((مابين السطور))
يطيب لي أن ابدأ حديثي من منطلقات فهمي وثوابت ثقافتي, ورؤيتي لسياق العمل السياسي الصائب, وفق أصول النظريات السياسية المتينة, وليس وفق معايير الأصول السياسية الاستثنائية المطلوبة, كي يُشهد بصلاحية العملية السياسية, وفق نظريات الهيمنة وموازين القوى الدولية ,المنبعثة من قانون الغاب للنظام الدولي الجديد, فأقول:”إن العملية السياسية خاصة في سياق الصراع العربي الإسرائيلي, لها عناصر إستراتيجية هي ثوابت, ولها عناصر تكتيكية اعتبرها متغيرات وهامش تحرك مسموح, لذا فان عنصر المقاومة وفق أصوله الوطنية, وانسجامه مع المعطيات والحراك السياسي, يجمع بين الإستراتيجية والتكتيك في آن واحد, فالمقاومة بحد ذاتها إستراتيجية مقدسة ليست خاضعة للنقاش على الإطلاق, هذا إذا ماتم تناولها كحق شرعته الأديان فبل القوانين الوضعية, وهو حق له مواد ثابتة في ميثاق الأمم المتحدة, وفي حال اعتبارها فوضى خلاقة, فان الخلاف ليس على المقاومة من عدمها, ولكن متطلبات المرحلة السياسية قد تتطلب ضبطها, سواء في إطار التسوية أو في إطار التهدئة, أي الضبط في فروع ومظاهر المقاومة وليس في أصولها, والخلل الحاصل لدينا, كما وصفته في عديد من مقالاتي, وأوصفه باستمرار, هو عدم التوافق سواء لأسباب داخلية أو خارجية, مابين خط العمل السياسي وخط العمل العسكري, وتربص كل من الخطين بالآخر, مما يدخل العملية الوطنية برمتها, والتي هي نتاج سليم للمزج بين عمل المقاومة والأداء السياسي, إلى طريق مسدود صدامي بدل التوافقي.
وكلمة أخيرة في نفس السياق,فان فقدت العملية السياسية عنصر المقاومة بالمطلق”الطمس” فيكتب لها الفشل في تحقيق أهدافها حتما, وان فقدت المقاومة عنصرها السياسي بالمطلق”الطمس” فيكتب لها الفشل في تحقيق أهدافها الوطنية كذلك,أي باختصار “سياسة دون مقاومة متاحة صفر, ومقاومة دون حاضنة سياسية وطنية صفر كذلك”, إذن المسار والعمل الوطني يتكون من عنصرين أساسيين ينصهران في بوتقة متوافقة واحدة, وأي خلل في تفاعل هذين العنصرين بالتنافر بدل التجاذب والامتزاج, فان العملية السياسية برمتها معرضة للانهيار, واختم السياق بالقول, أن المقاومة تصنع الساسة وليس العكس, والدليل حتى قبل انطلاق العمل العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح”1965″ وإفراز قيادة سياسية وطنية حتى قبل توليها لزمام القيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية, فسبقها للعمل العسكري المقاوم حركات مقاومة قومية عربية دون إفراز قيادة سياسية فلسطينية خالصة, وعليه فان المقاومة تصنع الساسة, لذا تجد في المعتركات الانتخابية من اجل بلوغ سدة العمل السياسي, تبني واحتضان المقاومة من قبل الأحزاب السياسية لكسب الرضا والود الشعبي الذي يرنوا إلى التحرر من عبودية وقهر الاحتلال.
