إن المراقب الجيد للإحداث يرى أن قرارات حكومة السنيورة (العميلة) تزامنت مع العديد من الأحداث في المنطقة ومنها عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الوضع اللبناني ومحاولة تدويله بقرار دولي أخر من اجل تشديد الحصار أكثر على سلاح المقاومة , كما أنها جاءت مع قرب زيارة الشيطان الأكبر بوش للمنطقة خلال هذا الأسبوع ,وبعد اجتماع الحريري مع أصحاب القرار في السعودية ,ولكن رغم الوضع الصعب والكاسح الذي خلقته المعارضة على الأرض فان الفريق الحاكم ما زال متمسك بالسلطة إلى حد بعيد ,وهذا مؤشر على العديد من الأمور التي يتوقع لها أن تحدث خلال الأيام والأسابيع القادمة .
وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا لا يستقيل السنيورة رغم الانهيار الذي حدث في صفوف الميليشيات التي كانوا قد صرفوا عليها دم قلبهم طوال هذه السنين ؟؟؟
وهنا الإجابة ببساطة هو أن الوعود التي حصل عليها الفريق الحاكم في لبنان من المساندة الأمريكية والعربية خلال هذه الفترة وبكل الوسائل المتاحة جعلت أقطاب هذا الفريق يتجهون إلى المناورة وكسب مزيدا من الوقت حتى تنتهي زيارة بوش ومن ثم يبدأ التطبيق الفعلي للدعم من تلك الأطراف ,وها نحن نسمع عن عودة المدمرة كول إلى المتوسط من جديد ,كما أن الأنظمة العربية العميلة قد صدر عنها من التصريحات ما يفيد بأنها لن تسمح للمقاومة بالسيطرة على لبنان ويبدو أن الصيف الساخن الذي بشرت به المولاة المعارضة قد بدأ يحرقها مبكرا فالرسالة التي قامت المعارضة اللبنانية بتوصيلها في هذا الزمن القياسي وجهت اكبر الضربات تحت الحزام لجماعة 14 شباط ,وللمشروع الأمريكي في المنطقة والذي لا نتوقع منه ضبط النفس كثيرا في المرحلة القادمة لان المناخ اختلف تماما ,فقد تحول جنبلاط من أسد سيحرق الأخضر واليابس إلى فأر صغير يستجدي الأمير طلال ارسلان بالحماية ويدفع بأنصاره إلى الهاوية دون سابق إنذار ,ولكن كل هذه المسكنة وان كانت ضربات المعارضة القوية لها اكبر التأثير لا يجوز أن يخرج من مخيلتنا جنبلاط الغدار والذي يكسب الوقت مع حلفاءه من اجل أن تقوم أمريكا بالمغامرة من جديد في لبنان كي تطيح بالمقاومة ,الحريري وجعجع هذه الفترة يجلسون متخفيين بعد الخيبة التي أصابتهم وهم ما يزالون ينتظرون القرار السعودي الذي هو قادم من البيت الأبيض .
إذا الذي حدث في لبنان كانت المعارضة جاهزة له بالتأكيد ومعدة لتلك الخطط التي تم تنفيذها بدقة متناهية وهذا يأتي تصديقا لكلام السيد حفظه الله أن المقاومة أعدت خطة للدفاع داخليا وخارجيا ,وهذا يدل على أهمية التخطيط للمستقبل .
لكن إذا كانت المعارضة الوطنية قد قالت كلمتها وظهر للعيان تفكك الجبهة الداخلية للموالاة فهذا لابد أن يدفع المعارضة إلى توجيه ضربات استباقية أخرى كي تنهار فلول المولاة ولا يعود هناك أمل في تجميعهم من جديد لان بقاء بعض الفلول يمكن أن يحدث قلق إذا قامت أمريكا بأي مغامرة متوقعة خلال المرحلة المقبلة ,ويجب أن تعطى حكومة السنيورة مدة زمنية للاستقالة كي يتم تشكيل حكومة تسيير أعمال في انتظار الانتخابات المبكرة ولا يجوز أن تفاوض المعارضة على أي من البنود السابقة التي يظهر اليوم أن جنبلاط العميل يسعى إلى قبولها لكسب الوقت وإحداث خلل في صفوف المعارضة.
المطلوب اليوم هو رسالة جديدة للسيد حسن حفظه الله ورعاه يملي فيها شروط الوطن والوطنيين ويوجه أخر الضربات للمشروع العميل الداخلي .
محمد العصار