كل اشي .. ولا صبيح المصري ..!

بالفعل انه شيء غريب هذا الذي يحدث في الاردن هذه الايام حول قصة بيع اراضي الدولة

والغريب اكثر والمريب ايضا في الموضوع هو عدم وضوح الرؤيا بالنسبة لما يخص هذا الموضوع تحديدا فمرة يخرج علينا الناطق الرسمي الحكومي وزير الدولة لشؤون الاعلام ناصر جودة ينفي اي نية لبيع اراضي القيادة العامة والمدينة الطبية واخرى يؤكد وزير العمل باسم السالم رئيس مجلس ادارة الضمان الاجتماعي ان البيع حاصل حاصل .. يؤكد رئيس الحكومة للنواب ان لا عقود وقعت بشأن البيع ويوكد من جهة اخرى تأجير صبيح المصري او بيعه 3000 ثلاثة الاف دونم على مدخل الديسي ليقيم مشروعه السياحي بها .

ما هذا الذي يحدث مع الحكومة … لماذا تهرول بهذه الطريقة لبيع هذا الكم من اراضي الدولة وفي مواقع حساسة يعتبرها الاردنيون رمزا لهم .. ما الذي يحدث .. ولماذا هذا التخبط في التصريحات .. هل هناك شيء لا يريدون منا ان نفهمه ..!

لقد تألم الاردنيون كثيرا من فكرة بيع المدينة الطبية ورغم ان منطق الامور يقول عكس هذا الكلام .. ولكني اقسم انني شعرت بالم لا يمكن وصفه عندما اتحدث مع اي شخص عادي عن المدينة الطبية وعن فكرة البيع هذه .

واما الصدمة الحقيقية بالنسبة لي كانت هو اعطاء او منح او بيع او تأجير صبيح المصري ”3000” دونم مدخل الديسي ليقيم مشروعا سياحيا ضخما في منطقة رم .. اي تهور هذا ..?! ولماذا يؤجر هذه المساحات الهائلة في منطقة سياحية يعتاش اهلها وكثير من الناس على السياحة فيها من الذي اعطى الحق للحكومة التي اجرته ان تؤجره »3000« دونم مرة واحدة ..?! كم سنة اجر هذا المشروع ..?! كم من النقود دفعها صبيح المصري لخزينة الدولة مقابل منحه هذا الكم الهائل من الاراضي ..?! لماذا اكد رئيس الحكومة نادر الذهبي للنائب عواد الزوايدة انه الغى الصفقة وبعد سويعات من هذا ا لتأكيد تقوم وكالة الانباء الرسمية الاردنية بترا بنفي ما جاء في صحيفة العرب اليوم ..?! لماذا تذهب وكالة الانباء بترا لنفي تراجع الحكومة عن التأجير وما دخلها اذا كان الرئيس صرح بهذا الكلام ام لا ..! وهل موضوع تأجير صبيح المصري بحاجة الى ان تؤكده وكالة الانباء الرسمية الاردنية او تنفيه ..?

ما الذي يحدث ..?! لم اعد افهم ..?! ليس انا وحدي لم اعد افهم بل ان كل من يقرأ مقالي هذا لم ولن يفهم ماذا يحدث الا من رحم ربي من اصحاب القرار الذين لا يريدون من احد ان يفهم على اي اساس تباع المدينة الطبية ولا يريدون منا ان نفهم لماذا يعطى صبيح المصري »3000« دونم من اراضي الديسي حتى يقيم مشروعه الاستثماري .. ولا يريدون منا ان نفهم لماذا تأخذ وكالة الانباء الاردنية بترا على عاتقها ان تثبت خبر نفي وتبشر الاردنيين ان الحكومة الرشيدة لم تعدل عن قرار تأجير الارض لصبيح المصري في الديسي .

ان الحكومة وفق الدستور هي صاحبة القرار وصاحبة الولاية ليس في هذا الموضوع بل في كل المواضيع ولكن لا بد من الحكومة الرشيدة ورئيسها دولة نادر الذهبي الذي اجزم انه يحوز على درجة عالية من احترام الشعب الاردني له ان يكون اكثر صراحة تجاه هذا الموضوع .. ولا بد ان نعرف كيف ولماذا ومقابل ماذا ذهبت ال¯ 3000 دونم لشخص يملك مزارع في الديسي .. انا اجزم انه لا يعرف كم من المساحة تبلغ هذه المزارع بسبب حجمها الهائل .