف بأن المالكي حمى وزرائه وأقاربه وساعد في اختفاء(14) مليار دولار, وهذا دليل على التزامه بدعم اللصوص والمجرمين, وأكد المالكي بأنه سيدعمهم حتى الفلس الأخير.
وأكد المالكي بأنه أرسل وفدا عالي المستوى إلى الشقيقتين هاييتي وبورما للاستفادة من تجربتهما الفريدة في مستوى الفساد والإطلاع ميدانيا على أفضل طرق الاحتيال والخداع لشعوبهما, وسيحمل الوفد معه دعوات رسمية لأكبر رؤساء المافيا والعصابات في عالم الإجرام للإطلاع على تجارب الآخرين, وسيتم بعون الشيطان ووسواسه ومؤازرة ودعم الرئيس بوش التوقيع على اتفاقيات بين الجانبين لتبادل الخبرات والكفاءات لرفع مستويات الفساد في بلدنا بالشكل الذي يتناسب مع الشعارات الديمقراطية المطروحة على الساحة, وأضاف المالكي انه أوجز الوفد العراقي الزائر والذي ترأسه السيد احمد الجلبي بطل بنك البتراء وأفضل خمس وزراء من ناحية الفساد بأن يركزوا على الجوانب المتعلقة بتجارة المخدرات وتجارة الرقيق الأبيض باعتبارها تجارة فتية في العراق ومازالت في دورها الجنيني وهناك رغبة ملحة من حكومة المالكي بتطويرها, سيما أنه حصل على دعم كبير من المراجع الدينية, والعمل على إيصال إشعاعها النقي ورائحتها الزكية إلى دول الجوار, وأشار المالكي بأنه كان يود أن يترأس الوفد سيما أن القاضي الراضي امتدحه شخصيا وكذلك حكومته بفسادهما.
وتسربت من كواليس المنطقة الخضراء بأن المالكي طلب معونة الرئيس بوش للضغط على مجلس النواب العراقي لرفع مستوى الفساد بين أعضائه, وخشيته من الاندفاع السنوي لثلتي المجلس لأداء فريضة الحج, وقد يثير ذلك في نفوس البعض منهم نوازع حقيقية للإيمان فيفسد المجلس بتحول أعضائه إلى أخيار ونجباء, ولكن الرئيس بوش أكد للمالكي بأنه راضي على مستوى الفساد في المجلس المذكور, وطمأنه بأن أعضاء المجلس لو زاروا الكعبة ألف مرة فأن قلوبهم سوف لا تتطهر, بل ستبقى على نفس المستوى من النجاسة وربما نزداد فلا داعي للقلق من هذا الأمر, ويقال إن بوش فاجأ المالكي بمثل بغدادي ينطبق على النواب
مؤكدا بأن كل منهم ” جدره على ناره وعينة على جاره ” فجامله المالكي بمثل أيضا مؤكدا صحة وسدادة رأي بوش بالطبع ” تعلم الواوي على أكل الدجاج”.
مؤكدا بأن كل منهم ” جدره على ناره وعينة على جاره ” فجامله المالكي بمثل أيضا مؤكدا صحة وسدادة رأي بوش بالطبع ” تعلم الواوي على أكل الدجاج”.
ويبدو أن المالكي حاول أن يغمز للرئيس بوش بأن ترفع إدارة الاحتلال من جانبها مستوى الفساد من خلال رفع سقف السلب والنهب, فلمح بوش بأنه منذ تولي غاردنر مسئوليته في العراق فأن مليارات من الدولارات تحولت إلى الولايات المتحدة, كما أن خلفه بول بريمر نهب عشرات المليارات, ماعدا نهب النفط والزبئق الأحمر والمتاحف العراقية وكافة مؤسسات الدولة العراقية, والقصور الرئاسية, ناهيك عن نهب وسلب دور المواطنين خلال عمليات التفتيش والمداهمات, وأكد الرئيس بوش إن هذه السرقات تعد صغيرة ولم تدخل ضمن البيانات الرئيسية. شكر المالكي الزعيم بوش على هذه الملاحظات واعتبرها جديرة بالاهتمام, معاهدا قائده بأن سيكون عند حسن ظن إدارته الحكيمة, وستكون الحكومة المالكية شعلة ملتهبة أبدية تأكل الذي خلفها والذي أمامها, وسيجعل بورما وهاييتي مسخرة خلال العام الحالي ويقفز العراق إلى الصدارة, وأضاف بأنه سيجعل منظمة الشفافية العالمية تقفز فرحا من النتائج المتصاعدة في العراق الجديد.
ضحى عبد الرحمن