لست معتادا لمشاهدة الحصص التي يقيمها عادة التلفزيون الجزائري لردائتها وروتينيتها, وفي لحظة إرهاق عبر تجولي في الأنترنت ,توجهت إلى الصالون لأستريح قليلا ,وإذا بولدي يحول الإتجاه عبر القمر الصناعي ليحط بنا عند اليتيمة المسكينة من دون دعوة.
حصة ,ما أتعسها وما أتعس من شاهدها
صورية بوعمامة ,العجوز, ومعها صحفيون مبتدئون ,الشجاع فيهم إذا طَرح السؤال لابد عليه أن يحفظه عن ظهر قلب حتى لا يحمر خده إذا ما أعيد عليه السؤال من وزير لايعرف التركيز ,ويستلزمه التحضير له لأيام وسهر ليالي, وبطبيعة الحال عليه أن يركز على المشطة والضحكة المستوردة حتى يسطع نجمه.
كانت إجابات الوزير على بعض الأسئلة كافية للتأكيد بأن من بيدهم الأمر في بلدنا الحبيب أميون بأتم ما تحمله الكلمة من معنى
يستعملون سياسة الهروب إلى الأمام ,ظنا منهم أنهم يستطيعون بهذه السياسة العرجاء والمقيتة قلب الحقائق أو تسيير الأمور, وهم في الحقيقة يزيدون من حجم المعاناة ,من خلال تراكم القنابل الموقوتة التي زُرعت في كل مكان و القابلة للإنفجار في كل لحظة.
كان سؤال صحفية مُحجبة تسعى لتعمل في بلدها وتكسب قوتها بيدها وتحافظ على شرفها قائلة للوزير الذي لاعلاقة له بالإعلام
هل من حقنا كمحجبات أن نظهر بهذا الزي؟؟؟ فأجابها قائلا بسياسة التبلعيط لجبهة التحرير ما بعد الاستقلال التي حفظناها وكبرنا معها
من الذي منعك من ذلك ؟؟؟ وهي محاولة منه للتدليس على الناس وإسكاتها.
فئات كثيرة من الشعب تشهد أن نعيمة ماجر تم توقيفها, لأنها رفضت أن تنزع الحجاب بعدما ارتدته والكثيرات
ونسي أن الآذان كان ممنوعا في التلفزة إلى وقت قريب ولازال إلى اليوم هذا يُمنع من الظهور الدعاة والمصلحون والمفكرون والمبدعون إلاّ لمن سبحوا بحمد السلطة
في حين المجال مفتوحا للمسخ والسلخ وتشويه الثقافة الجزائرية ,من خلال الحصص ورداءة مقدميها الذين لايعرفون التحدث بلغة سليمة خالية من الأخطاء حتى بالدارجة ,وممّا زاد تعجبي وكدت أن أقوم بتكسير الجهاز في لحظة غضب ,بعدما شاهدت وقاحة الوزير بوكرزاة عبد الرشيد وهويجيب العجوز صورية بسؤال عن حالة مذيعي الإذاعة وعن مقرهم
وهم يعملون في مكان لايتعدى أربع أمتار فأجابها ببرودة قلب وسماطة لسان .
لكن قلوبهم كبيرة وواسعة!!! أي المذيعون , لست أدري أي مستوى يحمله من خلال هذا الجواب هذا الوزيروهو يتحدث في يوم الإعلام وحرية الصحافة ,فلربما من كان ينتظر قرارات بهذا الشأن من الصحفيين المخدوعين بسياسة النظام .
ما أمْيَتَ قلْب الوزيرْ عبد الرشيد بوكرزازة ومعه حمرراوي شوقي الذي رأيناه وهو يتمتم ويحرك حاجبيه إتجاه الصحفية المسكينة, ومن يحركه بآلة التحكم عن بعد.