صديقي قصي…
صعبٌ علينا رثاؤك ، كما كان صعبٌ علينا وداعك، ولحظات فراقك فبأي اللغات نرثيك وبأي الكلمات نكتبك ونحن نعرف أن كل المفردات التي قد نستجمعها لنقولها في حضرة روحك الطيبة لن تأتي بك إلينا ، ولن تعود بالزمن إلى الوراء لأنه الله جل وعلا ، قد احبك مثلما نحن أحببناك فكانت مشيئته أن تسكن إلى جواره في جنات الخلد وترحل عنا وتتركنا نحن على الأرض نبحث عنك في كل الزوايا والأزقة التي كانت تجمعنا ، نراك فينا حاضراً وصورتك ألوضاءة تملأ مخيلتنا وتسكن قلوبنا نحاورك كل صباح ومساء نشتاق إليك وننتظر قدومك لكنك لم تعد تأتي ، نطرق عليك باب البيت علك تخرج منه إلينا لتستقبلنا ، نبحث عنك في ساحات المدرسة ومقعد الدراسة ، وما بين الحصة والحصة ، نبحث عنك كل يوم وكل ساعة وكل دقيقه ونحن نعرف انك لن تأتي ، لأنك لست هنا فأنت في حالة غياب متكرر منذ أربعين يوما ،فهل مللت منا ، أم نحن أزعجناك في ا مر ما ، أم لأنك لم تعد تحتمل الحياة في ظل الحصار والاحتلال وسياسات القهر والإذعان وأنت لم تكن كأي شخص آخر ، لم تكن كما الآخرين يتساوقون ويتسابقون نحو فكرة الإذعان ، رفضت التعايش مع المحتل في فكرة هزلية أسموها السلام ، ساروا ورائها ومشوا بخطواتهم المشبوهة حتى ضلوا طريقهم بين ضئآلة الباطل وشرذمة عرّابيه وهم كثر في وطني .
صديقي قصي …
افتقدناك حبيبا وصديقا وأخا وزميلاً وفيا، افتقدناك ومقعد الدراسة كذلك يبحث معنا عنك يسأل عن غيابك ، افتقدتك حارات المخيم التي جمعتنا طوال سنوات عمرنا، والتي تذكرنا فيك كل لحظة، هنا كنا نلعب هنا كنا نركض وهنا كنا نمشي وهنا سارت أقدامك قبل الرحيل، هنا جلسنا وشربنا كأس الشاي الأخير .
أخي قصي صعبٌ علينا أن نجلس في مكان لست أنت فيه ، صعب علينا أن نجلس في مكان لا تتحدث معنا فيه ، ومن قال انك لست هنا ، انك والله هنا تجلس بيننا وروحك الطاهرة تملاؤ المكان ونسكن نحن في ظلالك … نحن أصدقاؤك ومعنا كل من عرفك واحبك نستمع الي صوتك القادم الينا من بعيد بصرخات الثائر الذي صدق وعده ونتحدث اليك ونسجل حبنا الكبير لك ، لم ترحل عنا فانت حي فينا ، لم ترحل عنا لان صورتك تسكن عقولنا وقلوبنا ، عُد إلينا يا قصي ، اشتقنا اليك ورب العرش ، اشتقنا اليك ايها الحبيب ايها الصديق ايها الاخ والرفيق
تعريف بالشهيد قصي الافندي ” هو شهيد من شهداء انتفاضه الاقصى ، طفل لم يبلغ العشرين هو وحيد والديه ومحبوب جدا من زملائه استشهد اثناء قيامه برشق قوات الاحتلال بالحجارة في وسط مدينة بيت لحم