نظم المئات من سائقي سيارات الأجرة في مصر اليوم الثلاثاء إضرابا عن العمل مطالبين بزيادة تعريفات الركوب بعد يوم من إقرار مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) قانونا يقضي برفع أسعار عدد من السلع شملت البنزين والسولار.
كما شهدت الكثير من المناطق مشادات بين عدد من الركاب والسائقين الذين رفعوا تعريفات الأجرة بنسب تراوحت بين 50 و100%، بحسب شهود عيان.
يأتي ذلك فيما هدد أصحاب مخابز بأنهم سيضربون عن العمل إذا لم تعوضهم الحكومة عن الزيادة في أسعار السولار الذي تعمل به مخابزهم.
وقال شهود عيان لوكالة رويترز: إن مئات السائقين أضربوا عن العمل في محافظة الغربية بدلتا النيل، وإن الركاب تكدسوا في العديد من المحطات.
وأشاروا إلى أن بعض السائقين الذين لم يشتركوا في الإضراب رفعوا تعريفات الركوب من تلقاء أنفسهم بنسبة بلغت في بعض المناطق 100%.
وتضع الحكومة والمجالس الشعبية المحلية تعريفات ركوب حافلات نقل الركاب المملوكة ملكية خاصة.
ووافق مجلس الشعب أمس الإثنين على زيادات حادة في أسعار الوقود والسجائر ورسوم تراخيص السيارات اقترحها الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم لتدبير اعتمادات لزيادة قدرها 30% في مرتبات العمال والموظفين أعلنها الرئيس حسني مبارك يوم الأربعاء.
وبعد موافقة البرلمان على رفع الأسعار قال رئيس الوزراء أحمد نظيف: إن الزيادات التي ستتقرر في تعريفات ركوب سيارات الأجرة ستكون ضئيلة للغاية، ودافع نظيف عن زيادات الأسعار التي قال سياسيون ومواطنون إن الفقراء سيتحملون أعباءها.
ونقلت رويترز عن شاهد عيان في مدينة شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية بدلتا النيل قوله: إن نحو 100 سائق أضربوا عن العمل لعدة ساعات في المدينة مطالبين بزيادة تعريفات الركوب، لكن الشرطة تدخلت لإنهاء الإضراب.
وقال سائق إن ضباطا قالوا للسائقين إن تعريفات الركوب ستزيد خلال أيام.
ويقول السائقون إن زيادات أسعار السولار الذي تعمل به الحافلات الصغيرة تكلف الواحد منهم حوالي 50 جنيها (9.4 دولارات) يوميا، مشيرين إلى أن كثيرا منهم يشتري سياراته بالقسط، ويسدد أقساطا شهرية كبيرة.
“خراب بيوت”
وقال سائق لرويترز: “هذا خراب بيوت”، بينما قال ركاب إنهم لا يفضلون دفع تعريفة ركوب أكبر إلا بعد صدور قرار رسمي بالتعريفات الجديدة.
وزاد سعر البنزين درجة 90 أوكتين بنسبة 35% ليصل إلى 1.75 جنيه مصري للتر، وزاد سعر البنزين درجة 92 أوكتين من 1.4 جنيه إلى 1.85 جنيه للتر.
وفي السياق ذاته لفت شاهد عيان في مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة التي تقع إلى الشمال الغربي من القاهرة إلى أن مشاجرات وقعت بين ركاب وسائقين في المدينة لاختلاف الطرفين على تعريفات الركوب.
وأضاف أن ضباط شرطة تدخلوا لفض المشاجرات وأبلغوا السائقين بأن تعريفات الركوب الجديدة قد تصدر خلال يوم.
أما محمد الزاهد وهو سائق سيارة أجرة في مدينة الإسماعيلية إحدى مدن قناة السويس فقال إنه تشاجر ثلاث مرات مع ركاب بعد أن طلب أجرة زائدة بعد رفع أسعار البنزين، مضيفا: “عدت إلى منزلي إلى أن يهدأ غضب الناس من زيادات الأسعار”.
