أثار تدريب قامت به وحدات الشرطة والطوارئ في إحدى الولايات الأمريكية انتقاد مسلمي أمريكا؛ حيث تضمن التدريب اقتحاما لمبنى يرمز لمسجد يتحصن به مجموعة من المتشددين اختطفوا رهائن، وهو ما اعتبر اتهاما للمؤسسات الإسلامية في أمريكا بأنها تمثل “تهديدا للأمن القومي” الأمريكي.
وقد أُجري التدريب المثير للجدل في مدينة إرفنج بولاية إلينوي الأمريكية؛ حيث تحول ما يُعرف بـ”مركز الشفاء الدائم” إلى نموذج لمسجد، يمثل مركزا وقاعدة لمجموعة من المتطرفين المسلحين بأسلحة ثقيلة، ويُشتبه في وجود صلات بينهم وبين إرهابيين.
وبحسب صحيفة جورنال نيوز الأمريكية فإن سيناريو التدريب يتضمن حدوث تفجيرات داخل المبنى وخارجه، كما تقوم قوات خاصة تابعة لما يُعرف بـ”نظام الإنذار التابع لهيئة تنفيذ القانون” باقتحام “المسجد” باستخدام سيارة مصفحة.
وفي السيناريو المفترض تقع خسائر؛ حيث يقوم المختطفون في التدريب بقتل رهائن، فيما يتم قتل هؤلاء المختطفين.
وفي سياق التدريب يقوم المختطفون بربط أحد الرهائن بجهاز تفجير، وهو ما يتطلب مشاركة أخصائيي تفكيك القنابل، كما يقوم المشتبه بهم أيضا بإطلاق غاز الأعصاب، وهو ما يستدعي مشاركة فريق التعامل مع المواد الخطرة.
وقد شارك في التدريب أكثر من 120 فردا من حوالي 30 وكالة محلية مختلفة، مثل إدارات الإطفاء والإسعاف ومسئولي تنفيذ القانون، إضافة إلى عدد من النقاد للحكم على التدريب.
ومن جانبها قالت ديانا هولمز، مديرة وكالة إدارة الطوارئ في مقاطعة مونتجومري بولاية إلينوي: “لقد سار الأمر على ما يرام. وأريد أن أشكر كل من شارك، وخاصة الأشخاص في إرفنج الذين سمحوا لنا باستخدام منطقتهم لهذا التدريب”.
لكن هذا التدريب قوبل باعتراض من مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية “كير”، كبرى المنظمات الإسلامية في أمريكا، التي اعتبرت أن التدريب على نموذج “مسجد” واقتحامه “يبعث رسالة خاطئة” مفادها أن دار العبادة الخاصة بالمسلمين “المسجد” يمكن أن تمثل تهديدا أمنيا محتملا.
وقال أحمد رحاب المدير التنفيذي لمنظمة كير في شيكاغو بولاية إلينوي، في بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك: “إن استخدام ’مسجد‘ مزيف في هذا النمط من التدريب يبعث الرسالة الخاطئة إلى مسئولي تنفيذ القانون الذين يمكن أن يعتبروا الآن أن المؤسسات السائدة، مثل دور العبادة الخاصة بالمسلمين، تمثل تهديدات أمنية محتملة”.
وأضاف رحاب في البيان الذي صدر مساء الثلاثاء: “يجب على المسئولين (عن تنفيذ القانون) أن يكونوا مدربين على التعامل مع اختطاف الرهائن، والرد على الهجمات الكيماوية أو البيولوجية أو هجمات القنابل. لكن ما نسأل عنه هو الحكمة من ربط المجتمع الأمريكي المسلم ومؤسساته بهذه الحوادث”.
وأشار رحاب إلى أن روبرت مولر، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية “إف بي آي”، قد أشاد مؤخرا بتعاون المسلمين الأمريكيين في الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي.
حيث قال مولر في جلسة استماع عُقدت في الكونجرس في أبريل/نسيان: “إنني أؤكد في كل فرصة تتاح لي على حقيقة أن 99.9 بالمائة من المسلمين الأمريكيين أو السيخ الأمريكيين أو العرب الأمريكيين هم وطنيون بنفس القدر مثل أي شخص آخر في هذه الغرفة، وأن الكثير من قضايانا تكون نتيجة تعاون الجالية المسلمة في الولايات المتحدة”.
يُشار إلى أن كير كانت قد طالبت المسئولين عن تدريب الشرطة في ولاية بنسلفانيا بتقديم وجهة نظر المسلمين في أحد المحاضرات الإجبارية لتدريب الشرطة في الولاية، بسبب مخاوف من أن هذه المحاضرة كانت تتضمن صورة نمطية غير صحيحة للإسلام والمسلمين.
كل الحقوق محفوظة وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك© (2007).
يحظر النشر أو البث أو البيع كليا أو جزئيا بدون موافقة مسبقة. هذا المقال محمي بقوانين حقوق النشر الأمريكية. للاشتراك اكتب إلى [email protected]
أو اتصل في أمريكا على +1-202-390-5342.