متابعة للحلقة السابقة التي تطرق فيها إلى شبكة اتصالات حزب الله والتي تحدثت فيها عن العقيدة العسكرية الإسرائيلية والحرب النفسية أتابع اليوم بالعرض لأجهزة التجسس الأميركية والإسرائيلية والتنسيق الذي يتم بينها.
تمتلك الولايات المتحدة أكثر من ثمانين منظمة مختصة في شؤون الاستخبارات موزعة على أربع مهام رئيسية هي :
1- جمع المعلومات.
2- تنفيذ العمليات الميدانية.
3- تحليل البيانات.
4- صناعة الأفكار.
تقدم هذه المنظومات نتائج أعمالها في تقارير لما يعرف بـ ( مركز علوم وتكنولوجيا الشؤون الأمنية ) ويرمز له اختصارا بـ ( التكنيون ) وتبلغ ميزانيّة السنوية موزعة على مختلف أجهزته الأمنيّة حوالي 30 مليار دولار.
أكثر أجهزة التكنيون شهرة على الصعيد العالمي هو السي أي إيه, ويعتقد الكثيرون خطأ أنه الجهاز الوحيد الموكل إليه مهام التجسس الخارجي ولعل هذا الفهم مبعثه المهام الميدانية المباشرة التي توكل إلى هذا الجهاز أكثر من غيره. وفيما يلي قائمة بأسماء الأجهزة الإستخباراتية الميدانية الأخرى التي تعمل ضمن منظومة ” التكنيون ” مع تعريج سريع على كل منها على أن أفرد للسي أي أيه قسما خاصا نظرا لسمعته الشائعة.
1- مكتب أمن الدولة ويشار إليه اختصارا بـ ( DHS ) وينطوي تحته عدد من الأجهزة تعمل كأذرع له ومهامه الحماية من الأجانب ومكافحة الجواسيس داخل الولايات المتحدة وقضايا الإرهاب الداخلي والتنظيمات السرية ذات الطابع الأمني أو السياسي.
2- وكالة الأمن القومي (NSA) ومن مهامه الرئيسة التجسس التصنت بما فيها التصنت الإلكتروني وهو موضوع الخلاف بين الحكومة اللبنانية وحزب الله وحيث أن هذه النقطة كانت باعث كتابة هذه السطور أساسا فلا بأس من أن يحصل القراء الكرام على بعض التفاصيل التقنية عن هذا الجهاز كي يستبين لهم أمرين : الأول مدى المعجزة المتحققة في تحصن حزب الله عن الاختراق الأميركي والإسرائيلي والثاني مدى قدرة هذا الجهاز على تفكيك أي تنظيم في العالم بمجرد حصوله على مدخل لا أكثر, مهما صغر هذا المدخل.
وكالة الأمن القومي وهي أكبر الأجهزة الأميركية الموكل إليها شؤون التجسس الإلكتروني وبشكل أخص قضايا التصنت على المكالمات الهاتفية وأود الإشارة إلى أن هذا الجهاز شديد السرية من حيث طاقمه الوظيفي وتتعمد الولايات المتحدة إبقائه خارج الدائرة الإعلامية بل إن بعض انتصاراته تنسب للسي أي إيه نظرا لخطورة عمل هذا الجهاز ورغبة في إبعاد عناصره عن الإعلام. وظيفته كما أشرنا هي التصنت على جميع المحادثات والمخابرات والاتصالات بين جميع الدول والمؤسسات وقد وصل الأمر في هذا الجهاز أن قام مؤخرا بالتصنت على عدد من قادة الدول الأوربية ولكنا نذكر الأزمة التي قامت قبل أربع سنوات بين فرنسا والولايات المتحدة حيث تبين للفرنسيين أن مكالمات الرئيس الفرنسي جاك شيراك كانت تعترض وتسجل لدى هذا الجهاز. عدد العاملين في هذا الجهاز كان عام 1975م( 120.000) مائة وعشرين ألفاً، أما الآن فلا أحد يعرف عددهم بالنظر لطابع السرية الذي يحاط به فهناك آلاف الأميركيين الذين يغادرون صباحا للعمل في مؤسسات ذات طابع مدني ولكنهم في حقيقة الأمر يعملون في دوائرهم ومحلاتهم التجارية ضمن طاقم هذا الجهاز خصوصا مع انتشار الأنرنيت في العقد الأخير وإيكال مهمة التجسس الإلكتروني في الشبكة الدولية إليه. ومن المؤكد أن عدد العاملين في هذا الجهاز قد تضاعف ربما أكثر من مرة، ولكي يأخذ القارئ فكرة تقريبية عن مدى أهمية هذا الجهاز، نقول إنه يأخذ 80% من الميزانية التي تخصصها الولايات المتحدة الأمريكية لمختلف أنشطتها الإستخباراتية والتي كانت تقدر بـ27 مليار من الدولارات في العام الواحد ومع هذا فإن هذا الجهاز يفشل إلى اليوم في اعتراض مكالمة واحدة للسيد حسن نصر الله وسوف يرد شرح حول كيف أن اعترا
ض مكالمة واحدة كافي بأن يؤدي إلى قتله خلال أقل من 75 ثانية.