مع كل المتغيرات السياسية التي تسببت بها عملية التنافر بين مستويي السياسة والمقاومة في كل من فلسطين ولبنان, وتحديدا غزة والضاحية الجنوبية ومؤخرا بيروت, فان العملية السياسية وفق السياق سالف الذكر, تعتبر عملية معطلة, وان كل عنصر يشطح في الاتجاه المعاكس للآخر, بما يعني خسارة وطنية ومكسب صهيوني, ومصلحة لأصحاب النفوذ وأصحاب الأجندات الإقليمية والدولية, التي يرتكز جل همها في تامين مصالحها, واللعب على أوتار دعم هذا ورفض ذاك, والفاتورة تدفعها الشعوب, بل المطلوب حدوث مزيدا من الانقلابات والمتغيرات الدراماتيكية, واعتماد الأدوات العسكرية لحسم الخلافات السياسية, هذه هي الأرضية الخصبة الصالحة كموطئ قدم صلب للاستعمار القديم الحديث, والذي يتخفى خلف دعم هذا التيار والتحريض على الآخر, وبالمجمل فان المحرض عليه يحظى بدعم من نوع آخر, حيث الصمت وعدم التدخل كما يتوقع حليفه, وذلك من اجل أهداف تكتيكية آنية, تخدم أهداف إستراتيجية لاحقة, بالحفاظ على أعلى وتيرة للتنافر الوطني في فلسطين ولبنان كداء مستعصي, وعلة كأداء محيرة تتطلب الاستعانة بالخبرات الأجنبية الرابضة على الحدود والأعماق السياسية, من الأطباء لطلب المساعدة في عملية جراحة ولا أخال في حال إعادة التشخيص, من هؤلاء المخلصين إلا بقرار طبي سياسي مؤكد, بان المطلوب عملية عاجلة لإنقاذ مايمكن إنقاذه لخطورة الوضع, والتوصية بالتوقيع على محضر عملية قيصرية لاجتثاث أسباب التنافر والذي يستحيل علاجه, حفاظا على ما تبقى من هيكل الجسد الوطني, وخلف هذا التشخيص والتوصيات ومحضر الموافقة على العملية, تكمن الطامة الوطنية الكبرى, وفي الحقيقة إننا متجهين في فلسطين ولبنان, تحت سقف التصلب والتنافر المطلق, إلى تلك الوجهة الطبية السياسية, بل نحن إن لم يكن خانني التقدير, وخبرتي في قراءة مابين السطور, بناء على معطيات ملموسة, لا ضرب في الرمال ولا وشوشة ودع, نحن على عتبات تلك العمليات القيصرية, وللحقيقة حتى أسهم في بلورة وعي القارئ والمواطن والمثقف, فان العملية القيصرية, قد تطال العنصر والقيادة السياسية, وليس قدرا قراءة المعادلة بشكل واثق معاكس, ولعل اغتيال شهيد الثوابت\ ياسر عرفات خير دليل على تلك العمليات القيصرية, لأنه كان ومازال أتباع نهجه منا, يؤمنون بمعادلة المزج بين السياسة والمقاومة, فوجب استئصال الرأس السياسي
والخط السياسي, قبل أو بموازاة استئصال الرؤؤس وخط المقاومة, وفي النهاية سيتضح للجميع أن رأس السياسة الوطنية الحريصة على تسوية وفق ثوابت مستهدف, قبل أن تكون رأس المقاومة مطلوبة كالعادة.
والخط السياسي, قبل أو بموازاة استئصال الرؤؤس وخط المقاومة, وفي النهاية سيتضح للجميع أن رأس السياسة الوطنية الحريصة على تسوية وفق ثوابت مستهدف, قبل أن تكون رأس المقاومة مطلوبة كالعادة.
وهنا اكرر دون كلل أو ملل, عل وعسى أن يفيق الجميع الوطني, من دائرة النصر والهزيمة العبثية المغلقة, إلى دائرة النصر والهزيمة في ميادينها الحقيقية , سواء الميادين السياسية أو ميادين خنادق المقاومة, لتتوحد اللغة الوطنية دون تحريم أو تجريم للغة السياسة السليمة, أو لغة المقاومة الوطنية الصحيحة, وما أكرره وربما أصبح من ثوابت مقالاتي , بدء بالشرك السياسي للانتخابات التشريعية ومحاولة تحويل حركة حماس إلى حزب سياسي دون أي ذراع عسكري ولم يفلح, وبالتالي الشرك العسكري في نفس السياق وتضليل قيادة الحركة, بناء على خلافات سياسية حتى لو كان لهم حق في طرح بعض جزئياتها, إلا انه شرك عسكري بامتياز, من اجل حصر حماس في قطاع غزة كخطر على مسار توجه العملية السياسية الشاملة, وما تخلل التفاصيل من أحداث دموية مأساوية, وبالتالي تجهيز قطاع غزة لتلك العملية