اتهم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الحكومة اللبنانية بافتعال أزمة شبكة الاتصالات السلكية التي يمتلكها الحزب بناء على توجهات خارجية، قائلا ان اعتبار الشبكة غير قانونية ” إعلان حرب”. ودافع نصر الله في مؤتمر صحفي الخميس عن شبكة السلكي التي اعتبرها تشكل المكون الأساسي لمنظومة القيادة والسيطرة للحزب وإنها بمثابة سلاح الإشارة.
وقال في بداية المؤتمر إنه بعد قرارات ” فريق السلطة الأخيرة ” بدأت مرحلة جديدة بالكامل في لبنان.
وقال نصر الله “الحكومة اللبنانية عصابة وليست دولة قانون و مؤسسات” معتبرا انها افتعلت أزمة السلكي بعد رفض الحزب مقايضة الصمت عن الشبكة بفك اعتصام المعارضة من وسط بيروت.
وتابع ان شبكة السلكي مقدمة حرب يقودها زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي
وليد جنبلاط على المقاومة لصالح الإدارة الأميركية وإسرائيل.
وانتقد ما اعتبره سيطرة جنبلاط على الحكومة وقال ” جنبلاط هو رئيس الحكومة الفعلي ” واصفا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بالرجل المسكين”.
ومضى نصر الله في توجيه الانتقادات إلى جنبلاط وقال إنه ” لص وكاذب وقاتل”.
نصر الله تعهد بمعاقبة كل من يحاول المساس بشبكة السلكي، وقال سنقطع اليد التي ستمتد الى الشبكة، وسنطلق النار على من يطلق النار علينا.
وفيما يتعلق بمطار بيروت قال نصر الله إنه موضوع سخيف، وأكد أن العميد وفيق شقير ضابط وطني متلزم بالقانون أن وجوده كان “عقبة أمام تحويل مطار بيروت إلى قاعدة لـ إف بي أي وسي أيه إيه والموساد” في إشارة إلى أجهزة الاستخبارات والأمن الأمريكية والإسرائيلية.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن المخرج الوحيد لهذه الأزمة هو” إلغاء القرارات الغير شرعية لحكومة جنبلاط الغير شرعية”، والاستجابة لدعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى الحوار.
المواجهات
مؤتمر نصر الله ياتي فيما يستمر لليوم الثاني على التوالي التوتر في لبنان بين المعارضة بقيادة حزب الله و الأغلبية النيابية الموالية للحكومة وعلى رأسها تيار المستقبل.
وقد أصدر الجيش اللبناني بيانا حذر فيه من أن استمرار الوضع على حاله ” يمس وحدة المؤسسة العسكرية”.
ودعت قيادة الجيش جميع الأطراف للتوصل إلى حلول للأزمة الحالية، وقال البيان إن الجيش يضع نفسه في جميع جميع الأطراف للمساعدة في التوصل إلى حل.
وأصيبت بيروت بحالة من الشلل منذ أمس مع استمرار إغلاق الطرقات بالحواجز.
ومازال أيضا الطريق الرئيسي والطرق الأخرى المؤدية لمطار بيروت مغلقة ، وأفادت أنباء بأن أنصار حزب الله يسدون هذه الطرق بالحواجز منذ أمس بينما استمر إلغاء الرحلات بالمطار لليوم الثاني على التوالي.
وأحكم أنصار حزب الله قبضتهم على المنطقة المحيطة بالمطار فيما اسفرت مواجهات الاربعاء عن وقوع اكثر من عشرة جرحى.
وافادت الانباء بأن المواجهات انتشرت الى خارج العاصمة بيروت حيث وقع تبادل لاطلاق النار بين انصار حزب الله وتيار المستقبل في بلدة سعد نايل الواقعة في منطقة البقاع شرقي لبنان.
ونقلت وكالات الأنباء عن مصادر في المعارضة أن موجة الاحتجاجات ستستمر حتى تتراجع الحكومة عن قرارتها الأ
خيرة بشأن شبكة اتصالات حزب الله.
خيرة بشأن شبكة اتصالات حزب الله.
مواقف متباينة
كان مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني قد إتهم حزب الله أمس الأربعاء بأخذ بيروت رهينة ، مضيفا أن صبر السنة في لبنان قد نفد.
في المقابل حملت حركة امل المعارضة الحكومة مسئولية الاحداث التى وقعت واعتبرت أن التطورات الميدانيه الخطيره ناجمة عن قرارات الحكومة الأخيرة.
فيما دعا المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى اعلى هيئة دينية للطائفة الشيعية في لبنان الحكومة اللبنانية الخميس الى العودة عن قرارتها التي تستهدف حزب الله محذرا من “استدراج لبنان الى الفتنة”.
وقال المجلس بعد اجتماع استثنائي عقده برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الامير قبلان ان قرارات الحكومة “غير شرعية وانتهكت الدستور” معتبرا “انها قرارات كيدية تشكل جريمة بحق لبنان وطوائفه وهي اعتداء على دماء شهداء المقاومة وعلى الدولة ومقوماتها وفي مقدمها الجيش اللبناني”.
وشدد على “ان العودة عن هذه القرارات هي المدخل لاخراج لبنان من ازمته وان الاصرار على هذه القرارات هو مشروع خطر يستهدف لبنان واستقراره ولا احد يعرف تداعياته”.
واعتبر المجلس “ان ما جرى هو جزء من حرب اسرائيلية-اميركية اريد استكمالها بأيد لبنانية مدعومة من جهات عربية معروفة”.
ويأتي التصعيد السياسي والأمني في البلاد يأتي بعد أيام من قرار الحكومة اللبنانيه إزاحة مدير الأمن فى مطار بيروت عن منصبه واتهامها حزب الله بالتجسس على مطار بيروت، وإقامة شبكة اتصالات هاتفية غير قانونية.