انتقد عدد من رجال الدين الإيرانيين الأربعاء 7-5-2008 الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد لأنه قال إن يد الإمام المهدي المنتظر “ترى بوضوح في إدارة شؤون البلاد كافة”. وقال احمدي نجاد الاثنين في خطاب أمام طلاب الفقه نقله تلفزيون الدولة إن “الإمام (المهدي) يدير العالم ونحن نرى يده المدبرة في شؤون البلاد كافة”.
ويؤمن المسلمون الشيعة من المذهب الجعفري الإثناعشرية أن الإمام الثاني عشر الذي اختفى قبل 12 قرنا (المهدي) سيعود إلى الأرض ليملأها عدلا وسلاما، ويشكل الشيعة 10% من مسلمي العالم والأغلبية في إيران والعراق.
وألمح احمدي نجاد أن عودة الإمام الغائب قريبة بقوله إن على الحكومة “تسوية مشاكل إيران الداخلية في أسرع وقت إذ أن الوقت يداهمنا”.
وأضاف “حان الوقت لكي ننهض بواجباتنا العالمية (…) إيران ستكون محور قيادة (العالم) ان شاء الله”.
ورد عليه حجة الإسلام غلام رضا مصباحي مقدم المتحدث باسم جمعية رجال الدين المقاتلين المحافظة المتشددة قائلا “إذا كان احمدي نجاد يريد أن يقول ان الامام الغائب يدعم قرارات الحكومة فهذا ليس صحيحا”.
واضاف “من المؤكد ان المهدي المنتظر لا يقر التضخم الذي بلغ 20% وغلاء المعيشة والكثير غيرهما من الاخطاء” التي ترتكبها الحكومة.
كما اعتبر رجل الدين المحافظ حجة الاسلام علي اصغري عضو كتلة حزب الله في البرلمان انه “من الافضل لاحمدي نجاد الاهتمام بمشاكل المجتمع مثل التضخم (..) والتركيز على الشؤون الدنيوية”.
ونصحه في تصريحات نقلتها صحيفة “اعتماد مللي” الأربعاء بـ”عدم التدخل في الشؤون الدينية والايحاء بأن إدارة البلاد يتولاها الامام الغائب”.
وكان احمدي نجاد اكد بعيد انتخابه عام 2005 ان “المؤمنين بالتعاليم الالهية للفكر الاسلامي يفعلون كل ما بوسعهم للتعجيل بعودة ظهور” المهدي المنتظر.
ولم يكف منذ ذلك الحين عن الرجوع الى الامام الغائب وحتى على منصة الامم المتحدة بل انه اكد انه في خلال هذه المناسبة في خريف 2005 شعر بهالة من النور تحيط به متحدثا طويلا عن عودة المهدي المنتظر.
وعندها ثار رجل دين ايراني كبير هو اية الله الاصلاحي يوسف سعاني على “اللجوء المتزايد الى الخرافات” في نقد مبطن للرئيس.
ويرى الرئيس الايراني ان “اعداء” ايران نفسهم يعلمون ان عودة المهدي حتمية، وقال احمدي نجاد “في العراق يبدو وكأن المحتلين (الامريكيين) موجودون هناك لوضع يدهم على الثروات النفطية ونهب البلاد. لكنهم في الواقع ادركوا ان هذه المنطقة ستشهد حدثا” متوقعا ان “تظهر يد الله وترفع جذور الظلم عن العالم”.
واكد ايضا ان احداثا مثل الثورة الاسلامية عام 1979 او انتصار ايران على العراق في حربهما من “معجزات” المهدي.
وقال ان “القوى العظمى مذهولة. هل تصدقون ان تصبح ايران قوة نووية هكذا؟ نحن نرى في ذلك اليد المدبرة للامام الغائب”.
برلمانيون يشتكون خاتمي لـ”الاستخبارات” لخطابه “المسيء”
وفي قضية أخرى، يعتزم 77 عضوا من التيار المحافظ في البرلمان الإيراني التقدم بشكوى لوزارة الاستخبارات بعد تصريحات أدلى بها الرئيس الإيراني السابق المعتدل محمد خاتمي اعتبروها مسيئة للزعيم الإعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني، وذلك وفقا لما ورد في صحيفة “اعتماد ملي” الأربعاء.
وقالت الصحيفة إن المشرعين سيطلبون من وزير الاستخبارات غلام حسين محسني اج
ئي “مواجهة” خاتمي بسبب التصريحات التي يقولون إنها مسيئة لمؤسس الجمهورية الاٍسلامية الإيرانية. ولم تذكر الصحيفة متى سيقدمون الشكوى الرسمية كما لم تنشر المزيد من التفاصيل.
ئي “مواجهة” خاتمي بسبب التصريحات التي يقولون إنها مسيئة لمؤسس الجمهورية الاٍسلامية الإيرانية. ولم تذكر الصحيفة متى سيقدمون الشكوى الرسمية كما لم تنشر المزيد من التفاصيل.
ويعكس الخلاف الانقسام السياسي بين من يسعون في ايران مثل الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى عودة السياسات المتشددة للأيام الاولى للثورة والشخصيات المؤيدة للاصلاح مثل خاتمي الذي يسعى لتغيير سياسي واجتماعي.
وفي كلمة ألقاها يوم الجمعة أثار خاتمي تساؤلا حول معنى عبارة “تصدير الثورة” التي صيغت عندما رأس الخميني البلاد. وكانت الدول العربية المجاورة تشعر بالخوف من هذه العبارة أنذاك إذ كانت تنظر اليها على أنها محاولة من ايران لاذكاء نيران تمرد في بلادهم. وكانت مساعي خاتمي لتحسين علاقات إيران مع العرب والغرب من العلامات المميزة لفترة رئاسته للبلاد.
ونقلت الصحف عن خاتمي قوله في كلمة ألقاها في إقليم جيلان الشمالي “ماذا كان يعني الإمام الخميني بقوله تصدير الثورة. “هل كان يعني أن نحمل السلاح ونفجر أماكن في دول أخرى ونشكل جماعات للقيام بأعمال تخريبية في دول أخرى.. كان ضد مثل هذه الإجراءات وكان يواجهها.”
وقال المتشددون إن هذه التصريحات تشير إلى أن خاتمي يعطي ثقلا للاتهامات التي كثيرا ما توجهها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إلى إيران بأنها تثير أعمال عنف في العراق وفي أماكن أخرى، حيث تنفي طهران مثل هذه الاتهامات.
وذكرت صحيفة كيهان المحافظة في تعليق “بالتأكيد يجب أن يتحمل خاتمي مسؤولية تصريحاته غير الوطنية.” وتابعت “عواقب ذلك هي تلطيخ صورة النظام المضيئة وتأكيد الاتهامات العارية عن الصحة للقوى المتعجرفة” وهو تعبير يستخدمه مسؤولون ايرانيون في الاشارة للولايات المتحدة وحلفائها.
وكان خاتمي شخصية بارزة للاصلاحيين في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس/اذار عندما احتفظ الاصلاحيون بأقليتهم البسيطة في البرلمان. ومن المتوقع أن يلعب دورا كبيرا في جهود الاصلاحيين لاستعادة الرئاسة في الانتخابات الرئاسية عام 2009
ومن المتوقع بشكل كبير أن يسعى أحمدي نجاد للفوز بفترة رئاسة ثانية. ولكن المحافظين الذين فازوا بالانتخابات البرلمانية بينهم كثيرون من المعارضين لأحمدي نجاد وخاصة لسياساته الاقتصادية ومن ثم سيواجه مصاعب في البرلمان في العام السابق للانتخابات.