الجراحية القادمة, وما دار في لبنان ليس ببعيد عن هذا السياق, فحزب الله يمثل خط المقاومة, وهناك مسار سياسي لمنطقة بأسرها يصب في المشروع الشرق الأوسطي الجديد, فبعد عدوان تموز واعتبار النتائج نصر وان كان ذلك حقيقة, فانه نصر لجولة, يتبعها الجولة الجراحية القيصرية, وتكبيل حزب الله بقرار”1701″ وهو من وجهة نظري قرار مهين, وكتبت به “قوات احتلال اليونفيل” والذي يتبجح بموجبه أو ربما يريد جر حزب الله لدائرة الشرك, رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي”يهود اولمرت” حين قال((أتحدى أن يستطيع حزب الله إطلاق قذيفة واحدة على شمال الكيان الإسرائيلي)), رغم الخروقات للقوات الصهيونية البرية والجوية والبحرية, فأرادوا جر حزب اله لشرك الفتنة الداخلية اللبنانية, وربما حصر ميدان المعركة الأساسي معه الخصوم السياسيين في مواجهة قيادة مقاومة, في”بيروت” خاصة, ومن ثم يكون زمان ومكان العملية القيصرية لمقاومة قد حان موعده, وذلك من اجل تنفيذ القرار الخطير”1559″ أي تجريد المقاومة من روحها”سلاحها”, أما جنوب لبنان والتي رغم الانتصار مازالت شبعه على مساحة20كم محتلة, ومازال حسب القرار المهين”1701″ حدود المقاومة عند أطراف الليطاني كما طلب قادة الكيان الصهيوني, وربما اختلف الوضع قليلا مابين ساحتي الاستهداف اللبناني الفلسطيني” غزة_بيروت” أن خصوم سلطة الأمر الواقع في غزة, وهذا قرار حكيم ووطني سليم يحرص على حرمة الدم الفلسطيني, وكفى ما تكبد شعبنا من ضحايا التنافر الوطني والتطرف الحزبي, وارى تجاوبات خجولة مع دعوات عودة الوفاق الوطني, لكنني أتمنى أن يفيق الجميع على هول الجراحة الصهيونية الغربية القادمة, وتتوقف كل إعمال القمع والبغض التي ستيسر الإقدام على عدوان شامل على غزة بات على العتبات, بعد كل هذا الحصار الجهنمي الجائر, والعقوبات الجماعية والاغتيالات, فالقيادة الصالحة الرشيدة ليست بالقوة والقمع, بل بالحكمة والاستباق للوحدة وقطع الطريق على التفرد الصهيوني, مما قد يجعل من مجرد التفكير بجراحتهم عسيرة.
ولكنني كما أوضحت ونصحت, على يقين بان الأشهر القادمة, والتي تتبع ماتبقى من ولاية”بوش” وولاية”اولمرت _براك” هي الأخطر, حيث تم ويتم حصر الخطر وتسميته بغير أسماءه ووضعه في إطار أسباب غير أسبابه ” الفتنة الداخلية والإرهاب” واكتمال التسليح الذي يشكل خطر على مصير الكيان الإسرائيلي, وزحف المشروع الإيراني إلى العمق الفلسطيني واللبناني, وتقدير إمكانيات المقاومة بعشرات أضعافها, كل هذه مصوغات كطبول حرب مدمرة وظالمة ستحصد آلاف الأرواح, تحت سقف الشتات الوطني في فلسطين ولبنان, فلن تمر فترة بوش الإجرامية دون إجراء جراحة على غير رغبة الشرفاء الأوفياء لدماء شعبهم, دون جراحة قيصرية لتلك المقاومة, وما يزيد احتمالات إمكانية بدء العمليات الحربية في كل لحظة مفاجئة, هو شعور الأنظمة العربية المحيطة بميادين الصراع, بالخطر من حيث إمكانية دحرجة “المشروع الانقلابي الإيراني” كما يصرحون بذلك, وخطره على أنظمتهم دولا وممالك, وحيث أن الإستراتيجية الأمريكية تتركز حول ثلاث نقاط شرق أوسطية أساسية وهي” النفط والأنظمة وامن الكيان الإسرائيلي” فبات قراءة المشهد القادم جليا, مهما طرب البعض لاستعراض شعارات المقاومة, وتراجع المخططات الجراحية الغربية الصهيونية,. والصمت وارتفاع وتيرة الشعارات السياسية على السنة قادة العدو, فإنني احذر بان كل هذه المعطيات والخطاب والصمت, ماهو إلا خداع يسبق الانقضاض, واجزم بان الصهاينة لا نية لهم في الانسحاب من سنتمتر واحد من هضبة الجولان, ولن يحاوروا أو يتفقوا كما يعتقد ويخشى البعض من اتفاقيات خلف الكواليس مع حماس, ولن يسمحوا بوفاق لا في فلسطين ولا في لبنان, وان دل ذلك إنما يدل على أن التسوية أو التهدئة يجب أن يسبقها جراحة لامحالة, تسقط ثقافة الحوار والتسوية انطلاقا من القوة, أو الدعم السوري والإيراني, بل يتم معالجة تلك الروافد مسبقا في ميادين سياسية أخرى, ولعل التسريبات الإعلامية السياسية, ترشح من بين مسامات الدهاليز كما يديرها الساسة أو الوسطاء, كثير من المساومات والإغراءات والضغوطات, على الساحتين السورية والإيرانية,&#