ض مكالمة واحدة كافي بأن يؤدي إلى قتله خلال أقل من 75 ثانية.
هذا الجهاز أسس في 24- 10- 1952م بأمر من الرئيس الأميركي هاري ترومان وظل سريا عن الرأي العام الأميركي, بل وحتى عن بعض القيادات الأميركية بمن فيها أعضاء الكونغرس سنوات طويلة.
قام الجهاز في بداية الأمر بالتصنت على المخابرات التي تتم بالشفرات بين الدبلوماسيين، وكذلك بين الضباط من الرتب العالية في جميع أنحاء العالم، ثم شمل نشاط التصنت جميع المخابرات والاتصالات الجارية في العالم (سواء أكانت بالهاتف الاعتيادي أم بالهاتف النقال أم بالفاكس)، ولاسيما للأشخاص المهمين من رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، والضباط، ورؤساء الأحزاب، ورجال الأعمال المهمين… إلخ، وهو يستخدم في هذا السبيل محطات التصنت منتشرة في عدد غير محدود من دول العالم منها قبرص المجاورة للبنان وكذلك في أنحاء مختلفة من العالم (في القواعد والمطارات العسكرية، وفي السفن الحربية، والغواصات، والطائرات العسكرية، والأقمار الصناعية بل إن بعض السفارات الأميركية حول العالم خصوصا حين تكون المساحة المخصصة للبناء كبيرة تتضمن أبراج تجسس كما في الرياض والقاهرة). ويذكر أنه مع نمو نزعة الولايات المتحدة في السيطرة على العالم والتحدي الذي شكله الإتحاد السوفيتي لها صار هذا الجهاز يعترض المكالمات العادية للأشخاص العاديين أيضا ولكن بشكل عشوائي ومع تطور التكنولوجيا صار يعترض مواضيع محددة بغض النظر عن الأشخاص حيث تضاف كلمات محددة إلى أجهزة الكومبيوتر التي تعمل على برامج خاصة مثل : فلسطين – حق العودة – حسن نصر الله – حزب الله – جهاد …الخ من مصطلحات تخص منطقتنا ويقوم الكومبيوتر مباشرة باعتراض أي مكالمة يتفوه أي من طرفي الحوار بأي كلمة من هذه فإن تكررت عدة كلمات نقلت المكالمة إلى مرحلة أخرى من الأخضر إلى البرتقالي ومع وجود تسجيلات صوتية لمعظم المستهدفين من رؤساء الدول والتنظيمات بمن فيهم السيد حسن نصر الله فإن الكومبيوتر يتعرف مباشرة على بصمة الصوت وينقلها إلى المرحلة الحمراء حيث يتلقاها ضباط ذي رتبة عالية مخولون بإصدار قرارات شديدة الحساسية كأوامر القتل لأي منصة صواريخ أو طائرة بدون طيار في منطقة الهدف. من الناحية النظرية تكفي مكالمة مدتها خمسة وثلاثين ثانية كي يتم تحديد مكان السيد حسن نصر الله أو أحد قيادي حزب الله الميدانيين وبعد ذلك لا يتطلب الأمر أكثر من إرسال إحداثيات الموقع إلى نقطة إطلاق الصاروخ, وهذه تتم بـ 1 من 16 من الثانية أي أن الضغط على زر الإرسال يستغرق زمنا أطول من انتقال الإحداثيات إلى منصة إطلاق الصاروخ سواء أكانت أرضية أو بحرية أو جوية. وهنا لابد من الإشارة إلى أن هدف مثل السيد حسن نصر الله موجه نحوه أكثر من منصة إطلاق بحري وجوي وبري من بحار مختلفة هذا غانيك عن أن هذه الإحداثيات قد ترسل بالتوازي إلى إسرائيل كي تتولى المهمة منفردة أو بالشراكة وفقا للتنسيق المسبق. هنا أود أن أذكر القراء الكرام بكلمة سفير اليونان حين طلبت منه الولايات المتحدة إخراج السيد عبد الله أوجلان من السفارة اليونانية ورد بأنه غير موجود لديهم فقال له ضابط السي أي