روى لي أحد أفراد العائلة رحمه الله منذ مدة قصة مفادها: أن أحد الأجانب قدم إلى المنطقة التي كان أغلبها أميون في وقت ما يبيع متاعا كان يتردد من حين لآخروذات يوم اكتشف حجرًا يلمع من بعيد يتوسط الوادي كانت النسوة يأتين يغسلن عليه بعض متاع الدنيا !!! وذات يوم فاض الوادي بعد أمطار طوفانية تدحرجت تلك الحجر بينما كان ذلك الرجل يترقبه فقام في غفلة الناس وكسره وأخذه ومن ثم أقلع على القدوم إلى المنطقة وترك كلمة تروى إلى اليوم يقول فيها:
يا أهل المنطقة يا رؤوس البقرتغسلون على قطعة من فضة وتقولون نغسل على الحجر!!!.ربما من يكذب القصة لطرافتها لكن الواقع يقر بما هو أكبركيف؟؟؟ إنها مقدمة لحديثي وشبه سينطق واقعا أو واقع يكاد ينطق ,سنتجاوز الآن حجر الفضة لأن مشاهدينا وقراءنا من لهم مستويات أكبر ونعرج سويا لما هو أهم ونتعدى الأحمر ونستفز المشاعر ونقول بصوت عالي أن الأمة أغلبها كأهل المنطقة التي ضرب عليها بطل القصة آخذ الحجر ذلك المثل ولو ضربنا أمثلة حية لأدركنا سر هذه القصة سواء أكانت واقعية أم من نسج الخيال فبالله عليكم ألستم تلاحظون معي وتشهدون بأن أراضي زراعية خالصة شاسعة تستطيع أن تُعيش شعوبا أخرى بينما أهلها يلتحفون السماء ويتغطون بالأرض؟؟؟ بل منهم من يموت جوعا!!! ألا تلاحظون معي بأن هناك بحارا جامدة تحت الأرض وأنهار أخرى تجري وتمر وأصحابها يموتون عطشا!!!هي أمة القرآن إذن أعجزنا أن نفهم كلام الله ليأتي من لا يؤمن به فيستخرج الكنوز لنا ويأتي من بعده من يقول لقد جاء به القرآن منذ أكثر من كذا قرن؟؟؟ وكأننا نحن من أنجزنا ذلك!!! والأمثلة كثيرة لا نستطيع أن نعدها أمة بباطنها المعادن تصدر البترول إلى قارات أخرى يمر عبر منافذ من جبال وصحاري وبحارومن فوقها أمم تعيش تحت معدل الفقر!!! بل الغريب أن هناك من يبحث عن قارورة غاز فلا يجدها والأنبوب يمر من أمامه رأي العين!!! أمة لها من التشريعات ما تستطيع أن تخصص له جامعات بعينها تذهب لتستورد لنا الفضلات وتترك لب الأمور!!! أمة تزخر بطاقات شابة يفوق معدلها السبعون بالمائة لكن في حقيقة الأمر كأنها أمة عاقرة لا تنجب!!!عندما نرى خيرة شبابها يُستغل بتفاهات ويهجر ويفجر مواهبه وطاقاته بينما هو مهمش في أوطانه ومكانه أناس جهلة يسترزقون بالتاريخ من أجل المتاجرة وأي تاريخ؟؟؟ التاريخ الذي ضيعوه عندما نرى أن العدو صديقا وصاحب البيت هو العدو الدود بل عندما نرى أن العدو تفرش له الزرابي المبثوثة ويستقبل بالأحضان والدوفوف وأبناء الشعب يقضون أعمارهم إما في السجون أو المنفى فعن أي تاريخ نتحدث؟؟؟ أمة من قاع بحارها يُستخرج اللؤلؤ والمرجان بينما يموت شبابها في أعماق البحار بحثا عن تأشيرة فأين نحن من القصة وأين نحن من ذلك المثل؟؟؟عندما نرى أن هناك من يؤسس جمعيات دفاعا عن الحيوان بينما تداس عندنا حقوق الإنسان!!! أمة تصدر البترول وتستورد الموز والمفرقعات ؟؟؟ أمة تصدر الغاز وتستورد القمح واللحوم والبطاطا الفاسدة؟؟؟ والعجيب بعد كل هذا أن هناك من يدعي على أنه رائد لنهضة وهو يستورد حتى اليد العاملة لبناء عمارة ويزعم أنه سينهض بالأمة!!!والحقيقة كأنه يضع يدا أو رجلا بلاستيكية مكان أطرافه الحقيقة ويمشي بها ويغطيها ويوهم الناس على أنه صاحب يد ورجل فمتى نعي الدرس؟؟؟.