نشرت صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر يوم الاحد المصادف 4/5/2008 خبراً عنوانه ” مقتل السعودي الصلهام في العراق ” , وكان في فحوى الخبر الذي نشرته الصحيفة دلالات كبيرة واشارات مهمة لما يحدث في العراق عموماً وفي سجون القوات الأمريكية خصوصاً أنني أعتقد جازماً ان الحكومة العراقية لاتدري مايدور فيها ولا مايطبخ في داخل مطابخ هذه السجون التي تشرف عليها وتديرها القوات الامريكية .
الخبر يتحدث بمجمله عن معتقل سعودي أسمه كمال نزال الصلهام وهو طالب سابق بكلية التربية بالجوف في السعودية وقد خرج منها مع عدد من الشباب في أوائل عام 2005 وذهب للقتال في العراق واعتقل في أواخر عام 2005 في سجن بادوش , والخبر لحد الأن اعتيادي وليس فيه مايثير أو يستحق كتابة مقالة عنه لكون العراق وبفضل غباء الامريكان أو خططهم المقصودة , قد جعلوا العراق حقل للتجارب وساحة مغناطيسية لجذب الكثير من الشباب نحو العراق من أجل .
لكن ماهو المثير بالموضوع هو الاشارات التالية التي وردت في الخبر وهي كما يلي :
1. أن أسرته تلقت اتصالا هاتفيا من شخص مجهول يفيد بأن شقيقه كمال البالغ من العمر 25 عاما قتل بالعراق في معارك جرت بين القوات الأمريكية ومسلحين في مزارع بمحافظة صلاح الدين.
2. أن جثته تسلمتها الشرطة ولا يعلمون أين تكون الآن.
3. قال نبيل _ وهو أخو المعتقل السعودي _ إنه منذ أيام تم الإعلان عبر وسائل الإعلام عن هروب معتقلين سعوديين من سجن بادوش في العراق مشيراً إلى أن شقيقه أحدهم .
4. أن أسرته تلقت رسالة سابقة من كمال أثناء اعتقاله بسجن بادوش عن طريق الصليب الأحمر جاء فيها: بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أطلب منك أنت يا أبي وأنت يا أمي السماح وأن تدعوا لي بالفرج لأن الأمريكان مسكوني وأنا بحمد الله بصحة وعافية لا تشغلوا بالكم علي فالأمريكان يتعاملون معنا جيداً فلذلك لا تشغلوا بالكم.وأريد أن أبلغكم أني مشتاق إليكم جميعا وأني أخطأت والرسول صلى الله عليه وسلم يقول خير الخطائين التوابون وسلامي إلى جميع إخواني وأخواتي وإلى كل من يعرفني وأطلب منهم الدعاء، وأوصيك يا نبيل بابنك طلال وأريد أن أقول لك إنه لم يفارق بالي، وأوصيكم جميعا بالصلاة وبالأخص فيصل وجلال وأتمنى من الله أن يكون اللقاء بيننا قريبا.. وأريد أن أخبركم بأن المحققين السعوديين طمأنوني وأنهم جاؤوا ليساعدونا وسوف نرجع إليكم قريبا إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنكم…… كمال نزال مشعل الصلهام…..
ولتسمحوا لي بالتعليق على ماورد من حقائق في هذا الخبر عبر مجموعة من الملاحظات ..
1. بالنسبة للقضية الأولى وهي ان اسر المقاتلين العرب في العراق تتلقى اتصال من العراق يخبرها بان أبنهم قد قتل .. هذه القضية مهمة وتستحق النظر وتُشعل الأسئلة التالية … من يتصل بأهل القتيل ؟ وكيف تُرتب تلك الجماعات هذه القضية ؟ وكيف يمكن أستثمار هذه القضية من أجل حث هذه الأسر على التعاون مع حكوماتها او مع الحكومة العراقية من اجل التبليغ عن الرقم الذي أتصل بهم من اجل متابعته ومعرفة الشخص المتصل او الشبكة والخلية المسؤولة عن ذلك ؟ أنها أسئلة مهمة تحتاج لمتابعة فقد سمعنا أكثر من مرة بأن اهالي المقاتلين يتلقون الكثير من هذه الأتصالات من اجل التبليغ عن مصير ابنهم …
2. أما قضية جثة المقتول العربي , فلانعرف وليتنا نعرف أين تذهب الشرطة العراقية وقوات الأمن بهم ؟ هل تدفنهم بمقابر خاصة ؟ ام تذهب بهم الى مقابر المسلمين العامة ؟ ام انها ترسل الجثة الى بلدانهم في أطار اتفاقية ما تُسلم بموجبها هذه الجثث الى بلدانهم ..