أبه : سعادة السفير هل تريد أن أسمعك الحوار الذي أجراه قبل دقيقة واحدة! فتوجه السفير إلى أحد معاونيه وهو يقول : كم مرة قلنا لهذا الأحمق ألا يستخدم الهاتف! طبعا يقصد بالأحمق السيد أوجلان. وبعدها, وهكذا إنتهى مصير السيد أوجلان أن ألقي القبض عليه بعد أن لم يعد بإمكان اليونان أن تحميه حيث تم اعتراض السيارة التي كانت تحاول نقله إلى مكان أخر. أما التنسيق الذي تم بين كل من الاستخبارات التركية والإسرائيلية والسي أي إيه فقد كان للجزء الميداني والذي يعتبر الجزء الأيسر من أي عمل استخباراتي. بل إنه في بعض الأحيان توكل أجهزة الاستخبارات بعض المهام القذرة لعصابات إجرامية متخصصة كي تبقي عملائها في آمان, خصوصا حين يكون بالإمكان تبرير العمل ضمن النطاق الإجرامي. أي أنه وبخلاف ما يعتقد الكثيرون فإن المهمة الأكثر مشقة في العمل المخابراتي هي تحديد مكان الهدف أما التالي فحتى الدول ضعيفة القدرة المخابراتية لديها إمكانية تنفيذ الاغتيالات. عودة إلى تاريخ (NSA) فبعد مدة قصيرة من تشكيله حدث ما يمكن أن يسمى تنازع اختصاصات بينه وبين بعض الأجهزة بل إن البعض يقول أن هذا الجهاز صار يتجسس على الأجهزة الأخرى منها السي أي إيه لذا صدر في عام 1952م تعميم سري يحدد مجال عمل وحدود نشاط كل من: (NSA) و(CIA) لكي لا يكون هناك أي تصادم أو تداخل بينهما، وحرصا على أن يتصادم الرجال في الجهازين على خلفيات شخصية. وبعد عام واحد من هذا التاريخ صدر تعميم من البيت الأبيض حدد فواصل التداخل بين (CIA) وبين (FBI)، كما سمح لـ(CIA) باستعمال الأجهزة الإلكترونية للتصنت شريطة عدم التصادم مع نشاط (FBI) وظلت مساحة NSA فيما عدا ذلك حرة وغير مقيدة.
3- السي أي ايه وأنا هنا أتعمد إدراجها بعد ( NSA ) وفقا لترتيب الأهمية من جهة وكي لا يكون عرضي السابق قد أدى إلى تقليل أهمية السي أي إيه, فحين نقول أ
نها ليست الجهاز الأمني التجسسي الأكثر أهمية فهذا لا يعني أن هذا الجهاز ليس ذا طبيعة خرافية فعلا, وهنا بعض التفاصيل. يقع مركز الاستخبارات المركزية في ضاحية “لانغلي” وتبعد 15 كلم عن واشنطن العاصمة وهو مركز محصن تحصينا طبيعيا بوجود نهر “بوتوماك”، فضلا عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات التلفزيونية والميكروفونات الالكترونية المسلطة على المنطقة المحيطة ليلا ونهارا. وتبلغ مساحة هذا المركز حوالي 125 ألف متر مربع، بلغت تكاليف الإنشاء عام 1966 ، 46 مليون دولار وهذا يعادل وفقا لفرق سعر الدولار ودون أي حسابات أخرى قرابة 765 مليون دولار وأذكر أنني هنا لا أخذ بعين الاعتبار بعض القوانين الحسابية التي قد تذهب بهذا الرقم إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار. ويحيط بالمبنى سوار يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار ممتدة على أربع على مسافة عدة كيلوا مترات تعلوه أسلاك شائكة. كما أن للسي أي أيه مئات الأبنية الأخرى المنتشرة حول العالم تستخدم للأعمال الميدانية بينها السجون الطائرة التي تمتد عبر أوربا المتحضرة والديمقراطية غانيك عن آلاف المشاريع الصغيرة والكبيرة التي تستخدم للتمويه والتمويل.
