السيد وزير العمل والشؤون الاجتماعية المحترم
إن قللت العدد أم كانت أرقامكم هي الصحيحة فخمسة أو ستة مليون يتيم فأنه يمثل قرابة 20% من مجموع سكان العراق وإن أضاف لهذا العدد عدد الأرامل فسيمثل كارثة ليس بمقدور وزارتكم الموقرة إكفال كل هذه الجموع… وتقديم حياة كريمة تصونهم من فلوات وآفات المجتمع. لكن على المختصين في علم المجتمع وعلم المجتمع النفسي والأطباء والمنظمات المختصة تقديم تقارير للمؤثرات المستقبلية في وضعهم الصحي الفيزيائي والسيكولوجي…وما هي العواقب السلبية لتكوين المجتمع العراقي القادم. وبما أن الحكومة استطاعت تغيير نسبة البطالة من 60% لـ 16% فهي قادرة لاستيعاب 54% وتوفير العمل لهم، لكنني لا أعرف في أي المصانع..أو المزارع…أو الثروة الحيوانية شغل هذا العدد الهائل.
هل المسؤولين على درجة من الوعي لمعرفة مدى خطورة هذه الأرقام، وفي الحالتين…الإيجابية والسلبية..وأعني تغيير حالة سلبية مثلاً البطالة الهائلة بهذه النسبة الكبيرة خلال فترة وجيزة لا يمكن أن تقاس…فأن مشكلة الأيتام يكون أمر أسهل بكثير…والله لقد خلطت الأوراق…ولا نعرف الصحيح من الخبر…وعدمه.
وحسب ما نقل عن موقع السومرية:
موقع قناة السومرية (4ملايين ونصف مليونِ طفل يتيم في العراق) تجدر الاشارة الى ان تقارير لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية أشارت في كانون الثاني إلى وجود اربعة ملايين ونصف مليون طفل يتيم يعيشون في العراق منهم خمسمئة ألف بين متسول في الشوارع ومدمن للمخدرات. وقد استغلت جماعات مسلحة بعضهم لتنفيذ هجمات , فيما أجبرت عصابات إجرامية بعضهم الآخرعلى السرقة. وبرر الأخصائي الاجتماعي في دار الوزيرية للأيتام ظاهرة تزايد عدد الأيتام في العراق الى اعمال العنف, والتمزق الأسري, والفقر . بينما يعيش ثمانمئة طفل في سجون عراقية أو أمريكية).
الحكومة وعلى لسان السيد نوري المالكي خصص خمسة مليار دولار لمشاريع ستراتيجية حسب تعبيره ولفترة خمسة سنوات مع أن فقط قطاع النفط بحاجة لـ 150 مليار دولار لزيادة إنتاجها لكي يعوض جزء من احتياجات العراق لبناء مؤسساته الخدمية لكي يحصل الإنسان العراقي على ما يحصل عليه باقي البشر…وقد يتطلب قطاع الكهرباء لعشرات المليارات من الدولارات لسد حاجة المستهلكين إن لم نضع الصناعة العراقية ضمن الحاجة والعوز.
لكن يا سيادة رئيس الوزراء المحترم العراق بحاجة لحلول آنية قريبة وحلول مستقبلية بعيدة…فقد لا يمكننا تفادي الكوارث مستقبلاً إن لم نضع لها حد الآن وبسرعة.
ولا أعرف مدى ميزانية الوزارة المعنية وكيفية سد كل هذا النقص الهائل…ويمكنني تسمية العدد الهائل من اليتامى والأرامل بكارثة. لذا أقترح على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التعاون مع المنظمات المدنية المختصة باليتامى والأرامل للوقوف على أساس المشكلة والتوصل لإحصاء دقيق ثم وضع خطة مشتركة للتعاون في مراحل متعددة…! ولا أريد الدخول في تفاصيل العمل المشترك، ويمكن الحديث عنه في مرة قادمة.
كثير من الأيتام في أعمار يؤهلهم للقيام ببعض الأعمال البسيطة…مثل التشجير تنظيف المنزهات، الشوارع العامة..وأمور أخرى… ويمكن التعاقد مع أمانة بغداد والعديد من المحافظات لكي نضع هؤلاء في عمل يشغلهم عن أمور سلبية كثيرة.
يمكن التوجه للمنظمات الدولية لتقديم العون المادي والمعنوي وكسب الخبرات للحد من تدهور أوضاع هؤلاء اليتامى لأنهم أبنائنا وفلذات أكبادنا…خسروا آبائهم أو أمهاتهم بسبب الأوضاع المتردية…وبسبب القتال الداخلي والإرهاب ووجود المحتل…وأمور أخرى كثيرة…فقط لكي نحصل على عراق ديمقراطي…فهم الذين دفعوا أغالى ما يملكون أليس من واجبنا تقديم جزء من أقل ما نملك.
أوجه ندائي لجميع العراقيين الوطنيين الطيبين…أن يتقدموا بالدعم قدر المستطاع، وكما أوجه ندائي لجميع المنظمات الإنسانية العراقية والعالمية…ولا أوجه ندائي للمؤسسات العربية أو الإسلامية لأن الظاهر لا رحمة في قلوبهم…وإلا لسعوا قبل النداء…لتقديم العون… ولو كان فيهم ذرة إنسانية لما سمحوا للبغال المفخخة والحمير…القاتلة لأنفسهم بقتل المئات بل الألوف من أبناء شعبنا العراقي المظلوم.
وأتقدم بالنداء الوطني والإنساني لقيادتنا الكريمة للشعور بالمسؤولية فهم الأولى بأن يتولوا هذا الأمر المهم.
المخلص
عباس النوري
13/05/08
[email protected]