تسألني إبنتي: ما لكَ يا أبي وما سِرُ هذا البُكاء ؟
كففت ُ دمعتي وقلت كيف لا أبكي وهذا بلاء ..؟
قالت: أَلُبنانَ تبكي.؟ ولبنانُ ما جابت لنا الا شقاء.؟
قلت لها : لبنانُ كفلسطينُ ..فيها شعب من وفاء
كانوا لنا عونا رغمَ قسوِ العيشِ وكانوا شركاء
قاتلوا معنا في كل المعارك رغم فيهم أشقياء
دفعوا من أبنائهم في سبيل الحق بكل الكبرياء
وهل لبنان وحدها من تعيش ظلام الأشقياء.! ؟
ألا ترينَ غزة قرةَََ العينِ وقد خابَ فيها الرجاء ..
أطفالها ونسائُها يُقَْتَلُون صباحاً وحتى المساء..؟
ألا ترِينَ كيفَ يعيشُ الأهلُ فيها في شقاء..
وظلم ِذوي القُربى أشد عليهم من ظلمِ الغرباء
وبيوتهم تُهدَمُ فوق رؤوسِهم وباتوا في العراء…!؟
قالت: نعم يا أبي ” ولكن أين العُرب منهم
وأهلُ غزة َ “ أليسوا أشِقاء .!
قلتُ” صدقتِ ” ، ولكن العروبة من هؤلاء … بَراء
بكت طفلتي وواستني حتى تخففُ عنيَ حِملَ البُكاء
صرخْتْ من شدة آلآمي وقلت :
أطفالهم .. ما ذنبهم..؟ فلا طعام أو حليب أو كساء
حتى الطبيب ما عاد يَقدرُ ، ومِن أينَ يأتي بالدواء..!؟
يموت المريض عنِدهُمْ ، فلا أكُسجين ولا حتى هواء
حرموك يا غزة من كل شيءٍ فما عاد في البئر ماء
تلوثت مياهك يا غزةَ بالمجاري
فماذا تشربين .!؟ ولا حتى من السماء قطرةُ ماء “
حتى المحرك قد توقفَ من شُحِ الوقودِ… فلا كهرُباء
وغازُ الطبخِ ماعاد لديهم … أيَطبخونَ من الهواء..!؟
”غضبٌ من اللهِ بفعل الظالمين” وما ذنب الأبرياء.!؟
اللهم نسألك اللطف بهم ، ولا نسألك رد القضاء
يا غزة اصبري فمن ظلامك يأتينا الضياء
من صرخة أطفالك وأمهاتٍ فقدن أزواجاً في شقاء
ومن نحيبِ الثكالى بِِِِتُ من خجلٍي أشعر بازدراء
وما عُدتُ أنظرُ في المرآةِ فلا أرى الا هباء
ياليت أني ما كنت إنساناً بل تراباً أو غثاء
ما عاد للعيش طعمٌ وأخي ينادي ولا أ ُلبيهِ النداء
ياليتني طيرٌ أحٌط في غزة .. وأُعطيها دمي بِسخاء
آهِ يا غزةَ من حرقةٍ.! ويا قِلة َحيلتي من عدمِ الوفاء
تحترق القلوب وينتحبُ الضمير
ُ آهٍ يا غزة هاشم يا غُرةً غَراء
كيف يترُكَكِ العُربُ … وهل من فيك هُم غُرَباء.؟
كيف يرتاح الملوك على الكراسي رغم كل هذا النداء..؟
و يضْحكونَ مع الكوندَليزا وقد خاب منها الرجاء
من دولة الظلم التي تلهوا بِنِا وكأنْاااااآ لُقطاااااء ..!؟
أين النخوة يا عُرْبُ… وشعبٌ جائِعٌ وأنتم أثرياء .؟
لعن الله بِترولَكم يُغدَقُ من كَرمٍ على صهاينةَ العَداءْ
وأبراجُكم تتعالى تطاولاً .! أَتريدون خَرقَ السماء .؟
وغزة تُحرمُ من خيركم والله أعطاكم هذا السخاء .!؟
ان لمْ تشعروا بغزةَ َ هاشمٍ .! فليكُنْ عليكمْ شرٌ وبلاء
أين مَشاعرَكم .؟ أين دينُكم.؟ أم أنتم بُلهاء..؟
ألا تخشون الله يوم العرض… أم كفرتُم بِاللقاء ..!
يوم لا ينفع مالٌ أو بنونٌ” الا من أتاهُ بصفاء
عودوا الا رُشدكم قبل الأوانِ وفكوا حصارَ الأبرياء
بني غزة القابضين على الجمرِ فهُم عزٌ وبهاء
يُباهي الرسول بهم يوم يفخرُ بأخوانه الأتقياء
فهلا عدتم عن غِيِكُم قبل أن يغضب َرَبُ السماء !!
وصاعقةًً تحرِقُ بِترولَكُم فلا نجاة لكمْ بلْ فناء
ونارُ جهنمَ تستعير ُ بلهفةٍ لتثأرَ من تركتُم في شقاء
أبْعَدَنا الله عن شَرِكم ولن أقول ….((الى اللقاء ))
هذا ليسَ شِعراً….ومعذِرةً من جميعِ الشعراء
منذر ارشيد