جاء ذلك فيما تعطلت حركة النقل من العريش إلى باقي المدن المصرية بسبب خلافات بين المواطنين والسائقين على تعريفة النقل.
ورفع سائقو سيارات الأجرة في مدينة الإسكندرية الساحلية تعريفات الركوب بنسبة 25%، فيما أخطرت شركات الشحن عملاءها بأنها ستلجأ إلى رفع أسعار خدماتها، بعد تطبيق رفع الأسعار الذي شمل فرض ضرائب جديدة على تراخيص كافة أنواع السيارات وخاصة التي تزيد حمولتها عن 5 أطنان، بحسب تقارير إعلامية.
وفي سياق متصل قال مصدر في محافظة قنا في جنوب البلاد إن المحافظ مجدي أيوب شكل لجنة خاصة من المجلس الشعبي المحلي لمناقشة تعريفات الركوب الجديدة في المحافظة تمهيدا لإصدار قرار بها.
وأضاف المصدر أن إجراءات أمن مشددة اتخذت في المحافظة وشملت محطات التزود بالوقود بعد اضطراب حدث في المحطات أمس لدى بدء جلسة مجلس الشعب لمناقشة الزيادات في الأسعار وهي الجلسة التي أذيع جانب منها على الهواء مباشرة.
المخابز تهدد بالإضراب
والسائقون ليسوا وحدهم الذين تحركوا بشكل عملي ضد ارتفاع الأسعار. فقد قالت مصادر في مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية في شمال البلاد إن نحو 50 مخبزا في المدينة بدأت اليوم إضرابا عن العمل بسبب زيادة سعر السولار لكن مفتشي تموين هددوا أصحابها بعقوبات مما جعلهم يأمرون باستئناف الإنتاج.
ولفتت مصادر لرويترز إلى أن أصحاب المخابز تقدموا بمطلبين إلى محافظ الدقهلية لتنفيذ أحدهما وإلا عادوا للإضراب بعد أسبوع، وهما إنقاص وزن الرغيف أو الحصول على دعم حكومي لتعويض الزيادة في أسعار السولار.
أحد أصحاب المخابز بمحافظة القليوبية الذي عرف نفسه بإبراهيم قال لـ”إسلام أون لاين.نت” إنه يشتري “لتر السولار بـ75 قرشا بعد أن كان ثمنه 40 قرشا، وبعد الزيادة الأخيرة سوف يشتريه بـ110 قروش؛ وهو ما يمثل عبئا عليه في ظل ثبات أسعار بيع الخبز، وبالتالي “يتعين على الحكومة أن تدعم السولار للمخابز وإلا فسنضرب عن العمل”.
وأضاف آخر: إن أصحاب المخابز تضرروا أيضا من زيادة سعر الملح الذي يستخدمونه في إنتاج الخبز من أربعة جنيهات إلى 15 جنيها للكيلوجرام.
وقال خبراء: إن زيادة أسعار الوقود ستزيد التضخم المرتفع أصلا، وستمحو بعض تأثيرات الزيادة في مرتبات الموظفين والعمال التي قررها مبارك بنسبة 30% من أساسي الأجر.
وتوقعوا أن تشهد الأسواق حالة من الانفلات التدريجي، في أسعار جميع السلع والخدمات بعد أن لجأت الحكومة إلى رفع أسعار البنزين والسولار وفرضت ضرائب باهظة على تراخيص السيارات بكافة أنواعها وارتفعت قيمتها إلى أكثر من 800%.
واقتصرت مقاومة القرارات الحكومية على دعوة بعض نشطاء الإنترنت إلى إضراب عام خلال الأيام المقبلة، بينما اقترح البعض أن يكون الإضراب بتوقيف السيارات في عرض الشوارع وإطفاء محركاتها حتى تشعر الحكومة بحالة الضيق التي يشعر بها المواطنون بسبب موجة الغلاء