نها ليست الجهاز الأمني التجسسي الأكثر أهمية فهذا لا يعني أن هذا الجهاز ليس ذا طبيعة خرافية فعلا, وهنا بعض التفاصيل. يقع مركز الاستخبارات المركزية في ضاحية “لانغلي” وتبعد 15 كلم عن واشنطن العاصمة وهو مركز محصن تحصينا طبيعيا بوجود نهر “بوتوماك”، فضلا عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات التلفزيونية والميكروفونات الالكترونية المسلطة على المنطقة المحيطة ليلا ونهارا. وتبلغ مساحة هذا المركز حوالي 125 ألف متر مربع، بلغت تكاليف الإنشاء عام 1966 ، 46 مليون دولار وهذا يعادل وفقا لفرق سعر الدولار ودون أي حسابات أخرى قرابة 765 مليون دولار وأذكر أنني هنا لا أخذ بعين الاعتبار بعض القوانين الحسابية التي قد تذهب بهذا الرقم إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار. ويحيط بالمبنى سوار يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار ممتدة على أربع على مسافة عدة كيلوا مترات تعلوه أسلاك شائكة. كما أن للسي أي أيه مئات الأبنية الأخرى المنتشرة حول العالم تستخدم للأعمال الميدانية بينها السجون الطائرة التي تمتد عبر أوربا المتحضرة والديمقراطية غانيك عن آلاف المشاريع الصغيرة والكبيرة التي تستخدم للتمويه والتمويل.
يقدر عدد العاملين فيها بحوالي 250 ألف موظف وجاسوس غانيك عن آلاف أخرى من المتعاونين لأسباب أيديولوجية ممن لا يتقاضون أجور مباشرة ولذا لا يسجلون في قوائم المصاريف التي تقدمها الوكالة في ميزانية نفقاتها. هذا العدد الهائل من الموظفين يقدمون خلاصة أعمالهم في تقرير يطلع عليه الرئيس الأمريكي صباح كل يوم. هذا التقرير الذي يقدم للرئيس الأميركي كل صباح هو في الحقيقة ملخص لـ 100 مليون وثيقة ولا أقول ورقة فبعض الوثائق هي عدة صفحات أو قد تكون مجلد, وكي يكون القراء الكرام في صورة أدق فإن السي أي إيه في كل يوم تتلف 40 طناً من الورق وهذه الأطنان هي فقط التقارير التي لا قيمة لها برأي المحللين المختصين في الجهاز أما باقي التقارير فتأخذ طريقها للحفظ أو الانتقال إلى رتبة أعلى من الكادر الوظيفي. أما المهام الملقاة على عاتق السي أي ايه إضافة إلى قيامها بالتصنت اسوة بشقيتها الكبرى أنفة الذكر فهي تقوم بنشاطات وفاعليات تجسسية تعتمد على الأفراد، أي عمل ميداني أكبر. لذا يتم تدريب الجواسيس عندها على جميع الأنشطة التجسسية ولكن وأهمها هو التسلل إلى مخابرات الدول الأخرى، وتصيد عملاء لها من بين أفراد تلك المخابرات، كما تقوم بتبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول الصديقـة.
وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) تملك اقمار تجسس وأجهزة حاسوب عملاقة في مدينة (فورت ميد – ماريلاند) تتصنت بها على جميع الاتصالات التي تجرى في العالم بشكل مستقل على شقيتها NAS، وتصل بريطانيا إلى جزء من هذه المعلومات بحكم أن مقر الاستخبارات البريطاني في شيلتنهام يساهم في جمع بعض هذه المعلومات بالتنسيق مع السي أي إيه حين يكون الهدف أكبر من قدراته كما انه وعبر مركزه الرئيسي ويجمع بعضا منها بشكل مستقل من في بعض الأحيان . هذا وقد كشفت المعلومات التي حصل عليها الطلاب الأميركيون عند احتلالهم للسفارة الأميركية بعيد ثورة ( الخميني) سنة 1979م أن المخابرات الأمريكية (CIA) كانت تدفع أكثر من 250 ألف مرتب شهري لعملاء في منطقة الشرق الأوسط وحدها عبر مكتبها الأول في الشرق الأوسط والذي كان مقره سفارتها في طهران و تتراوح مراكزهم عملائها من رؤساء دول إلى وزراء وقيادات حزبية وسياسية حاكمة ومعارضة على حد سواء وتتسلسل المراتب من العملاء , لتصل إلى تجار و فنانين وكناسين في الشوارع !!!. وطبعا جميع هؤلاء لا يدرجون ضمن لوائح الموظفين ولكن لهم ميزانية مستقلة وفقا لأهميتهم اللحظية أو المتوقع منهم مستقبلا. بقي أن أشير إلى أن السي أي إيه تحصل على ما يقارب ثلاثة مليارات دولار سنويا من مجمل ميزانية الـ (التكنيون ).
4- مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) وهذا الرمز هو إختصار لشعبة المباحث الرئيسية في وزارة العدل الأمريكية. ومع أن الأف.بي.آي هي التي تهتم بالأمن القومي الداخلي إلا أنها في حالة تنسيق دائم مع باقي أجهزة التجسس خصوصا وأن نشاط الإف بي أي مغطى بقرارات المحاكم الأميركية وبالتالي حتى على الصعيد الدولي يكتسب مشروعية وأذكر بأن عددا من قيادات التنظيمات الفلسطينية وحزب الله وباقي التنظيمات المناوئة للولايات المتحدة قد صدر أوامر اعتقال دولية بحقهم من مكتب الإف بي أي وعممت على الأنتربول كي يكون لها غطاء قانوني وبحجج مخالفات مالية وذلك لرفع الحرج عن بعض الدول التي لا تسمح قوانينها بتسليم المطلوبين بتهم سياسية. كما أن هذا الجهاز يشرف على علميات تبيض الأموال التي قد تحتاجها الأجهزة الأخرى وقد كان دانيل أورتيكا الذي اتهمته الولايات المتحدة بالاتجار بالمخدرات أحد ضحايا جهاز الأف بي أي عبر مذكرة قضائية ارسلت للقوات المسلحة الأميركية لتنفيذها. ومعظم تجارة المخدرات التي كانت تتم مع طالبان خلال فترة حكمها كانت تجر بغطاء من الأف بي أي كما العديد من عمليات انهي
ار بنوك في الشرق الأوسط تمت لحساب عمليات قذرة قام بها الأف بي أي كي يمول بعض عملاء الأجهزة الإستخباراتية الأميركية وثروة السيد الجلبي عضو مجلس الرئاسة العراقي السابق كانت من تلاعبات الإف بي أي.
ار بنوك في الشرق الأوسط تمت لحساب عمليات قذرة قام بها الأف بي أي كي يمول بعض عملاء الأجهزة الإستخباراتية الأميركية وثروة السيد الجلبي عضو مجلس الرئاسة العراقي السابق كانت من تلاعبات الإف بي أي.
ويُطلق على المحقِّقين في هذا المكتب اسم هيئة المحققين الخصوصية، ويُشرف على مكتب التحقيقات الفيدرالي مدير، يعينه الرئيس بعد موافقة مجلس الشيوخ، وكما السي أي إيه فإن للإف بي أي مئات المبان عبر الولايات المتحدة منها ستين فرعًا في علنيا الولايات المتحدة كما أنه له فروع علنية في كل خمسة عشر بلدا آخر. إلا أن مقره الرئيسي هو في مقاطعة كولومبيا من ولاية واشنطن فهناك يشرب رئيس الاف بي أي قهوة الصباح.
كما يضم المكتب نحو 22 ألف رجل وامرأة، منهم حوالي 9,400، يعملون في هيئة المحققين الخصوصية. وتبلغ ميزانية المكتب السنوية حوالي بليون ونصف بليون دولار أمريكي.
