دعوة للقرائة والتعليق والمناقشة
بداية أقول كل من يحول الحديث دائما ً أو يُفلِسفَهُ حول ما يجري في لبنان وخاصة عن حزب الله بأن الموضوع هو موضوع ايراني أو مشروع فارسي ليس له علاقه بمصلحة عربية او قومية ” نقول نحن نتحدث بحيادية مطلقة ولسنا من حزب الله ولسنا شيعة ولم نضع اسم حسن نصر الله كشعار على بريدنا ولا مسنجرنا
ولم نعلق صورته فوق رؤوسنا وقبله صدام ولا نتصرف حسب المزاج الشعبي العام نرفع من نشاء ونخفض من نشاء متى نشاء لنبقى الأجمل في عيون الناس ” نحن نعتز فقط بأسلامنا وسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ومن هذا المنطلق سنتحدث بكل ما نعتبره حقيقة دون حساب لأي ناقدٍ أو متفلسفٍ طائفي “
((إستحقاقات ما بعد حرب تموز ))
تحدثنا بعد حرب تموز التي خرجت اسرائيل صاغرة مهزومة من جنوب لبنان في أول حرب تُغير فيها المعادلة التي كانت قائمة على مدار نصف قرن من الزمن والتي مفادها أن اسرائيل دولة لا تُقهَر بل هي التي تَقهَر دائما
وقلنا في أكثر من مقالة وبعد الحرب مباشرة أن الوضع في لبنان بات مرشحاً الى حرب أهلية وذلك إستناداً الى المشروع الأمريكي الذي كان قد وُضع للمنطقة إبتداءً من العراق نهايةً الى انهاء المشروع العربي الوطني التحرري لضبط الأيقاع لمصلحة الدولة العبرية الصهيونية
وبما ان الخطوة الثانية التي كانت ستكون مكملة للحالة العراقية قد فشلت من خلال هزيمة إسرائيل والتي كان من المقرر البناء عليها فيما لو حققت امركيا الخطوة التالية في إنهاء قوة حزب الله كرأس حربة في وجه إسرائيل
فكان لا بد للمشروع الأمريكي أن يندفع بأتجاهات أخرى وأهمها لا بل اخطرها هو إشغال حزب الله في وضعٍ داخلي من خلال خلق الأزمات المتالية وصولاً للصدام المسلح والذي من خلاله تحقيق أكثر من هدف
الهدف الأول : إراحة إسرائيل من عدوٍ عنيد ليتسنى لها ترتيب وضعها وإستعادة أنفاسها وتجهيز قواتها لجولة قادمة حاسمة
الهدف الثاني : إنهاء التفاعل الشعبي والألتفاف حول المقاومة من خلال إظهار حزب الله كقوة مدمرة لوضع الداخلي اللبناني
الهدف الثالث : تفعيل البعد الطائفي والمذهبي من خلال تأكيد المشروع الأيراني الفارسي الذي يريد للبنان الدمار والهلاك.
وبشكل إجمالي” المطلوب ترسيخ الهيمنة الأمريكية الأسرائيلية على المنطقة وليس على لبنان فحسب
بدون أدنى شك ، اذا كنا ونحن مراقبين للأحداث قد توقعنا كل هذا.! فما بالك بحزب الله وقيادته التي ادارت أكبر حرب في تاريخ الصراع ، قياساً بأمكانياتها وإمكانية العرب مجتمعين في مواجهات إسرائيل على مدى التاريخ المعاصر
إذا ً حزب الله لم يكن بحاجة لمنظرين او مراقبين ليكشف حجم المؤآمرة التي ترتبت فصولها بعد انتهاء الحرب مباشرة ً
ودون الدخول في التفاصيل التي يعرفها الجميع فإن حزب الله الذي استطاع إستيعاب تداعيات وتكلفة وإدارة الوضع بعد الحرب كما أدارها أثناء الحرب كان قادراً على التعامل مع كل الخطط والمؤآمرات التي أعدت بعقول شيطانية لجره لفتنة داخلية
وعلى مدى العام الماضي ومحاولات متتابعة لجره ورغم أنفه الى الدخول في هذا الصراع وحسب الخطة المرسومة إستطاع حزب الله وهو الذي ضم الى فريقه قسما كبيراً من الفرقاء البنانين وخاصة من الموارنة ناهيك عن الدروز وحتى السنة في إئتلاف هام ومؤثر قَسَمَ الشارع اللبناني تقسيمةً فريدة ولأول مرة” بعد أن كان الأصطفاف في الماضي اصطفافاً طائفياً ” فنجده اليوم قد تحول الا خليط من مختلف الطوائف والمذاهب يمكن تصنيفه كفريقين” فريق مع المقاومة” وفريق مع المشروع الأمريكي”
وهو أمرٌ يوفرُ لحزب الله أرضية نقية بعيدةً عن التصنيف الطائفي والمذهبي، وهو ما كان يراهن عليه المشروع الأمريكي
((إنتهت فترة ضبط النفس))
قلنا أن حزب الله مارس ضبط النفس طيلة عامين رغم الأذى الذي لحق بأبنائه من خلال أحداث سقط خلالها عدداً من أبناء الضاحية الجنوبية على يد مسلحين من الطرف الآخر ” وحصلَ هذا في عدة حوادث مُفتعله لجرِ الحزب الى ردود فعل مُفترضة تؤدي الى تشويه صورته أمام الجماهير العربية والأسلامية ناهيك عن استحداث قرار لتدويل الصراع اللبناني “!
