هاهي الأمة العربية تستقبل مجددا عاما آخر من الاستيطان والاضطهاد والظلم الصهيوني، الذي خيم على الأراضي الفلسطينية للعام الستين؛ منكسة مرة أخرى محاولات العرب الفاشلة في استرجاع ولو جزء بسيطة من أراضيهم المغتصبة، فاستقبال العام الجديد للنكسة لم يكن بشكل جديد يختلف عن الأعوام الماضية، فالتيار الكهربائي مقطوع، والفقر والجوع يسود الشوارع الفلسطينية، ويكاد يسلب الأرواح ويزهق الأنفس، إلا أن النفوس الفلسطينية لازالت صامدة، والقلوب القوية لازالت مناضلة، لأن حق العودة والحرية أمر لابد منه عند الشعب الفلسطيني الصابر،فهذا الصمود الأسطوري استطاع مقاومة الاحتلال ورفض الخضوع للنكبات،نعم هذه هي فلسطين التي عرفناها منذ سنين، والتي لم تلق صرخات مستنجديها إلا الصد والهجران العربي، فأوراق العرب لم تحمل في مطالبتها بأرضها سوى النقاش والحوار ومد يد السلام على الدوام إلى قوم لا يعرفون للسلام معنى، ولا يعرفون للإنسانية أي طعم في صفوفهم، فلغتها مد يد الاتفاقيات الوهمية من جهة، ومد يد الإجرام والعنف والسادية من جهة أخرى.
نعم هكذا كانت إسرائيل طوال الفترة الماضية، ونحن العرب نائمين على آذاننا، وكأن على رؤوسنا الطير، وعلى عيوننا الغشاوة من أعمال إسرائيل الاستيطانية التي كانت واضحة للعيان، ففي تصريح قريب قرأته لسفير الكيان الصهيوني رافائيل سوتش أوضح بأن ” لولا القوة لما استمرت إسرائيل 5 دقائق في الأراضي المحتلة” وهذا يوضح لنا حقيقة إسرائيل المرة وجبروتها واستيطانها الذي لم يرحم كبيرا ولا صغيرا، ولم يشفق على أم أو شيخ أو طفل،كل هذه الأمور حقائق أليمة كانت لا بد لنا أن نستشعرها نحن العرب ونتلمسها بشكل واقعي،ولكن لا حياة لمن تنادي أبدا، ولكن فلنتذكر يا قوم بأن: الآخرون مخططون يا عرب، فماذا نحن فاعلون؟ قطار الاستيطان الإسرائيلي لن يتوقف عند هذا الحد، فمحطاته عديدة لأن هدفها القمعي هو إنشاء دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، ومن يدري من ستكون المحطة الثانية لها؟
الأيام القادمة هي التي ستكشف لنا الحقائق، فشمس الحقيقة لا تحجبها الغيوم…
ريا المحمودي
دولة المارات العربية المتحدة