محمد الوليدي
”شكرا فرنسا” هذا عنوان لمقالة، لم يكتبها ليبرالي عربي زار فرنسا وودع فيها آخر ما تبقى عنده من قيم، ولم تكتبها إمرأة عربية
محمد الوليدي
”شكرا فرنسا” هذا عنوان لمقالة، لم يكتبها ليبرالي عربي زار فرنسا وودع فيها آخر ما تبقى عنده من قيم، ولم تكتبها إمرأة عربية متحررة حتى الثمالة، بحثت عن مكان تشبع غرائزها فيه، فوجدت في فرنسا ضالتها، وحتما لم يكتبها يهودي وهو يضحك على فرنسا التي لا زالت متشبثة بتلموديته منذ الثورة الفرنسية وحتى يومنا هذا .
هذه مقالة داعية إسلامي يدعى عايض القرني ؛ من دعاة هذا الزمن الذي لا نعرف من أين سنتلقى الضربة فيه. قال في مقالته عن فرنسا ما لم يقله مالك في الخمر، ومدحها مديحا أعتقدنا أن الرجل ولا بد فاتحها، وقبل روما.
وقبل أن يبدأ بمديح فرنسا، مدح ولي نعمته عبد العزيز بن فهد ، والذي جعله من سادة الخيرين والداعمين للإسلام والمسلمين في فرنسا ، والتي يقيم فيها أكثر من بلده بالرغم من أنه وزير دولة في بلاده ؛ بلاد التوحيد كما يحلو لعايض القرني تسميتها!.
المحزن أن عايض القرني يتعجب في مقالته “وما سُئلنا عن كلمة ولا أُوقفنا عند إشارة وما نوقشنا عن أي جملة، بل وجدنا كافة التسهيل من الفرنسيين” طبعا هذا بعد أن القى عشرات المحاضرات، وكأنه نسي أنه قال أن محاضراته كانت بتوجيه ودعم من عبد العزيز بن فهد، الذي لا زالت قضيته عالقة في محاكم فرنسا ، بسبب تورطه في شبكات دعارة هو وأحد أبناء رفيق الحريري، وهذا يكفي فرنسا لتعرف أين حدك في هذه المحاضرات، أي أن فرنسا تعرف نفاقك وأنك ستأخذ ببعض الكتاب وتترك بعضا وأنك لن تجلب الغنيمة للمسلمين، ويحك فهاهم الدعاة الحق في سجونهم، وفي نفس الوقت الذي كنت تلقي فيه محاضراتك ؛ قامت فرنسا بطرد مسؤول فرنسي من منصبه لأنه أنتقد الكيان الصهيوني وهو برونو غيغ نائب حاكم بلدة سينت .
على ماذا تشكر فرنسا يا عايض؟
فرنسا هي أول دولة تعلنها صراحة بأنه لا بد من القضاء على المسلمين جميعا ونبش قبر رسولهم ونقل عظامه الى متحف اللوفر في باريس.
فرنسا هي أول دولة أستعمرت بلاد المسلمين؛ أبشع إستعمار وذلك في عام 1830، أي قبل إستعمار بريطانيا لنا بست وثمانين عاما، حرب إبادة أرتكبتها في شعب الجزائر ،أكثر من مليون شهيد في الجزائر وحدها ، ناهيك عن ما فعلته في بلاد المغرب العربي وبلاد الشام ومصر، وحتى الآن ترفض حتى مجرد إعتذار عن ما فعلته، في حين أعتذرت لأحفاد خائن يهودي يدعى الفرد ديفروس؛ على مجرد محاكمتها له بتهمة الخيانة.
ثم من الذي بنى المفاعل النووي للكيان الصهيوني، ألم تكن فرنسا.
ألم تكن فرنسا أول دولة تجبر المسلمات على خلع حجابهن، وجعي والله إني ما تخيلت أن أناقش في مثل هذه الأمور رجلا يحسب على الدعاة .
ثم ألا يعقل أن أطلعك أحد على ما يعانيه المسلمون في فرنسا من بطالة وعنصرية وفقر ورقابة.
ثم تأتي الطامة التي ما بعدها طامة؛ يهدي عايض القرني يهوديا هدية بأسم المسلمين! حسب إعترافه في نفس المقالة ؛ لأنه بنى مسجدا ووسعه دون أن يذكر شيئا عن يهوديته ، وهل تعلمون من هذا اليهودي ؟
هو سيرج داسو ؛ الذي قام بتسليح الكيان الصهيوني بأحدث ما أنتجته مصانع إسرته؛ والذي تعهد لهذا الكيان بالتفوق العسكري دوما ، فأول صواريخ الكيان الصهيوني تم إنتاجها بالتعاون مع شركة داسو، وفي عام 1967 قدمت شركة داسو صواريخ أرض -أرض مداها خمسمائة كيلو متر، كي تصل دمشق والقاهرة، وهي التي طورها الكيان الصهيوني فيما بعد مع نفس الشركة، وأصبحت تعرف بإسم ” أريحا”، كما أن أغلب الطائرات التي أستخدمها الكيان الصهيوني في حرب 67 جلها من إنتاج شركة داسو، ولم ينقطع هذا اليهودي وأسرته عن خدمة الكيان الصهيوني ،حتى يومنا هذا، لذا ما أسهل أن أحكم عليك ؛إما بالجهل المطبق إن كنت لا تعرف،أو بالتآمر إن كنت تعرف ،ولا أستبعد بأنه تم توريطك مع هذا الرجل من قبل عبد العزيز بن فهد أو أحد كلاب الصفقات الذين حوله، لكنك في النهاية لن تخرج عن الجهل أو التآمر، ولا شكرت فرنسا ولا شكرت أنت.