أصبحت وللأسف بعض عواصم الأنظمة العربية والإسلامية مرابط خيل لإدارة بوش وإسرائيل وفرسان مالطا.
أو غابات ومزارع محمية لليبراليين العرب الجدد المتأمركين, المعادون للإنسانية والأمتين العربية والإسلامية.
فما إن تودع هذه العواصم أحدهم, حتى يكون الآخر يحلق بطائرته التي تستعد للهبوط , ليقوم بزيارة أخرى. حتى أن بعض هذه العواصم راحت تتعهد بالرعاية والعناية كل من هزمهم الشعب الأمريكي من الصقور والمحافظين الجدد المتصهينيين في إدارة جورج بوش في تحد صارخ لمشاعر الشعب الأمريكي وشعوب العالم.
أو باتت بعض هذه العواصم مأوى ليقيم فيها عملاء إسرائيل والادارة الأمريكية, أو مزارا لعميل آخر طالبا منها العون والدعم والمدد لخيانته المفضوحة, أو وكرا لمن يعادي ويتآمر على سوريا بشعبها وقيادتها, أو مرتعا لعميل آخر يتآمر مع الإدارتين الأمريكية وإسرائيل على وطنه وفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق.
فلا عجب ولا غرابة حين وصلت درجة الوقاحة وقلة الحياء بالمجرمة تسيبني وزيرة الخارجية الإسرائيلية, لأن تتصدر الولائم والعزائم والمؤتمرات ومنابر الخطابة في بعض العواصم,وتقف خطيبة ومرشدة ومعلمة وناصحة وواعظة وفقيهة وحكيمة. رغم أنها لا تفقه في كنه هذه الأمور من شيء, وإنما هي امرأة شاذة ومجرمة وإرهابية.
وباتت غونداليزا رايس هي الأخرى الملكة والفارسة والأميرة والقاضية والمفتية التي تصول وتجول , وهي تنهي وتحل وتحرم وتفتي وتأمر وتنظر وفق هواها ومزاجها , وتعليمات رئيسها ونائبه سيء الصيت والسمعة. وكأنها في بيت أعز من بيتها, وربما أنها تعتبر هذه العواصم من أملاك بلادها , وحكامها إنما هم ضيوفها.
تأمر وزراء دول لحلفائها ممن يدعون بالحضور لعقد إجتماع أو مؤتمر أو لقاء, فيسارعون لتلبية طلبها على جناح السرعة, ودائما هي من ترأس الجلسات وتديرها, بدون أذن أو دستور أو مشورة,وكان الحضور بنظرها كانوا قادة كبار, او موظفين كبار أو صغار, أو وزراء أو أمراء, إنما حشروا لخدمتها وأمرها. ومن يدري فلربما تسأل المجتمعين على من هو بقادر أن يأتيها بخبر فلان, أو برأس حاكم أو نظام معارض لبلادها. أو برئيس وهو مكبل اليدين, لا يعجبها أو لا تستزيغه إدارتها. أو تدمير نظام آخر او حركة مقاومة وطنية, بحيث يقلب عاليها سافلها, أو يحاصر شعبا ليميته جوعا,أو من متطوع ليحتضن ويرعى عملاء يعملون لصالح أجهزتها الأمنية. أو يتطوع لخدمة إسرائيل, بتقديم أسرار بلاده وكل معلومة عن فصائل المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق لإسرائيل والادارة الأمريكية لضمان مصالحهما, ولو تعرض أمن وطنه وشعبه للخطر والضرر. فكل شيء يهون لدى العملاء طالما إدارة جورج بوش أو إسرائيل عنهم راضية ومنهم مسرورة.
والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها: دعم بعض هذه العواصم لعملاء العراق الذين يسطون على السلطة حاليا في العراق بدعم واحتلال أمريكي للعراق. ودعم بعض هذه العواصم لسلطة أبو مازن المتورمة بالعمالة والفساد. و بعض هذه العواصم تفاخر بدعم تيار المستقبل وزعماء ما يسمى بقوى الموالاة والأكثرية في لبنان.وهؤلاء جميعا أصدقاء الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية. والرئيس جورج بوش يفاخر بعمالتهم وجهدهم في الدفاع عن المصالح الأمريكية والإسرائيلية, ويطنب في مدحهم على سعيهم الدءوب لتهويد فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.
وبكل أسف يتنافس البعض منهم كديوك الحبش , ليعرض خدماته لتنفيذ أوامر رايس أو جورج بوش على أنه الأمهر والأبرع والأسرع .ومن المؤسف أن السيدة رايس أو جورج بوش هما من يحددا المهام لهم لخدمة مصالحها الاستعمارية, و في معظم الأحيان تكون السيدة غونداليزا رايس هي من تحدد أيضا التواريخ والأمكنة لكل اجتماع ومؤتمر يصب في خدمة سياسات بلادها الإجرامية والعدوانية , ومستوى التمثيل, وجدول الأعمال, وفي آخر كل اجتماع تسلم كل واحد نسخة مطبوعة وممهورة بتوقيعها أو توقيع رئيسها وخاتم بلادها ليوقعوا عليها ويعتمدونها كقرار أتخذ في هذا الاجتماع بالإجماع. وحتما أي سؤال أو نقاش أو جدال أو اعتراض, أو الامتناع عن الموافقة على أي بند ممنوع ممنوع. أما توضيح أي استفسار أو استفهام عما يجده البعض منهم مبهم , فهي وحدها دون غيرها من يملك حق التوضيح القانوني والتوصيف فقط.ويخرجون من الاجتماع ,وكأنهم دمى على البطارية , عيرتهم السيدة رايس أثناء الاجتماع بأناملها, وخاصة فيما يجب أن يدلوا به من تصاريح في المؤتمرات الصحفية, وحتى القواعد الواجب عليهم أتباعها على المأدبة. ومن يدري !! فربما تعتبرهم على أنهم موظفين صغار صغار في
أصغر دائرة من وزارتها.وأنهم عبيد لها رغم أن أمهاتهم ولدنهم أحرارا.
