عراق المطيري
لقد كرم الله العظيم الأمة العربية بان جعل منها أحب الخلق إليه
عراق المطيري
لقد كرم الله العظيم الأمة العربية بان جعل منها أحب الخلق إليه سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين وتلك الكرامة اختص بها امتنا لأنها على حد قوله تعالى ” خير امة “ , وحين انزل كتابه المجيد على صدر رسوله الكريم كانت امة العرب موجودة فجعل جلت قدرته في أرضها القبلتين, وانزل كتابه الكريم باللغة العربية فزال من تكريمه لها ولم تأتي كنتاج للإسلام فكان للرسول العظيم محمد ( ص ) فضل على أمته أن وحدها ولكونها خير امة تشرفت بنشر الإسلام في أصقاع الارض وتعامل عليه السلام مع العرب وغير العرب من أهل الكتاب معاملة باحترام تليق بإنسانيتهم منبعها الدين الإسلامي الحنيف وسار على نهجه الخلفاء الراشدين ( رض ) وباقي التاريخ الإسلامي الى يومنا هذا .
إذن كانت الأمة العربية موجودة قبل الإسلام وتضم نسيج اجتماعيا متآلفا من مختلف الأديان السماوية قوميتهم عربية , وجميعهم ولائهم الى العرب , والإسلام عزز القومية العربية ولم يتناولها بما يسيء إليها بأي شكل من الأشكال , وحتى الشعوب التي اعتنقت الإسلام لاحقا ظلت تحفظ للعرب فضلهم وسابقتهم في الإسلام والعرب احتفظوا لقريش كرامتها فيهم فلم يتجرأ احد على كسر هذا الاحترام حتى سقوط الدولة العباسية باحتلال المغول لبغداد عام 1258 م , بمعنى أن الدين الإسلامي الحنيف لم يتقاطع مع القومية العربية أبدا بل كان داعما لها بدلالة الآيات القرآنية الكريمة التالية التي تؤكد تكريم الإسلام للعرب :
1. سورة هود – الآيات: 118 ــ 123، سورة يوسف – الآيات: 1 ــ 4
“.. الكتاب المبين (1) إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (2) نحن نقص عليك أحسن ..”
2. سورة الرعد – الآيات: 35 ــ 42
“.. وإليه مآب (36) وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك ..”
3. سورة طه – الآيات: 99 ــ 113
“.. (112) وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون ..”
4. سورة الزمر – الآيات: 22 ــ 31
“.. من كل مثل لعلهم يتذكرون (27) قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون (28) ضرب ..”
5. سورة فصلت – الآيات: 1 ــ 11
“.. (2) كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون (3) بشيرا ونذيرا ..”
6. سورة الشورى – الآيات: 1 ــ 10
“.. عليهم بوكيل (6) وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر..”
7. سورة الشورى – الآيات: 52 ــ 53، سورة الزخرف – الآيات: 1 ــ 10
“.. والكتاب المبين (2) إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (3) وإنه في أم الكتاب ..”

0;
0;
8. سورة الأحقاف – الآيات: 6 ــ 14
“.. إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين ..”
ما نريد الحديث عنه أن لا تقاطع بين الدين الإسلامي الحنيف والولاء للقومية العربية ولا خلاف بين اعتناق الدين او المذهب والولاء للقومية والوطن فالصلة بين العبد وخالفه لا تنفي صلة المرء بوطنه بل تؤكدها وكل الأديان السماوية توجب الدفاع عن الوطن ومن يقتل في ذلك فهو شهيد وهناك روابط كثيرة توضح الربط الكبير بين الجهاد في سبيل الوطن والاستشهاد ومنزلتها عند الخالق العظيم .
