يعتبر موقع الشرق الاوسط بالاهمية الاستراتيجيه الدوليه ، لموقعه بين قارات العالم المختلفه كحلقة وصل اساسيه ، كذلك تنبع اهميته لما يحتويه من مصادر الطاقه الطبيعيه والموارد الطبيعيه مما يجعله محل اطماع للدول الكبري الاستعماريه ، حيث يعتبر الاغني احتياطي للبترول بالعالم وما يمثله البترول كمصدر اساسي للطاقه وللصناعه العالميه ، ناهيك عن وجود الكيان الصهيوني كمخلب قط بالمنطقه وذراع عسكري متقدم بالاستراتيجيه الامريكيه بالمنطقه .
هذه المقدمه تجعل من الاستراتيجيه الاميركيه مرتكزا هاما ببحثي هذا حيث ان الدول التي تحترم نفسها تبني خطط مستقبليه لسنوات قادمه تصيغها ضمن استراتيجيه بعيدة المدي سواء كانت سياسيه او اقتصاديه او عسكريه ، وعليه فالولايات المتحده في عهد بوش الابن بعد احداث 11 سبتمبر قامت بوضع استراتيجيه طويلة الامد تمتد الي15 عاما قادمه ، وهذه الخطط اوالاستراتيجيه لم تاتي اعتباطا ،
انما لرؤية العسكريين الامريكيين للصراع بالعالم عامه والشرق الاوسط خاصه ، وتتميز هذه الاستراتيجيه بالمرونه وقابله للتعديل حسب مسرح العمليات المقبل ، وما يجري بالعراق لخير دليل علي ذلك ، فبداية تمثلت الاستراتيجيه الامريكيه بالقضاء علي اسلحة الدمار الشامل ثم تطورت للقضاء علي النظام العراقي المعادي لاسرائيل واميركا ، ثم تطور ت الاستراتيجيه لبناء عراق جديد تابع للهيمنه الامريكيه والان تطورت استراتيجيتها لمكافحة الارهاب العالمي حسب منظورها الا وهو القاعده .
تعمل اميركا من خلال الاستراتيجيه الجديده لكي تكون القطب الاوحد بالقوه بالعالم وان تتحكم بالقرار السياسي الدولي ، ناهيك عن السيطره علي البحار ومناطق النفوذ من خلال القواعد الاميركيه المنتشره بكل انحاء العالم ، وتروج لنظام العولمه والتنقل الحر للسلع والخدمات لفرض سياسه استعماريه جديده بلباس اقتصادي من خلال السيطره علي وكالات التنميه العالميه والبنك الدولي ، ورسم السياسات الاقتصاديه العالميه بما يخدم مصالحها السياسيه والاقتصاديه ، كذلك تجعل من منظومة الامن العالمي مدخلا اساسيا لفرض هيمنتها ووصايتها علي الشعوب والتدخل في شئونها الداخليه لزرع الفتنه ودعم طرف علي حساب اطراف اخري وفلسطين ولبنان والعراق خير شاهد علي ذلك ، كذلك تلعب وزارة الخارجيه الامريكيه دورا اساسيا في مجال التلاعب بالديمقراطيه وحقوق الانسان لفرض توازنات دوليه جديده وضخ المال لفرز ولاءات جديده من خلال اللعبه الديمقراطيه علي الطريقه الامريكيه ، أي اتباع سياسة الفوضي الخلاقه والمنظمه لتركيع ارادات الشعوب ، فهل نعي لخطورة الاستراتيجيه الامريكيه وانعكاساتها علي الصراع العربي الصهيوني كمدخل لشرق اوسط جديد علي الطراز الامريكي ام نبقي كالنعامه رؤسنا بالرمال ولا نعرف مايخطط لنا عبر دهاليز السياسه الامريكيه دمتم ودام الوطن بالف خير .