في لحظة تأمل وأنا أشاهد بعض الصّور المؤلمة التي تنبعث من هنا وهناك عبر القنوات الفضائية, سرحتْ بخيالي فكرة ,عزمت أن أكتب بعدها هذه السطور ولو أنني كنت قد تناولت الموضوع قبل عامين من الآن وقام بتحريفه أحد الدجّالين لحاجة في نفسه بأحد المواقع
وقد أسميته وقتذاك إذا جاء نصر الله والفتح ,لاعلينا.
مايجري على أرض لبنان اليوم , وفي غيرها من البلدان التي تعيش مع الإضطرابات هو بمثابة قناعة إختصرتها في عنوان مقالي ,لست أدري في النهاية هل سأجد لها جوابا مُقنعا من طرف قرائنا ومتابعينا أم ستضل الباخرة سائرة في الإتجاه بدون قائد حتى يكون مصيرها الغرق الحتمي؟.
مامن شك أن الباخرة كما هو متعارف عليه, لاتستطيع أن ترسُو وأن تصل إلى شاطئ الأمان إذا كان هناك بداخلها مجموعة من الروّاد ولكل منهم إتجاهه, خاصة إذا كان عدوّهم المشترك يتربص بهم الدوائر وينتظر لحظة الإنقضاض عليهم.
قصّ علي والدي رحمة الله عليه يوما ,قصة إختصرت لي الكثير ممّا كنت سأتناوله فقال..
في أحد الأيام إجتمعت مجموعة من الطيور وبدأوا يفكرون في كيفية القضاء على أحد النسور الذي كان يباغتهم من حين لآخر ويقضي على صغارهم في أعشاشها ,كان موعدهم آنذاك أمام قصعة بها طعام, وعندما حان موعد التقائهم أخذ كل منهم الكلمة ليقول :
أنا قائدكم ,وكان كل واحد منهم إذا أخذ الكلمة أجاب, بأنه هو القائد الذي لايُعصى, فوصل الخبر إلى النسرفحلّق عاليا ,ينما كانوا هم مُنصبين حول الريّاسة وأمر أصحابه بالنزول عليهم
فانقضّوا عليهم وأكلوهم شرة أكلة,انتهت القصة.
لاشك أن القصّة لها معاني وأمثال عند أولي الألباب وأن لبنان وغيره من البلدان التي تحتل موقعا استراتيجيا سيكون مصيرها مثل مصير الطيور لامحالة التي أوردناها في القصّة في غياب المَناعة الداخلية , وفي غياب الإرادة الشعبية التي تعبّر عنها الصناديق الشفافة والتي سفترز رئيسا يتمتع بحرية القرار ويصدر الأوامر
لاأن تأتيه من وراء البحار عبر الجوال أو البريد الإلكتروني, بعيدا عن الطائفية والمذهبية التي مازادت المسليمن إلا تناحراً وتخلّفاً وتشرذماً , وقد تكون هذه الخلافات ليست بالضرورة نابعة من الداخل بل تغذيها أطراف خارجية سواء عن طريق الإيعاز أو عن طريق الدّعم والإغراء
فهل ياترى سترسو الباخرة بحنكة قائدها في مقاومة الرياح والعواصف الهوجاء أم ستغرق بمن فيها؟؟؟.