لو أن أحد ممن يأتمر بأوامر رايس من دول الاعتدال حاسب نفسه على هذا السلوك الخاطئ, لأقدم على الإستقالة على الأقل ثأرا لكرامته الجريحة, وحقوقه ومهامه المغتصبة والمسلوبة, بعد أن وضع شخصه ووزارته ووطنه تحت الوصاية الأميركية, وأنخرط في تنفيذ سياسيات وتوجهات ومصالح لاهي وطنية ولا هي عربية أو إسلامية.
والسؤال المطروح : متى تفهم الإدارات الأمريكية الحقائق العلمية والمنطقية والموضوعية, وتكف عن تصرفاتها الصبيانية,وتتعلم بأن مثل هذه التصرفات تجرح المشاعر, وتثير حنق وغضب كل مواطن شريف و حر وعربي, وأن الأزمات السياسية والاقتصادية , والحروب والطغيان والفقر والجهل والصراعات الطائفية والمذهبية, هي سبب عدم الاستقرار العالمي.وهي من تدمر المجتمعات الإنسانية, وتنشر الإرهاب قي ربوع الكرة الأرضية. وتنشر وتفاقم الأمراض النفسية والجسمية, وتفشي ظواهر العنف والجريمة؟ وإذا ما اتقد أوراهم فستتدفق من منابعهم سيول جارفة للشذوذ والإرهاب والجريمة؟ وأنها بهذه الأساليب إنما هي تربك المجتمعات الإنسانية وبلادها وشعبها وتؤذيها, وتصيبهم بأفدح الأضرار, وتبدد القيم الأخلاقية والإنسانية, وتضر بالأديان السماوية.
فالإدارات الأمريكية التي ما برحت تستخف بالشعوب والجماهير لعدة عقود , يبدوا أنها لم تتعلم أو تستفيق بعد أن السيل قد بلغ الذبى, وأن الشعوب والجماهير اكتشفوا حيلها وألاعيبها واستهتارها,و باتوا يقفون لها بالمرصاد. وأنهم يعتبرون أن بعض الإدارات الأمريكية ليس فيهم من شيء سوى نشر العهر والأمراض والحروب والفقر.وأن رموزها أشبه بقرود ودببة ترقصهم الصهيونية والامبريالية في المهرجانات والمواسم والحفلات.
ما من شك بأن سياسيات وجهود وتصريحات رموز هذه الإدارات الأمريكية متناقضة. وأشبه بمن يضيع وقته وجهده في أن يجمع الماء والنار معا. وأنهم ليس لهم من أدنى اهتمام أو أنتباه أو حظوة. وباتت مناظرهم وأصواتهم تستخدم لتخويف الأطفال, أو للسخرية والمسخرة, أو لإرهاب وأستغلال الدواب في الحقول والمزارع.
فها هي إدارة الرئيس جورج بوش مابرحت تفاخر بصرعاتها الأربع المخجلة: كحكم العملاء في العراق المتخم بالإجرام والإرهاب واللصوصية والفساد. وسلطة محمود عباس المتخمة بالعمالة والفساد. وديمقراطية أنظمة الاعتدال التي تعاني الوهن والعلة والاعتلال.وثورة الأرز ,أو ما تطلق عليه قوى الأكثرية الحاكمة في لبنان الشقيق والفاقدة للشرعية, والمكتنزة بعض رموزها بالعمالة والإجرام والدجل والأكاذيب والنفاق والفساد.
فجهدها لتنصيب العملاء على العراق لم يجر على بلادها وإلى العراق سوى الدمار والخراب. وباتت تتجرع في كل يوم أكثر من كأس لهزيمة نكراء مرة.وإن لم تسارع للتفاوض مع المقاومة العراقية, فمصيرها حالك السواد. وما أقامته في العراق من هياكل ودمى, كلفتها الكثير من الأموال والأرواح, ستتطاير كالقش حين تذروه الرياح.
وسلطة محمود عباس تلفظ أنفاسها, وليست بأفضل من حال أريل شارون في غرفة الإنعاش والعناية المشددة. وجحفلها الجديد في لبنان الذي أسندت مهمة قيادته إلى الأمير سعد الحريري, ومهمة العلاقات العامة إلى السيد فؤاد السنيورة, ومهمة الأركان إلى المجرم سمير جعجع , وقيادة الألوية والقطعات فيه إلى كل من أمين الجميل ومروان حمادة والسبع وقباني وفتفت ,لم تدري بعد أن هذا الجحفل يعاني الأمرين, بسبب سؤ تشكيله, وتعدد قادته, وبيروقراطية اتصالاته مع قيادته, وعجز وجهل قائده وأركانه. بحيث باتوا أشبه بجذوع نخل خاوية. وأنظمة الاعتدال, والتي لا تملك قرارها أو من أمرها شيئا, وبدون عكاز ليست بقادرة على الوقوف والحركة.
فإلى متى ستستمر إدارة الرئيس جورج بوش بهذا الهرج ,والذي لن تحقق منه سوى المزيد من نزيف دماء الأبرياء في كل مكان تطأه بقدميها, وازدهار الأعمال الإجرامية والإرهابية, وانتشار الفساد واللصوصية,وتدمير سمعة بلادها, وهدر اقتصادها ودولارها, وهدر دماء الأبرياء, وجنودها الذين ساقتهم لحروبها العبثية؟
الأربعاء: 7/5/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
بريد الإلكتروني: [email protected]