قد يكون وزير الادارة المحلية عبد القادر هلال ،جاد في سعيه محاولة تجسيد نظام الحكم المحلي في اليمن،أو هكذا يبدو.
ولكن هلال في نظر البعض ليس سوى وزير ذكي يستخدمه صالح ،فقد عمد إلى استقطاب رؤساء تحرير الصحف اليمنية خصوصا المستقلة الذين أظهروه مؤخرا بقوة كما لو انه المخلص العظيم
انتخابات المحافظين التي يبشر هلال بنتائجها حين يجوب المحافظات اليمنية مع من يصفهم البعض بالصحافيين المرتزقة يرى محللون سياسيون أنها تكتيك آني سرعان ما تكشف الأيام سوء نتائجه
و ستراكم الأزمات وترحلها إلى أجل غير مسمى فقد وصفها أحد السياسيين بأنها ملهاة غبية يسعى الوزير هلال من خلالها تحقيق طموح شخصي لن يحصل عليه ربما.
ويتساءل الكثير في اليمن عن ماذا يمكن أن تحقق هذه الانتخابات ،يؤكد البعض انها ستكون نسخة مكررة للانتخابات النيابية والرئاسية ،إلا أن خطورتها إذا ما شاركت الاحزاب فيها، تكمن في أنها ستحمل الشعب تبعات الوضع الحاصل ومآلاته بعد أن عجز النظام ذاته عن حلها وهو الذي أنتجها ، فهلال يشبهه البعض بأوباما اليمن له مهارات وأساليب جذابة ويتمتع بكاريزما قيادية قوية لكنه لايدرك خطورة الدخول المباشر في انتخابات يرونها شكلية ستعود بنتائج كارثية على اليمن ووحدته ووحدته وتحوله الى حكم واسع الاطاحات وليس الصلاحيات .
لقد فتح صالح لوزيره هلال خزائن الدولة التي استقطب من خلالها رؤساء تحرير الصحف اليمنية مقابل ترويج إعلامي واسع لما يسمى بالحكم المحلي وانتخابا المحافظين ،وتقاطر إليه الصحافيون زرافات ووحدانا ،وبالتأكيد سيحقق هلال ما يريد لمن أراد ذلك ليكون في الأخيرالضحية هو الشعب .
لن تحل أزمة الاحتقانات في شمال اليمن وجنوبه فهي معروفة النتائج مسبقا ،ولن تحد من صلاحيات صالح في التحكم بالمحافظين الجدد المنتخبينمن قبل المواطن ،فهناك فقرة في القانون كما يقول الدكتورمحمد عبد الملك المتوكل تقول: أن من حق رئيس الجمهورية أن يعزل المحافظ !!وهو ما سيمكن لصالح عزلهم متى شاء ذلك منافيا الدستور والقانون الذي لم يعطه ذلك الحق ،ما يعني ان تلك الانتخابات شبيهة بالمثل الشعبي اليمني القائل “ديمة قلبنا بابها” لافرق فهي مغالطة مألوفة كالعادة، يقول المتوكل لن تعمل إلا على خلق المزيد من المشاكل والأزمات والاحتقانات.
وإذا كان الهدف من تلك الانتخابات تنفيذ برنامج الرئيس فإن ذلك الهدف كما يؤكد المتوكل لن يحقق شيئا ،غير أن استماتة هلال في تطبيق ذلك القرار يؤكد أن برنامج الرئيس صاغته أنامل هلال الغضة الكريمة!! ومن حقه أن يستميت ويشتري رؤساء تحرير الصحف في سبيل تحقيق ما كتبته يداه.
وربما أن هلال واقع تحت ضغط برنامج وضع الرئيس في مأزق حرج حين كان وعد الشعب بتتنفيذ برنامجه أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2006م، وما دام هلال يسعى أيضا لحجز موقع مؤثر في سلطة صالح فلا تثريب عليه.
لن يكون هناك حكما محليا واسع الصلاحيات فاليمن لم تعرف ذلك ،وكل المفاهيم والنظم واساليب الادارة المتقدمة والحديثة كانت مجرد ديكور ،فالديمقراطية شكلية ومنزوعة الجوهر في سياق الممارسة ،والخطط التنموية خليط عشوائي فاشل ،والحكم المحلي مركزية ناعمة في ظل نظام قبلي أحادي كما ان انتخابات المحافظين ستوجد للفاسيدن الـ16الذين أحصاهم تقريروزير التعليم العالي صالح باصرة حين كلفه صالح اعداد تقرير حول اسباب أزمة الجنوب ،مخرجا من مسؤولية تحمل تلك التبعات التي تنذر اليوم بتفكيك وحدة اليمن وحربنته ، لتلقى المسؤولية على المواطن تحت دعوى “ديمقراطية شكلية وانتخابات مزورة .
سيقولون دعونا نجرب ،والجواب أن الانتخابات النيابية جربت أكثر من مرة وزورت ، وكذلك الانتخابات الرئاسية جربت وتم تزويرها وتجريب المجرب جنون وللجنون في اليمن فنون!!
لايهم الوزير هلال شيء فهو مسنود بترسانة من صحافيين انتهازيين منحهم لقاء ذلك عطاء ومن حقه عليهم ان يظهر على صحفهم كــ”سوبرمان”منقذ ، ويتمنى البعض لهلال له ان ينقذ البلاد من وضع يعرفه ،لأنه احد صناعة.
—————————————————–
*كاتب وصحفي يمني