واشنطن, مايو (آي بي إس) – بعد ثلاثة أسابيع من هجمات 11 سبتمبر 2001، وضع وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد كهدف عسكري إطاحة صدام حسين بالقوة وتغيير أنظمة الحكم فى إيران وسوريا وأربع دول أخرى فى الشرق الأوسط، وفقا لوثيقة استند إليها وكيل وزارة الدفاع حينذاك دوغلاس فيث، فى كتاب له عن الحرب على العراق.
أشار فيث فى كتابه المعنون “الحرب والقرار” إلى أن هذا الهدف العدواني لتغيير خارطة الشرق الأوسط باستخدام القوة العسكرية والتهديد بها، حظي على تأييد مفتوح من كبارة القادة العسكريين فى الولايات المتحدة.
وأورد فى كتابه الصادر فى ابريل مقتطفات من المذكرة التى أرسلها رامسفيلد إلى الرئيس جورج بوش بتاريخ 30 سبتمبر 2001، والتى دعاه فيها إلى التركيز لا على القضاء على شبكة “القاعدة” فحسب، وإنما أيضا على غاية إقامة “أنظمة حكم جديدة” فى عدد من الدول من خلال “مساعدة المحليين على التخلص من الإرهاب وتحرير أنفسهم من أنظمة تدعم الإرهاب”.
وحذف فيث فى اقتباساته لنص الوثيقة أسماء الدول الأخرى المستهدفة باستثناء أفغانستان وأبدلها بعبارة “بعض الدول لأخرى” بين قوسين.
بيد أن الجنرال الأمريكي ويسلى كلارك الذي قاد غارات منظمة حلف شمال الأطلسي فى حرب كوسوفو، ذكر فى كتابه فى 2003 عن “كسب الحروب الحديثة” أن صديق له فى وزارة الدفاع الأمريكية قال له فى نوفمبر 2001، أن قائمة الدول التى وضعها رامسفيلد ونائبه بول وولفتز كهدف لتتغير أنظمتها قد تضمنت إيران، سوريا، ليبيا، السودان والصومال.
وذكر الجنرال الأمريكي أن القائمة تضمنت لبنان أيضا، فيما قال وكيل وزارة الدفاع السابق فى كتابه أن وثيقة رامسفيلد وضعت “إخراج سوريا من لبنان” كهدف أساسي فى سياسة الولايات المتحدة.
وبسؤالنا لفيث عن “أسماء الدول التى حذفت من الوثائق”، أجاب بأن الحذف يرجع “لأسباب أمنية”. وبسؤاله إذن عما إذا كانت الأنظمة الستة الوارد على قائمة الجنرال ويسلى كلارك كانت مدرجة على قائمة وثيقة رامسفيلد، أجاب وكيل وزارة الدفاع السابق “كلها”.
هذا ولقد سلمت مذكرة رامسفيلد للبيت الأبيض بعد مجرد أسبوعين من موافقة بوش على شن عملية عسكرية أمريكية على أفغانستان، موجهة ضد أسامة بن لادن وطالبان.
وبالرغم من هذا القرار، دعا اقتراح رامسفيلد بوضوح إلى إرجاء الغارات الجوية لأجل غير مسمى واستخدام القوات البرية لدعم تحالف الشمال المناهض لطالبان لاعتقال بن لادن.
وفى المقابل، اقترح رامسفيلد أن تستهدف الولايات المتحدة قوى معادية لإسرائيل كحزب الله وحماس.
لكن بوش لم يوافق على الهدف المعلن من تغيير أنظمة الحكم فى إيران وسوريا والدول الأربع الأخرى التى اقترحها رامسفيلد. ومع ذلك، اعتمد رامسفيلد هدف الخطة العسكرية ضد عدة أنظمة فى الشرق الأوسط لتغييرها على الرغم من عدم تمشيها مع سياسة البيت الأبيض.(آي بي إس / 2008)
غاريث بورتر، المؤرخ وخبير الأمن القومي الأمريكي