منذ ايام تناقلت وسائل الاعلام نقلا عن مسؤولين في السلطه الفلسطينية لم يريدوا ذكر اسماؤهم خبرا مفاده ان رئيس السلطة محمود عباس يفكر جديا في تقديم استقالته من منصبه ، نتيجه لتعثر المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والتي تجري بين الجانبين في ظل ضغط عالمي ودولي على القيادة الفلسطينية بضرورة تقديم تنازلت وفق الرؤيا الإسرائيلية لطريقه الحل بهدف التوصل الى اتفاق نهائي بين الجانبين وتوقيع معاهدة سلام ، الأمر الذي يضع القيادة الفلسطينية والطاقم المفاوض في مواقف صعبة كونه لا يمكن تجاوز الثوابت الوطنية المتفق عليها داخليا والمتوافق عليها من قبل فصائل العمل الوطني وبإجماع شعبي كامل ، فجملة الحقوق الوطنية التي أقرت من قبل العالم كحق العودة والقدس والمستوطنات والجدار والمياه وانهاء الاحتلال هي الحد الادنى الذي يمكن ان تقبل به القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني باكمله ، لكن المفاوضات التي بدأت منذ وقت وانبثقت عنها مجموعه من اللجان التي تعمل على وضع تصور ما لكيفية الحل القادم ومع تعنت إسرائيل كعادتها ورفضها لكل أشكال الحلول المطروحة ومحاولاتها في فرض حقائق جديده على الارض وعدم جديتها في التوصل الى اتفاق نهائي نجد أن الأبواب مغلقه والآمال المعلقة على المفاوضات والمبادرات التي تطرح من هنا او هناك أصبح ضئيلة مما يزيد من الضغط النفسي وازدياد حالة الاستياء لدى الجمهور الفلسطيني مما سيؤدي إلى تدهور الأوضاع وعدم القدرة على معرفه ماذا سيحدث .
من جهة اخرى نجد ان الحكومة الاسرائيلية الحالية عاجزه عن تويقع أي معاهدة سلام مع الفلسطينين كونها تعاني من مشاكل داخليه عديده ابرزها هزيمتها الاخيرة في حربها مع حزب الله واتهام اولمرت بالفساد والرشوه ووجود انقسامات داخل الحكومه الاسرائيلية وبين الاحزاب اليمينية المتطرفه والاحزاب الدينية والاحزاب المتوسطه والمعتدله نوعا ما فمن جهة يحاول اولمرت كسب التاييد الشعبي له عن طريق مضاعفة عملياته في الضفه الغربية وقطاع غزه ومن جهة اخرى يحاول خصومه في السياسة ان يسقطوا حكومته في محاولة منهم لاجراء انتخابات اسرائيلية مبكره ، ولعل موقف حكومة اولمرت الضعيف هو ما يزيد من صعوبة المفاوضات والتسويه مع الفلسطينين .
وفي ظل هذه الاوضاع المحيطه الدوليه والاقليميه ومع الانقسام الفلسطيني والحالة الخاصة والمنعطف الخطير جدا الذي تعيشه القضيه الفلسطينية خاصة بعد الانقلاب العسكري الذي جرى في قطاع غزه وسيطرة حماس على الحكم فيها بقوة السلاح الامر الذي ادى الى زيادة التدخلات الاقليمية في الشان الفلسطيني تخرج انباء من هنا او هناك تفسر نية الرئيس بالتنحي وتقديم استقالته ، الامر الذي يزيد من تعقيد الامور ويضع القضيه الفلسطينية في مهب الريح .