ويضم قسمُ الأحوال الشخصية التابع لمكتب التحقيقات أكبر مجموعة في العالم من بصمات الأصابع؛ حيث تحتوي ملفاته على 185 مليون بصمة منها بصمات لأكثر من 100 مليون مشتبه. وتساعده هذه البصمات على التعرف على نحو 55,000 من المشتبه فيهم. وقد بدأ المكتب في السنوات السبع الأخيرة بإضافة بصمات العين لكل من يمر من مطارات العالم فيما عدا الدول التالية : إيران – سوريا – لبنان – الجزائر – ليبيا – فنزويلا -كوبا- والدول التي لا تزال منطوية تحت اللواء الروسي. ويقوم المحققون الخاصون في هذا الجهاز بجولات تفقدية فجائية الطابع على مطارات ومواني عشرات الدول في العالم بما فيها العربية غير المذكورة أعلاه. أما المعمل الجنائي أو ما يعرف بـ ( المركز القومي لمعلومات الجريمة ) والذي تحفظ فيه البصمات الأصبعية والعينية والصوتية فيُعد من أفضل معامل الجريمة في العالم، حيث يقوم علماء مكتب التحقيقات الفيدرالي بفحص مايزيد على 900 ألف قطعة من الأدلة في كل عام، بما في ذلك الطلقات النارية ونماذج الكتابات اليدوية. والمعلم الجنائي مُزَوَّد بنظام تخزين أسطوري للمعلومات في حاسوب خارق واستثنائي على الصعيد العالمي حيث يحوي نحو 20 مليون سِجِل إجرامي كامل ( فيش وملف ) تتعلق بأشخاص مشتبه فيهم أو بممتلكات مسروقة. ويقدم المركز معلومات وإجابات لنحو 605,000 استفسار وسؤال تصله في اليوم الواحد من الأجهزة الأميركية الثمانين التي أشرنا إليها بالإضافة إلى دوائر الشرطة والقضاء والأنتربول, ولكن دائما مع التذكير أن تعاون الاف بي أي مع العالم الخارجي مقنن على الشكل الصوري بالنسبة للمعلومات الصادرة ولكن العديد من كومبيوترات الأمن الجنائي في الدول العربية مرتبط مع الأف بي أي حيث تعمل تلك الحواسيب على برامج مصممة أساسا من قبل الأف بي أي ويتلقى المعلومات فيها متقنون للغة العربية حيث يُقدِّم المعهد التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي في كوانتيكو في ولاية فرجينيا تدريبات في الطرق المتقدمة لـ” محاربة الجريمة ” لعدد من أجهزة الأمن الجنائي في العديد من الدول العربية.
ويذكر أنه من الناحية القانونية فقد صدر في العام 1972 قرار من المحكمة الأميركية العليا أبطل قرار الرئيس الأميركي ترومان بصلاحية الأف بي أي بالتجسس على أي شخص داخل الولايات المتحدة بدون مذكرة قضائية ولكن عمليا لم يكن القرار ليطبق وقد تبين أنه في عام 1973م وحده تم التصنت على ستمائة مواطن أمريكي، وعلى ستة آلاف أجنبي يعيشون في الولايات المتحدة، وكان ضمن هذه المكالمات المسجلة مكالمات للسيناتور روبرت كندي ـ الذي قُتِل عام 1988م مع سوم جينكانا، و الذي كان من أكبر رؤساء المافيا آنذاك.
كنت قد وعدت بأن تتضمن هذه الحلقة عرضا لكامل الأجهزة الأميركية والإسرائيلية التجسسية ولكن مع امتداد السطور لهذا القدر أفضل أن أقسم هذه الحلقة إلى حلقات حرصا على الفائدة وكي لا أثقل على القراء الكرام. إلا أنني أود قبل أن أغادركم أن أستحضر السؤال التالي : هل يعقل أن تكون لدي هذه التفاصيل وأنا القارىء العادي, بل حتى قل القارىء المتخصص, فيما يدعي كل من السيد فؤاد السنيورة والسيد وليد جنبلاط ومعهم السيد سعد الحريري ولدى كل منهم أجهزة مخابرات خاصة غانيك عن علاقات دولية ومع ذلك يقولون أنهم لم يقدروا مدى أهمية شبكة اتصالات حزب الله ؟. إستغباءهم للعالم العربي والإسلامي يذكرني بمشهد ضابط الشرطة في الأفلام المصرية وهو يصفع النشال على مؤخرة رأسه حين يكذب ويقول له : أنت بتستعبط يا لى.
يتبع (المراكز الأمنية الأميركية والإسرائيلية : التجسس والتنسيق- الجزء الثاني).
—
حسام مطلق
Amman Jordan
00962777986775