تبدي الدوائر السياسية والعسكرية في إسرائيل اهتماما كبيرا بما يجري في لبنان منذ أمس الأربعاء من مواجهات مسلحة بين أنصار قوى المعارضة بزعامة حزب الله وبين مناصري قوى الموالاة بزعامة تيار المستقبل.وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية صباح الخميس قال الجنرال “إيفي إيتام” النائب بالكنيست عن حزب “المفدال” المتدين: إن المواجهات الدائرة في لبنان تمثل “فرصة ذهبية لن تتكرر، وعلى إسرائيل استغلالها حتى النهاية لتتأكد أنها لن تنتهي إلا بهزيمة حزب الله وقصم ظهره”.
واعتبر إيتام – الذي قاد القوات الإسرائيلية أثناء احتلال جنوب لبنان عام 1982 – أن “إسرائيل مطالبة بتوظيف علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية السنية المعتدلة لإقناعها بدعم خصوم حزب الله (الشيعي)، بحيث تنتهي هذه المعركة بتحطم حزب الله، والقضاء على غرور نصر الله” الأمين العام للحزب.
وتنأى قوى الأكثرية النيابية في لبنان بنفسها عن تصريحات الساسة الإسرائيليين الداعمة لها في مواجهة حزب الله، فخلال الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف 2006 أعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، أحد أركان الموالاة تأييده التام لحزب الله في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
خلية متابعة
وتزامن اندلاع المواجهات في لبنان مع بداية أسبوع الاحتفالات في إسرائيل بمرور 60 سنة على تأسيس دولة الاحتلال.
وبرغم انشغال الدوائر الإسرائيلية بهذه الاحتفالات، والتحقيق مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت في قضية فساد يتوقع أن تنهي حياته السياسية، يجري كل من ديوان أولمرت ومكتب وزيرة خارجيته تسيبي ليفني اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية لتنسيق المواقف بشأن ما يجري في لبنان، وفقا للإذاعة العبرية صباح اليوم.
كما أقامت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” خلية عمل خاصة لمتابعة ما يجري، ولرسم السيناريوهات لما قد تفضي إليها المواجهات الدائرة، وتأثير كل منها على إسرائيل.
وذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية، نقلا عن مصدر أمني، أن “إسرائيل والأجهزة الاستخبارية ومراكز التقييم الإستراتيجي بها تنطلق من افتراض مفاده أن نتيجة المواجهة الحالية ستترك آثارا كبيرة وعميقة على العلاقة مع إسرائيل”.
وأضاف المصدر أن إسرائيل “تحبس أنفاسها لمعرفة ما ستئول إليه الأمور، وهي بكل تأكيد معنية بانتصار قوى 14 آذار (الأكثرية النيابية)، وهزيمة حزب الله ومن يقف خلفه”، في إشارة إلى كل من إيران وسوريا.
واعتبر المصدر أن “اندحار حزب الله في نهاية هذه المواجهة يخدم المصلحة الإسرائيلية في تطورين هامين، الأول يتمثل في إضعاف حزب الله سياسيا، بحيث يتراجع تأثيره على دوائر صنع القرار بلبنان، ما سيعمل في النهاية على تقلص قوته العسكرية وتفكيكها، وهو مصلحة إسرائيلية من الطراز الأول”.
أما التطور الثاني -بحسب المصدر- فهو أن “خسارة حزب الله ستساهم في تمكين إسرائيل من توجيه ضربات عسكرية موجعة له”.
“حجة حزب الله أقوى”
غير أن الجنرال عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية الأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية أعرب عن قلقله من مسار المواجهة في لبنان.
وأوضح في تصريحات نقلتها إذاعة صوت الجيش أن “هناك مؤشرات على ضعف الحجة التي ترتكز عليها الحكومة وحلفاؤها مقابل الحجة التي يرتكز عليها حزب الله”.
وأردف قائلا: “إن الأغلبية الساحقة من اللبنانيين والعرب غير مقتنعين بمحاولة الحكومة إظهار الصراع الحالي في ثوبه الطائفي.. للأسف حزب الله نجح في إقناع الأغلبية (من اللبنانيين) أن الصراع يدور بين حلفاء الولايات المتحدة والمدافعين عنها من جهة والمقاومة من جهة أخرى”.
ونوه جلعاد إلى كفاءة الآلة الإعلامية لحزب الله، مشيرا إلى أن إعلام حزب الله نجح في إبراز العديد من قادة الموالاة في لبنان على أساس أنهم متعاونون مع إسرائيل.