لاحظنا ومن خلال خُطب السيد نصر الله مدى الحرص والحذر من هذا المخطط ، وبقيت الأمور ضمن السجالات السياسية من خلال الصالونات والفضائيات ووسائل الأعلام كحرب كلامية لو تُرجمت على الأرض لكانت صواريخ وقنابل ودمار
حتى وصل الأمر الى ما وصل اليه مؤخراً وكان المحرك الأساسي هو وليد جمبلاط والذي نستط
يع تسميته
يع تسميته
(مِحراك الشر والفتنه ) والذي ينقلب من موقف الى آخر خلال اربعة وعشرون ساعة لا يهدأ عن تحريك ونفخ النار كلما هدأت حتى وصل الأمر الى قضية أعترتها المقاومة آخر الخطوط الحمراء التي لا يمكن السكوت عندها
وكما عرف الجميع ” فهو امرٌ يتعلق بأهم سلاح من أسلحة المقاومة وهو شبكة الأتصالات الأمنية للمقاومة
وبعد أن إنجلت الصورة تبين أن الأمر هو من أخطر وأقوى الأسلحة التي ساعدت حزب الله على النجاح في مواجهة العدوان الأسرائيلي
ويبدوا أن هذا الأمر ومن خلال إستقراء دقيق يبدو أنه أكثر ما يقلق إسرائيل وأمريكا مما استدعى فتح الأمر كملف إستحقاق على حزب الله ورقة إبتزاز يجب عليه دفعها ثمنا ً لبقائه على وجه الأرض وكأنه كما يبدو كان هناك تطمينات أمريكية أو غيرها لدعم هذا التوجه من قبل جمبلاط الذي ركب رأسه ركوب من لا يدرك أبعاد وخطورة الأمر” أو من يريد الدخول في كل الأخطار لأهداف مرسومة ..!
وكما شاهد وسمع الجميع وصلت الأمور الى ما وصلت اليه من مواجهات بالسلاح وهو ما كان يعتبر آخر الدواء بالنسبة لحزب الله والمعارضة
((ماذا بعد خطابي نصر الله والحريري.!! ))
كعادته ظهر متألقاً هادئاً واثقاً ” هذا هو نصر الله دائماً وفي أحلك الظروف
تحدث بتسلسل يجعل أي شخص لا يعرف عن لبنان شيء يفهم الوضع بكل تفاصيله وأوصل رسالته التي أراد بكل هدوء وحتى عندما وصل الى الحسم وقطع اليد”” قال ذلك وكأنه يقول ( سنوزع التفاح على كل الملاح )
حسم الأمر وحسب إعتقادي أن الرسالة رغم انه وجها الى فريق السلطة الا انه وجه الرسالة أقوى لأبنائه وخاصة من المقاتلين الذين وصل الأمر عندهم الى درجة القرف من خلال تحملهم وصبرهم الذي كان على حساب إزهاق ارواح رفاقهم من أبناء الضاحية “أما وقد وصل الأمر الى شبكة الأتصالات التي فيها مصيرهم ومصير كينونتهم فما عاد عندهم أي تحمل لتسويف أومهادنة بعد اليوم “كأن يَطلُب منهم سيدهم وقائدهم بأن يقول مثلاً…
سنتجاوز عن هذا ونتحمل وأدعوا الجميع الى الصبر .! وهذا ما عاد مقبولاً عند القاعدة
فكان في خطابه واضحا جاداً عندما قال ما عاد بعد اليوم مهادنة وسنقطع اليد التي ستمتد الى سلاحنا
ومنذ اليوم سنواجه السلاح بالسلاح
أعتقد ان ما حدث بعد خطاب السيد نصر الله من مواجهات ميدانية ما كان الا كتمرين ابتدائي وإستعراض للقوة
ربما استُخدمت لأثبات مسالة هامة وهي أن المقاومة ما عادت تأبه بأي إحراج في المواجهة الداخلية وهو ما كان يراهَن عليه
وأعتقد أن حزب الله قد وضع كل الخطط اللازمة لأنهاء وحسم الأمر بالقوة وهذا يعني أن لا رجعة الى الوراء بل تقدم وتقدم.
لقد كان رد سعد الحريري واضحا بما فيه من هجوم بداية واسترخاءٍ في النهاية من خلال التمني على نصر الله بنزع فتيل الأزمة وهذا يفسر الشعور بعواقب الأمور لدى فريق السلطة بأن الأمور أخذت منحاً خطيراً ربما لا تستطيع الصمود أمامه لوحدها الا إذا كان في الخفاء ما هو أخطر ” الا وهو مخطط لقدوم قوات خارجية في اللحظة الحاسمة
((الفرصة الكبرى وساعة الحسم ))
لم يقل نصر الله طيلة الأزمة بان له أطماع سلطوية في لبنان وكان دائما يقول نحن نريد تطبيق اتفاق الطائف والذي هو تثبيت الحكم من خلال الدستور اللبناني دون المساس بطبيعة الوضع اللبناني
ولكن من استمع الى المؤتمر الصحفي مع السيد نصر الله لا بد وقد استمع الى إجابته على سؤآل وجه اليه وكان كالتالي : سؤال : هل تطمح بأن تكون رئيس جمهورية لبنان ام انك متمسك بأن يكون هذا الموقعللرئيس الماروني؟ وكان جوابه بالنص الحرفي كالتالي .
جواب: بالنسبة الينا لا نطرح اي تغيير في تركيبة النظام فيلبنان،أ في تركيبة السلطة والبعض يتهموننا لأن هذا هو موقفنا. نحن مع اتفاق الطائفوتنفيذه. في النهاية اذا توفرت الارادة اللبنانية العامة للتعديل، فهذا تابع لهذهالارادة، ولكن نحن كفريق لا نريد فرض تعديلات على اللبنانيين. تاليا نحن ليس لدينااي تغيير او طرح يرتبط بمواقع السلطة في لبنان على الاطلاق، لا برئاسة جمهورية لابرئاسة الحكومة ولا في بقية المواقع.
جواب: بالنسبة الينا لا نطرح اي تغيير في تركيبة النظام فيلبنان،أ في تركيبة السلطة والبعض يتهموننا لأن هذا هو موقفنا. نحن مع اتفاق الطائفوتنفيذه. في النهاية اذا توفرت الارادة اللبنانية العامة للتعديل، فهذا تابع لهذهالارادة، ولكن نحن كفريق لا نريد فرض تعديلات على اللبنانيين. تاليا نحن ليس لدينااي تغيير او طرح يرتبط بمواقع السلطة في لبنان على الاطلاق، لا برئاسة جمهورية لابرئاسة الحكومة ولا في بقية المواقع.
توقفت كثيراً أمام هذه العبارة والتي قال فيها السيد حسن
(( في النهاية اذا توفرت الارادة اللبنانية العامة للتعديل، فهذا تابع لهذهالارادة، ولكن نحن كفريق لا نريد فرض تعديلات على اللبنانيين ))
هنا وبناءً عليه أتوقف عند هذا الحد لأقول ((هنا سيكون مربط الفرس ” وعل
ينا إنتظار تسلسل الأحداث والمستجدات ” فمهما كان إستقرائنا أو تحليلنا فلن نكون أكثر دقة أواقعية عما سيحدث على الأرض ” لأن ما سيحدث على الأرض ربما سيُذهلُنا جميعاً
ينا إنتظار تسلسل الأحداث والمستجدات ” فمهما كان إستقرائنا أو تحليلنا فلن نكون أكثر دقة أواقعية عما سيحدث على الأرض ” لأن ما سيحدث على الأرض ربما سيُذهلُنا جميعاً
وخاصة إذاشهدنا تغييراً كبيراً على الوجه السياسي للبنان الماروني الرئآسة البطركي الرعاية .!
وحينها ربما سنضع أقلامنا في إستراحة سياسية حتى نستطيع إستيعاب ما جرى أو سوف يجري لأنه ربما يصيبنا بالذهول
ولن اضع استقرائي للسيناريو القادم وهو المرتبط بالمتغيرات الكبرى القادمة في المنطقة والتي يتسابق خلالها مفاوضنا الفلسطيني لعله يحقق شيئاً قبل حصول المفاجئآت الكبرى في المنطقة والتي ربما ستوقف قضيتنا وتضعها في الثلاجة لسنوات قادمة…!!!!؟ أو لتُعجل في فرض الحل وبشكل قسري ..!!؟
وأقول أخيراً ( الفلسطينيون دائماً هم من يدفع الثمن ) مع تمنياتنا ودعائنا الله عز وجل أن يرحم شعبنا وينهي الوضع المأساوي على خير ويثبتنا على الحق وهو ولينا ومولانا
منذر ارشيد