بقلم: خضر عواركة
أظهرت الأحداث الأمنية التي جرت خلال اليوم الماضيين في بيروت، بأن القوى الموالية
بقلم: خضر عواركة
أظهرت الأحداث الأمنية التي جرت خلال اليوم الماضيين في بيروت، بأن القوى الموالية للولايات المتحدة وإسرائيل، هي قوى كرتونية. تضخم حجمها بالدعم الخارجي الأميركي أولا، وتضخم حجمها بالمال السياسي ثانيا وبالإستغلال البغيض لحاجة الفقراء والمساكين ثالثا ، فتبادل الطرفان الحاجة إلى المال بالدعم الصوري .
أهالي بيروت من السنة، لم يقاتلوا دفاعا عن قوى العمالة لأميركا، بل إلتزموا بيوتهم ولم يقفوا في وجه إخوانهم في الوطن دفاعا عن سعد الحريري وعن وليد جنبلاط وعن سمير جعجع وعن فؤاد السنيورة. ما يعكس حقيقة موقفهم السياسي الذي نعرفهم به ، عروبيون ، مقاومون، مناهضون لإسرائيل وللهيمنة الأميركية .
هذه هي بيروت الأصيلة بأهلها وناسها ، الذين لا يمكن لأحد أن يهزم إرادتهم، أو أن يزور موقفهم مهما طال الزمن .
بيروت هذه، لم يأتي مقاتلي امل وحزب الله والقومي السوري (العلماني ) ومقاتلوا جبهة العمل الإسلامي (السنية) وحزب الإتحاد الناصري (السني ) والمرابطون (السنة ) من خارجها ليدافعوا عن وجهها المشرق، في وجه سارقي تمثيلها من العملاء.
مقاتلوا المعارضة لم يأتوا من الضاحية، بل هم أهل بيروت الأصيلين وابناءها .
حتى الشيعة منهم ، وهذا ما لا يعرفه ربما من هم خارج لبنان . بيروت العظيمة سكانها الأصليين منهم المسيحيين( حوالي الثلث ) ومنهم الشيعة (حوالي الثلث ) ومنهم السنة والدروز (حوالي الثلث) .
نعم سكان بيروت من السنة الذين ينتخبون فيها من السنة هم أكثر من المسيحيين، ويعادلون ثلاث اضعاف الشيعة الذين ينتخبون في بيروت . ولكن السكان ممن يقطنون فيها منذ ولادتهم، وقطنها أهلهم من قبل، ممن ينتخبون في قراهم الجنوبية، أو الشمالية، أو البقاعية، أو الشوفية، هم غالبية أيضا، ولا يمكن عدهم غرباء عنها . فهم من بنوها ، وعمروها مع إخوانهم الآخرين من آهلها .
هؤلاء جميعا، أظهروا للعالم أجمع اليوم وأمس، بأنهم يد واحدة، لا يفرقهم مال، ولا فضائية عملت منذ تأسيسها على بث الفتنة بين أهلها .
بيروت هذه، لن يتكون أبدا إسرائيلية ، ولن ترفع السلاح أبدا في وجه المقاومة ، وكذلك لن ترفع ولم ترفع المقاومة سلاحها في وجه أهلها ، بل هي نظفتها اليوم من فلول العملاء، الذين رعتهم أميركا وسفارتها، وإسرائيل وعملائها .
أما سعد الحريري، سفير السعودية فوق العادة في بيروت ، فأهلا به سائحا كريما وضيفا محترما بين أهل بيروت، إن إلتزم أصول الضيافة وموجباتها شرط أن يعترف بما فعله من تزويرلشهود الزور في قضية إغتيال والده . أما ما فعله من جرائم ، فسنسامحه عليها نحن وأهل بيروت مدينتي الحبيبة، لأنه قاصر وتحت السن، وعديم الخبرة، وقواه العقلية لم تكن على ما يرام .
بيروت العربية ترحب بالعرب سائحين وزوار وأهل دار ، سارعوا إليها لزيارتها، فهي منذ الغد، ستضيء مرايا الفرح في ربوعها، لتسعد أهلها ، ويسعد معهم كل العرب .