كتب/ رداد السلامي
في اليمن وحدها الفوضى تتمأسس وينفى كل ما عداهها،
كتب/ رداد السلامي
في اليمن وحدها الفوضى تتمأسس وينفى كل ما عداهها، وفيها أيضا ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
فهي كما تؤشر الأحداث تتجه نحو الفراغ المرعب، الذي تتخلق في حاضناته كل أزمات الشر، وتنوعات المشاكل ،وتستقطبه تلك الفوضى إلى عمقها ،كي تمكن لذاتها وجودا قويا يصعب على أي ٍ كان ضبطها .
تعدت مشاكل اليمن، وكل مشكلة تخلق أخرى، بل وكل مبادرة إصلاح أو حوار بين السلطة والمعارضة تولد عقيمة، وتزيد من تسيد الفوضى،فباستثناء ما يبدو انه غير قابل للحل كونه عصيا”التغيير والإصلاح”، فإن ممكنات ذلك في اليمن لم تستثمر بإيجابية تؤسس لهذا المستحيل.
حرب صعدة تعود من جديدة، طافحة بلغة التحدي الذي بدا ينقل الصراع إلى المساجد، ليسهم في جعله يتخذ طابعا مذهبيا ،غير أن نفي الحوثيين ان يكونوا هم وراء ذلك جعل الرؤية لما يحدث هناك ملونة بضابية مبهمة، يسودها الغموض والالتباس، ويضع العديد من علامات الاستفهام بحجم الاستنكار الواسع لتلك الحادثة من قبل الكل، فهناك فيد من تلك الحرب حد تعبيرهم لم يعرف من يكون.!!
وبحسب سياسيين ثمة تحالف بين النظام السياسي اليمني وأفراد القاعدة أبرزه الى السطح توتر العلاقة بين النظام والإدارة الأمريكية التي قيل مؤخرا اتهمت نظام صالح بالتواطؤ مع تنظيم القاعدة ، ليس ذلك فحسب فالكثير الكثير مليء بكل ما هو قابل لأن يتحول الى شيء ذو قيمة مخيفة،فالفساد في اليمن متجذر إلى مدى متسع ،وغياب إرادة صالح السياسية عاجزة عن صنع ما يمكنها تحقيق تقدم ملموس في امتصاص تنامي الغضب اليومي وتراكماته لدى المواطن الذي وجد نفسه محاطا بجرع خفية ومعلنة لارتفاع أسعار المواد الغذائية الضرورية وغياب الأمن والتناحرات القبلية .
والجنوب مشاكله لم تحل باستثناء ترقيعات بسيطة وشراء ذمم من يعتقد” وهما” أنهم محركو حراك الجنوب السلمي الواسع، وكذلك تسوير محافظات الجنوب بالدبابات ورجال الأمن والجيش ،وهو ما يعني ان السطحية هي السائدة في ما يعتقد النظام انه الحل ،وإن كان البعض يراهن على الديمقراطية ونظام الحكم المحلي، إلا ان الغالبية يرون ان تلك الرهانات خاسرة بدليل ما يؤيد ذلك ،فالانتخابات البرلمانية زورت تزويرا واضحا، ومجلس النواب منزوع الصلاحيات وخامل في أداءه ،ولم يثبت أنه ولو لمرة واحدة كان مؤثرا، أو عمل لصالح الشعب شيئا أو طالب بتقديم فاسد الى المحاكمة ،بل يدار بالهاتف وتمرر ضد الشعب قوانين وجرع باتصال هاتفي من قبل صالح كما أكد ذلك نيابي تابع للحزب الحاكم !! ،وكذا زورت انتخابات المجالس المحلية ولانتخابات الرئاسية الماضية …غير أن إصرار الحاكم على ما يسمى بالحكم المحلي الذي يقصد به انتخابات المحافظين حل ميئوس منه جاء بنية امتصاص الاحتقانات الحاصلة الصامتة في الشمال والمتحركة في الجنوب ،وستعمل تلك الانتخابات على تفاقم تلك الاحتقانات وتزيد من وتيرة تصعيدها في جنوب اليمن بحسب محللين سياسيين ،لأنها قائمة على نوايا ترحيلية للازمات ،وكذالك تحميل الشعب مسؤولية ما يحدث ليبقى الفاعل في كل ما يجري في اليمن مجهولا أو معلوما ،هو الشعب ذاته ،والذي سيظل تحت أصابع الإدانة وسلاح الأمن والجيش
الأحزاب السياسية اليمنية أضحت أيضا بلا إرادة ،وتحاول عابثة أن تتصدر المشهد الجنوبي ،ولعدم ثقتها مما سيؤول اليه ذلك الحراك خصوصا مع ظهور مناداة واسعة لتقرير مصير الجنوب تبدو مترددة و مكشوفة تماما عن ان تكون لاعبة دور هناك كما تحاول ان تبدو أنها كذلك،ما يقارب 200معتقل وعشرات القتلى والجرحى كانت حصيلة الأحداث في الجنوب التي بلغت بداية الشهر الفائت حين قمعت السلطة احتجاجات المتظاهرين بالقوة والدبابات والأمن والرصاص الحي في كل من الضالع ولحج والحبلين إثر رفضها تجنيد شباب جنوبيين في القوات المسلحة والأمن.
وتنبع التخوفات ما يحدث في اليمن من ان تسعى القاعدة الى ممارسة تجزئة اليمن بحسب المحلل السياسي نجيب غلاب في صحيفة الشرق الأوسط ، لتهيء مكانا ملائما لتنفيذ عمليتها ضد مصالح الإدارة الأمريكية وأيضا مساحة تدريبية لأعضاء تنظيمها.
اللاعبون كثير والنظام يهيء لمستقبل سيء إما عمدا او بغير عمد حفاظا على وجوده ومستقبله ،غير ان الضحية في النهاية على ما يبدو هو اليمن وشعبه ووحدته وامنه واستقراره فهل يعي النظام السياسي اليمن الحاكم ذل
ك.
ك.
* رداد الســلامي
كاتب وصحافي يمني