160;مع فرضية لايريد البعض الأخذ بها كواحد بالمائة, لكن هذا لاينفي إمكانيتها, بتوافق المصالح والاحتواء, ويصبح الغطاء في حال جدية وإصرار الجراحة مهزوزا وربما مايحدث في العراق والإصرار على إنهاء أسطورة جيش المهدي وتدمير بنيته في معقله كتيار صدري يحسبه الجميع على إيران, وفي المحصلة جراحة وتدمير واستسلام دون جدوى لأي دعم إيراني أو غيره, ففي ذلك نموذج لحدود المصالح وشكل التدخلات,, لان البديل في حال الاستهداف العسكري لحزب الله في بيروت أو الجنوب, والاستهداف العسكري لحماس في غزة, وفي حال التأكد من انتهاء الإجراءات الصامتة لتلك الجراحة, فالبديل بالنسبة لإيران وسوريا خطير جدا, أي التدخل المباشر للاشتراك في المعركة قد يشوبه كثيرا من الشك, لذا فإنني ادعوا الجميع إلى المراقبة الدقيقة خلال الأشهر القادمة, وأرجو أن تكون المتغيرات باتجاه النصح من القيادة السورية والإيرانية لميادين الاستهداف, بكشف المخطط الذي يلامسونه حقيقة, وألا تستخدم ورقة المقاومة ومعاناة الشعوب من اجل تحقيق مصالح كبرى, وذلك على غرار عدم الانجرار لشراك الخطر غير المتوازن, ولعل في عدم الانجرار السوري على العمليات الإجرامية الإسرائيلية,في العمق السوري باغتيال قادة المقاومة اللبنانية والفلسطينية, وضرب المنشآت الإستراتيجية السورية, والتحليق العدواني بانتهاك الأجواء, والتحليق فوق القصور الرئاسية, لعل في ذلك حكمة, يتطلب تطبيقها حال التأكد من اقتراب الخطر في فلسطين ولبنان, إن كان بذلك حكمة وعدم الانجرار لشرك المواجهة الخاسرة وإلا لو لم تكن خاسرة لردت سوريا الصاع صاعين, كما تٌنصح المقاومة, حتى يجنبوا المقاومة من كارثة تحتاج الأوطان إلى سنين طويلة لإعادة بنيتها, هذا إذا طلب من تلك القيادات الدولية والإقليمية, أن تضغط على المقاومة في ميداني غزة_ بيروت , كي لا يتسببوا بالتعثر لعملية التسويات السياسية المتعثرة أصلا بفعل عدم جدية التوجه الصهيوني في مخالفة لأيدلوجية العدوان والاستيطان, فيتم تبرير التعثر بسبب التنافر الوطني لا بسبب التنافر والتناقض الرئيسي مع الاحتلال,, بالتوافق بين المشروعين الإقليمي والدولي, وفي المحصلة اشك في حال حدوث ذلك بان لايقدم الكيان الصهيوني بغطاء غربي أمريكي على توجيه ضربات مدمرة لبنية التحتية والبشرية على الساحتين الفلسطينية واللبنانية قريبا, لان التحركات السياسية والدبلوماسية والعسكرية في المنطقة هي اقرب إلى السلوك الحربي منه إلى السلوك السياسي, وربما في كلمة الصهيوني”براك” العابرة ردا على وساطة التهدئة في غزة حين قال :
160;مع فرضية لايريد البعض الأخذ بها كواحد بالمائة, لكن هذا لاينفي إمكانيتها, بتوافق المصالح والاحتواء, ويصبح الغطاء في حال جدية وإصرار الجراحة مهزوزا وربما مايحدث في العراق والإصرار على إنهاء أسطورة جيش المهدي وتدمير بنيته في معقله كتيار صدري يحسبه الجميع على إيران, وفي المحصلة جراحة وتدمير واستسلام دون جدوى لأي دعم إيراني أو غيره, ففي ذلك نموذج لحدود المصالح وشكل التدخلات,, لان البديل في حال الاستهداف العسكري لحزب الله في بيروت أو الجنوب, والاستهداف العسكري لحماس في غزة, وفي حال التأكد من انتهاء الإجراءات الصامتة لتلك الجراحة, فالبديل