وليد محمود
“مكافأة مالية قدرها 20 ألف ريال” يحصل عليها من يتزوج “امرأة ثانية”.. تلك أحدث المبادرات التي لجأت إليها إحدى القبائل السعودية للقضاء على مشكلة العنوسة بالمملكة.
تأتي هذه الخطوة لتضاف إلى سلسة خطوات ومبادرات رسمية وغير رسمية تم إطلاقها في المجتمع السعودي لحل مشكلة العنوسة، من بينها تخفيض المهور، وتدخل قضاة لتزويج فتيات عضلهن أولياء أمورهن، وإقامة حفلات زفاف جماعي.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها أعلن عدد من أفراد إحدى القبائل بجنوب الطائف قبل يومين تقديم مكافأة للمتزوج من الثانية؛ لتعينه على تجهيز زواجه الثاني، بحسب جريدة المدينة.
طالع أيضا:
أحمد وشفية.. عروسان على طريقة “أبو تريكة”
الزوجة الثانية تفجر ثورة نسائية في قطر
وقال عواض اللهبي من قبيلة اللهوب بجنوب الطائف إنه اتفق مع أبناء عمومته على إعطاء المتزوج من الثانية 20 ألف ريال (حوالي 5 آلاف دولار) كمكافأة تسلّم له قبل زواجه بشهرين؛ لتساعده على احتياجات زواجه الثاني.
وبيّن اللهبي أن هذه المكافأة مقتصرة فقط على المتزوج “للمرة الثانية”، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو تشجيع الشباب على الزواج من الثانية والذي بدوره يساهم في القضاء على العنوسة في المجتمع.
وأوضح أن عدد المستفيدين من تلك المكافأة بلغ 3 أشخاص جميعهم تزوّجوا من امرأة ثانية.
وكان تقرير لوزارة التخطيط السعودية صدر في يوليو 2005 قد كشف عن ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمع السعودي إلى نحو 35%، وبيّن التقرير أن عدد الفتيات اللاتي لم يتزوجن وتجاوزن سن الزواج اجتماعيا (30 عاما) بلغ حوالي مليون و529 ألفا و418 فتاة.
تحديد المهر
وبعد يوم من إعلان قبيلة اللهوب عن رصد مكافأة للمتزوج من ثانية، أعلنت قبيلة عنزة في مدينة القيصومة التابعة لمحافظة حفر الباطن تحديد مهر الزواج بواقع 50 ألف ريال (نحو 13 ألف دولار ) شاملة الذهب والهدايا كافة تدفع لأهل العروس، بحسب جريدة الرياض أمس.
وبينت أن هذه الخطوة جاءت لتجنب المبالغة في طلب المهر الذي قد يصل إلى أكثر من 100 ألف ريال (نحو 27 ألف دولار).
واتخذ عدد من القبائل خطوات مماثلة خلال الأشهر الماضية لتجنب المغالاة في المهور، التي تعد أحد أهم أسباب مشكلة العنوسة بحسب خبراء ودراسات اجتماعية.
العضل
وإلى جانب ما اتخذته القبائل، بدأت محاكم سعودية في التدخل لتزويج فتيات عضلهن أولياء أمورهن ومنعهن من الزواج.
وفي نهاية مارس 2008م قامت المحكمة العامة بالرياض بالتدخل لـ”تزويج” فتاة بعد أن منعها والدها من ذلك، فيما يعرف بظاهرة “العضل” بالمجتمع السعودي.
وأصدر القاضي حكمه أن يكون عقد النكاح من قبل المحكمة مباشرة، استنادا إلى رأي شرعي يؤكد أنه إذا “عضلها الولي الأقرب انتقلت الولاية إلى السلطان”.
د. صالح بن رميح الرميح أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الملك سعود بالرياض أوضح في تصريحات سابقة لـ”إسلام أون لاين.نت” أن عضل البنات ظاهرة اجتماعية برزت بعد الطفرة التي شهدتها المملكة.
وبين أنه خلال هذه الظاهرة نجد الآباء وأولياء الأمور يتلكئون بأعذار واهية ليست من المنطق لعدم
تزويج بناتهم بغرض الاستيلاء على راتبها إذا كانت عاملة، أو بزعم أن المتقدم لخطبتها ليس من مستواهم الاجتماعي.
تزويج بناتهم بغرض الاستيلاء على راتبها إذا كانت عاملة، أو بزعم أن المتقدم لخطبتها ليس من مستواهم الاجتماعي.
وأشار د. الرميح إلى أن هذه الظاهرة تؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة داخل المجتمع، وهو ما قد يؤثر على بنية المجتمع ويؤدي إلى تفشي الأمراض الاجتماعية وظواهر الفساد الأخلاقي داخله.
وفي محاولة للقضاء على هذه الظاهرة، حدد النظام السعودي عقوبة العضل بالسجن لمدة عام لولي الأمر الذي يثبت لدى القاضي حرمانه من هن تحت ولايته من الزواج، بدون سبب شرعي.
زواج جماعي
وإضافة لهذه الإجراءات يتبرع الأمراء والموسرون والجمعيات الخيرية بإعداد حفلات زواج جماعي لتوفير هذه النفقات على الزوج.
فتحت رعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز -أمير منطقة مكة المكرمة والرئيس الفخري للجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري بمحافظة جدة- تقيم الجمعية الشهر القادم حفل الزواج الجماعي التاسع لزفاف (600) شاب وفتاة وذلك بمركز جدة الدولي للمعارض.
كما ينظم مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج -أحد مشاريع جمعية البر بالرياض- خلال الصيف القادم حفل الزواج الجماعي الأول بمنطقة الرياض، ومن المتوقع أن يزف فيه 500 شاب وفتاة في حفل يقام لأول مرة في الرياض برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز.