عراق المطيري
أصبح للديمقراطية مفهوم جديد أخذت الولايات المتحدة الامريكية
عراق المطيري
أصبح للديمقراطية مفهوم جديد أخذت الولايات المتحدة الامريكية على عاتقها مسؤولية نشره في منطقتنا العربية خصوصا والمناطق الإسلامية عموما يساعدها ويتبنى تطبيقها في ذلك أهم طرفين في المنطقة الآن وهم الفرس وعملاء الأجنبي, فأول ديمقراطية تضمن للإنسان حقوقه كما عرفتها البشرية والتي وجدناها منقوشة على مسلة حمورابي خطأ بنظر الولايات المتحدة الامريكية وما انزله الله العلي العزيز في محكم كتابه الجليل لا تعترف به الادارة الامريكية فقد ذكر القرآن المجيد إن لا أكراه في الدين فقط ولم يتطرق حسب وجهة نظر الفرس للطائفة ولا المليشيات فهم أجازوا الإكراه فيها ومن الممكن اقامة انتخابات برلمانية في ظل الاحتلال الامريكي لأنه راعي لديمقراطية القوة ولا يجوز ذلك في ظل احتلال غيرها لأنه لا يمثل المصلح الامريكية ولا في ظل التحرر الوطني لأنه يمثل مصلحة الشعب, وتأسيسا على ذلك وحسب المفهوم الجديد للديمقراطية , فنحن العرب والمسلمين يجب إن نخضع للثقافة الغربية وننصاع لما تراه هي , فان يسود الاستقرار أمر مرفوض وان يحكم الشعب نفسه أمر غير مرغوب فيه وان تضمن انسيابية الحركة في الشوارع العامة بسلام أمر مكروه احسن منه الحواجز الكونكريتية والتفسخ الخلقي وسيادة شريعة الغاب والبقاء للأقوى, وما يجب إن يسود هو الفوضى ويستحسن إن تكون خلاقة وهذه تتم من خلال طريقتين اثنتين هما :
الطريقة الأولى على الطريقة الفارسية طريقة نظرية ولاية الفقيه لصاحبها المجوسي ألصفوي خميني ومن سار على خطاه بالوراثة الفكرية وخصوصا أصحاب عمائم الضلالة وهذه تتم عن طريق المليشيات فتفرض من تريد هي على صناديق الانتخابات ليمثلوا إرادتها في بيع الوطن وفي وضح النهار وبالتالي رغبة وإرادة الولايات المتحدة الامريكية وبعد استعراض لقوة مليشيات الدولة المنتخبة تستهدف القوى الوطنية فيصفى او يسجن من يمتلك حسا قوميا او وطنيا ومن اكثر صفاتها تميزا شغفها الكبير وحبها الذي يتجدد ولا ينقطع لحمامات الدم وإقصاء الرأي الوطني او الأصح اجتثاثه لأنه اكثر قبولا لدى الشعب وإلغاء المنجزات الوطنية وما حصل ويحصل في العراق على يد مليشيات حكومة العمالة والتبعية للاحتلال خير نموذج لهذه الطريقة .
لقد بدأت مرحلة جديدة من مسلسل الاحتلال الامريكي – الفارسي على هذه الطريقة في لبنان يقودها حزب الله لصاحبه حسن نصر الله ألصفوي فبعد تعطيل دوائر الدولة وشل حركة المجتمع في اعتصامات لا طائل منها إثر تدمير القطر بالتعاون مع الصهاينة وتدمير بناه التحتية في صيف عام 2006 وبعد فشل كل الوساطات والجهود العربية والأجنبية في انتخاب رئيس للدولة دخلت ديمقراطية ولاية الفقيه الفارسية في مرحلة تكوين دولة داخل الدولة الرسمية تفرض رأيها على كل المؤسسات الشرعية أخذت بالتدريج تتسع من رفض الرأي الآخر الى استهدافه من الاختلاف والحوار والنقاش الى القوة وبدلا من مقاومة الاحتلال الصهيوني بالسلاح واتجهت البنادق الفارسية التي تحملها الأيادي العربية الى صدور العرب اللبنانيين وبعد التجسس على السياسيين المخالفين في الرأي وإدخال السلاح بالكم والنوع الذي يحددون جاءت مرحلة فرض الرأي بقوة الديمقراطية الصفوية المسلحة وإسكات كل صوت لا ينطق بلسانهم , وبدأت مرحلة الحسم العسكري وبغض النظر عن رأيهم ولسنا في دفاع عن قوى الموالاة او أي قوى لبنانية أخرى ومهما كان فعلها او رأينا فيها فان نقل صورة ديمقراطية الاحتلال الفارسي للعراق الى لبنان إنما هو جزء من المؤامرة التي تستهدف الأمة العربية والأمة الإسلامية وإنهاء وجودها وتطبيقا لجزء من خارطة الشرق الأوسط الجديد التي تعتزم تطبيقها إدارة بوش الصغير والتي تنتهي بإخضاع المنطقة الى الاحتلال الفارسي كمقاتل بالنيابة عن الاحتلال الامريكي ويعمل على تنفيذ أهدافه بصهر وتذويب الأمة العربية .
أما الطريقة الثانية للديمقراطية الجديدة فهي ديمقراطية أسامة بن لادن وتنظيمات القاعدة التي تتبنى فكرة أنا وحدي ومن بعدي الطوفان فلا إسلام إلا على طريقتهم ولا فكر إلا فكرهم ولا تنظيم إلا تنظيمهم وأنت أما إن تكون معهم في تفكيرهم وإلا توجب عليك إقامة الحد فتكون تحت رحمة السيارات المفخخة او الأحزمة الناسفة او الاختطاف والمساومة على حيات
ك ومن ثم يتم نحرك مهما كانت وطنيتك ودرجة إيمانك الديني والوطني .
ك ومن ثم يتم نحرك مهما كانت وطنيتك ودرجة إيمانك الديني والوطني .
بالأمس القريب في 2006 خدم حزب الله بدعم فارسي المشروع الصهيوني وهدم النهوض والعمران اللبناني وبدلا من إن يحافظ على مكانته المرموقة في المجتمع كوجه مقاوم يحظى بدعم وتأييد شعبي جاء الآن دور الفتنة الطائفية او الدينية لإعادة القطر الى مرحلة الاقتتال الداخلي بين أبناء البلد الواحد في مرحلة سبعينات القرن الماضي , من خلال العنف الذي تمتاز به مليشياته التي تدربت واعدت في معسكرات الفرس وبدأت مرحلة التنفيذ في احتلال بيروت وتدمير مكاتب القوى السياسية المختلفة معهم في الرأي وفرض الارادة الصفوية في جزء آخر من الوطن العربي فلبنان بعد العراق وغدا سنرى قطرا عربيا آخر يخضع للتمدد ألصفوي , فلمن يكون الدور القادم والعرب يغرقون في سبات عميق .