بالنسبة لإيران وسوريا خطير جدا, أي التدخل المباشر للاشتراك في المعركة قد يشوبه كثيرا من الشك, لذا فإنني ادعوا الجميع إلى المراقبة الدقيقة خلال الأشهر القادمة, وأرجو أن تكون المتغيرات باتجاه النصح من القيادة السورية والإيرانية لميادين الاستهداف, بكشف المخطط الذي يلامسونه حقيقة, وألا تستخدم ورقة المقاومة ومعاناة الشعوب من اجل تحقيق مصالح كبرى, وذلك على غرار عدم الانجرار لشراك الخطر غير المتوازن, ولعل في عدم الانجرار السوري على العمليات الإجرامية الإسرائيلية,في العمق السوري باغتيال قادة المقاومة اللبنانية والفلسطينية, وضرب المنشآت الإستراتيجية السورية, والتحليق العدواني بانتهاك الأجواء, والتحليق فوق القصور الرئاسية, لعل في ذلك حكمة, يتطلب تطبيقها حال التأكد من اقتراب الخطر في فلسطين ولبنان, إن كان بذلك حكمة وعدم الانجرار لشرك المواجهة الخاسرة وإلا لو لم تكن خاسرة لردت سوريا الصاع صاعين, كما تٌنصح المقاومة, حتى يجنبوا المقاومة من كارثة تحتاج الأوطان إلى سنين طويلة لإعادة بنيتها, هذا إذا طلب من تلك القيادات الدولية والإقليمية, أن تضغط على المقاومة في ميداني غزة_ بيروت , كي لا يتسببوا بالتعثر لعملية التسويات السياسية المتعثرة أصلا بفعل عدم جدية التوجه الصهيوني في مخالفة لأيدلوجية العدوان والاستيطان, فيتم تبرير التعثر بسبب التنافر الوطني لا بسبب التنافر والتناقض الرئيسي مع الاحتلال,, بالتوافق بين المشروعين الإقليمي والدولي, وفي المحصلة اشك في حال حدوث ذلك بان لايقدم الكيان الصهيوني بغطاء غربي أمريكي على توجيه ضربات مدمرة لبنية التحتية والبشرية على الساحتين الفلسطينية واللبنانية قريبا, لان التحركات السياسية والدبلوماسية والعسكرية في المنطقة هي اقرب إلى السلوك الحربي منه إلى السلوك السياسي, وربما في كلمة الصهيوني”براك” العابرة ردا على وساطة التهدئة في غزة حين قال :
((سيسبق التهدئة عملية عسكرية)) من المفيد أن نأخذها على محمل الجد, بعيدا عن شعارات يدخلون ولا يخرجون, وتلقينهم درسا قاسيا,, كل هذه الشعارات مفيدة في إدارة الحرب النفسية, لكن علينا الاستعداد للاحتمالات إن لم يكن لحقيقة الأسوأ, وهذا الاستعداد ربما يكون بارتفاع الصوت لدعوة السيد \ خالد مشعل أن يضع يده في يد الرئيس\ محمود عباس ,, للحفاظ على منجزات وإمكانيات المقاومة, وريادة المشروع الوطني الفلسطيني, وهذا ما نتمناه على الأخوة الأشقاء في لبنان, لتفويت الفرصة, أو على الأقل سحب ذرائع المخطط الدموي الصهيوني الغربي, الذي بات يلوح في الأفق, أو تجهيز الساحة بالوفاق بدل التنافر, لمواجهة ذلك العدوان القادم بوحدة خندق, بدل الخندقة الوطنية الدامية في مواجهة الآخر, والمساهمة جنبا إلى جنب مع المخططات الغربية, لتقسيم الأوطان إلى مراكز نفوذ أيدلوجية , ومذهبية , وسياسية, يسهل افتراسها, كما حدث ويحدث في العراق وفلسطين ولبنان وأفغانستان والسودان, فالأوطان في خطر, والشعوب مهلهلة للحشد في تأييد هذا وتجريم ذاك, ووسائل إعلامنا للأسف منشغلة عن العدو ومنبرية في مناظرات واستقطاب خاسرة لا تخدم إلا الأعداء , في معركة إعلامية دامية عنوانها التخوين والتجريم, وتوزيع الاتهام والخيانات والأطماع, مابين اتهام بالتبعية للمشروع الإيراني المجهول, والمشروع الأمريكي المعلوم.,,,فالأهم هو مشروعنا الوطني,,, الخطر على الأبواب,, والصمت يحمل في طياته نُذر العاصفة,, والانشغال بالمناكفات والاقتتال والقمع والقهر الوطني جريمة ما بعدها جريمة,,, بل هي المطية القوية, والمنحة والهبة الشيطانية, لأعداء الله والعروبة والإسلام,,, أفلا تعقلون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
والله من وراء القصد