وبالابتعاد عن كل أشكال العنصرية والتعصب الديني او القومي فان الأحداث التي تشهدها منطقتنا العربية تؤشر بوضوح إن العرب هم المستهدفون ومن خلالهم يتم استهداف الإسلام لأنهم مادته ودعامته الأساسية , والاستهداف يتم من خلال صيغتين تبناها الأعداء لا يقل احدهما خطورة عن الثاني :
استهداف من خلال عدو ظاهر متغطرس يمتلك من أسباب القوة ما يجعله يعلن مشروعه بشكل صريح كما تفعل امريكا ومن دار في محورها فقد احتلت العراق وهي تعلن أنها تنوي تغير واقع المجتمع العراقي الذي أسس لبناء مشروع نهضوي عربي قومي إسلامي , بمعنى إن صراعها في القطر صراع تيارين حضاريين متناقضين بالمطلق وذلك ما بدأته فعلا وتنفذه بدلا عنها حكومة العمالة والاحتلال في المنطقة الخضراء في البدء يهدف الى إلغاء تعلق المواطن بوطنه وبقوميته ومن اجل ذلك تسيل يوميا دماء الأبرياء وقد جندت امريكا له مختلف وسائل التطبيق واعدت صفحات أثبتت مجريات الأحداث فشلها , فبعد أن أعلن القزم الصغير بوش انتهاء العمليات العسكرية وتحقيق حملته القذرة لأهدافها مع بداية الغزو الهمجي بخسائر أمريكية لم تتجاوز المائتين أصبح الآن عدد قتلاهم اكثر من أربعة آلاف قتيل حسب بياناتهم العسكرية , وهذا مؤشر كافي على عمق الخسائر البشرية التي تتكبدها الولايات المتحدة الامريكية غير خسائرها المادية التي ستطيح بالاقتصاد الامريكي إن شاء الله .
أما العدو الثاني الذي يستهدف الأمة العربية بكل مكوناتها من خلال ارتداء الزى الإسلامي فهم أصحاب الفتنة الطائفية الذين تفرعوا باتجاهين يمثل الاول فيه الفرس وتوابعهم وبإثارة الفتنة الطائفية واستجداء عواطف العامة البسيطة والتباكي لثارات أهل البيت (ع) يتم التغلغل في الأمة العربية ويتم تجنيد الآلاف من الشباب في مليشيات طائفية لإثارة العنف بين الناس كما فعلت عصابات مقتدى الصدر ومليشيات مجلس عزيز غير الحكيم طباطبائي وفيلق بدر وغيرهم في العراق يمدهم بالمال والسلاح فيلق القدس , استخبارات الفرس على امتداد الخمس سنوات من عمر الاحتلال الامريكي الذي وفر لها غطاءا امنيا او كما بدأ حسن نصر الله ينفذ فعلا الآن في لبنان , فبعد أن أكمل استعداداته العسكرية التي أمده بها الفرس وتم تدريب مليشياته على الاعتداء كصفحة أولى انتقل بعدها الى الصفحة الثانية حيث احتل بيروت ومن ثم انتقل الى طرابلس والجبل ليمارس اسلوب العنف الطائفي وقتل من يختلف معه في الرأي , وبعد أن هيأ وضمن امن الكيان الصهيوني من خلال القوات الدولية التي تشكل حاجزا حدوديا مع العدو لا يمكن اختراقه وجه بنادق مليشياته صوب أبناء لبنان .
أما الاتجاه الثاني فهو الذي تتبناه تنظيمات القاعدة في تكفير الفكر الآخر واستخدام القوة والإرهاب في نشر مبادئهم ونموذجهم في العراق والصومال والجزائر والمغرب أيضا مثال واضح على تطبقهم لفكرهم وزرع الفتنة بين أبناء الشعب العربي وأبناء القطر الواحد .
إن الهدف واحد هو تدمير الأمة العربية والإسلام وتمزيقها وشرذمتها وإضعاف الروابط بين المواطن وقوميته على الرغم من تعدد وتنوع الأسلحة, فالعربي واحد بغض النظر عن انتمائه الديني او الطائفي ومشروعه القومي واحد هو توحيد الأمة العربية والنهوض بها الى مصاف الدول المتقدمة على أساس من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
قد يتصور احد إننا نصطف في خندق هذا ضد ذاك كما قد يقول من يقول إن حسن نصر الله قاد عملية تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني وانه صمد بوجه اكثر من ثلاثين يوما , فهل يتحرر القطر من احتلال ليكون تحت احتلال آخر فيتبجح الفرس بأنهم قادرون على التأثير في القرار السياسي اللبناني او قد يقول أخر إن مقتدى الصدر او تنظيمات القاعدة حاربوا الأمريكان فمن فتح الأبواب للفرس ليعيثوا فسادا في البلاد فيقتلوا ويشردوا وينهبوا , ولكن رغم كل ألاعيبهم
وطرقهم فان المواطن العربي لن تنطلي عليه مثل تلك الأمور الخبيثة ولا يصح إلا الصحيح .
وطرقهم فان المواطن العربي لن تنطلي عليه مثل تلك الأمور الخبيثة ولا يصح إلا الصحيح .