3. ثم نصل الى قضية مهمة تتعلق بالهروب المتكرر الذي نسمعه من السجون الامريكية في العراق وخصوصا بادوش الذي يُعد ثاني اكبر سجن في العراق بعد بوكا , والغرابة في الأمر هو السؤال المهم الذي يقول كيف يمكن أن يهرب سجناء عرب من هذه السجون الامريكية المحكمة ؟ وهل من المعقول ان تتغافل أمريكا عن هذا الأمر وتسمح لأعدائها بالهروب من هذه السجون ؟.
4. ثم نصل الى رسالة الصلهام لأهله حيث فيها أشارات خطيرة وغريبة وربما لامعقولة …فالرسالة وصلت عبر الصليب الأحمر وهذا يعني ان منظمة الصليب الأحمر تدخل هذه السجون وعلى أطلاع بما يجري فيها هذا أولاً , اما ثانياً فانه يعترف انه أخطأ في قدومه للعراق وأنه يطلب ويسال الله تعالى التوبة وأنه يتمنى العدوة لأهله في السعودية , وهذا يعني ان التحريض الأعلامي من قبل القنوات الفضائية قد أدى الى تضليل الكثير من الشباب العربي وجعلهم ياتون الى العراق للقتال ولكنهم أكتشفوا الحقيقة بعد أن وصلوا للعراق وربما بعد فوات الاوان . الا ان الغرابة في
الأمر ان هذا الشخص نفسه حينما هرب من السجن فانه قد دخل في مواجهات ضارية مع القوات الأمريكية وادت الى مقتله فأي توبه هذه التي تتحدث عنها الرسالة أن كانت صحيحة ؟ وكيف عاد لقتال القوات الامريكية وهو تمنى الرجوع لأهل وترك هذا الأمر ؟ ثم يطرح ثالثاً في رسالته مسألة تعامل القوات الأمريكية مع السجناء العرب حيث يقول بانها جيدة , ولو فرضنا أنها كذلك فعلاً وانه لا يقول ذلك من أجل ان لايشغل بال والدته وأهله , لو فرضنا ذلك فهل صحيح أن القوات الامريكية تتعامل بلطف مع هؤلاء ؟ لقد اكد هذا الأمر في أحد التصريحات الشيخ أحمد أبو ريشة رئيس صحوة العراق حينما قال بان القوات الامريكية تتعامل بلطف مع مقاتلي القاعدة… هذا أمر يثير الدهشة … وهو يبدو حقيقي وليس مجرد أدعاءات او تصريحات غير حقيقية … وربما القضية تحتاج لتدخل الحكومة العراقية لمعرفة مصداقية هذا الأمر ومدى صحته وقربه أو بعده عن الحقيقة بل الامر ربما يتعدى ذلك أذ يُقال ان السجون الامريكية في العراق قد اصبحت مصانع أيديولوجية لتفريخ أجيال وعقول متشددة تمتهن بعد خروجها العنف وتحمل السلاح عاجلاً أو أجلاً , اما النقطة الرابعة والأخيرة التي تكتنفها رسالة الصلهام فتكمن في أنه أشار الى انه قد التقى بمحققين سعوديين في سجن بادوش !!! وانهم طمأنوه ووعدوه
الأمر ان هذا الشخص نفسه حينما هرب من السجن فانه قد دخل في مواجهات ضارية مع القوات الأمريكية وادت الى مقتله فأي توبه هذه التي تتحدث عنها الرسالة أن كانت صحيحة ؟ وكيف عاد لقتال القوات الامريكية وهو تمنى الرجوع لأهل وترك هذا الأمر ؟ ثم يطرح ثالثاً في رسالته مسألة تعامل القوات الأمريكية مع السجناء العرب حيث يقول بانها جيدة , ولو فرضنا أنها كذلك فعلاً وانه لا يقول ذلك من أجل ان لايشغل بال والدته وأهله , لو فرضنا ذلك فهل صحيح أن القوات الامريكية تتعامل بلطف مع هؤلاء ؟ لقد اكد هذا الأمر في أحد التصريحات الشيخ أحمد أبو ريشة رئيس صحوة العراق حينما قال بان القوات الامريكية تتعامل بلطف مع مقاتلي القاعدة… هذا أمر يثير الدهشة … وهو يبدو حقيقي وليس مجرد أدعاءات او تصريحات غير حقيقية … وربما القضية تحتاج لتدخل الحكومة العراقية لمعرفة مصداقية هذا الأمر ومدى صحته وقربه أو بعده عن الحقيقة بل الامر ربما يتعدى ذلك أذ يُقال ان السجون الامريكية في العراق قد اصبحت مصانع أيديولوجية لتفريخ أجيال وعقول متشددة تمتهن بعد خروجها العنف وتحمل السلاح عاجلاً أو أجلاً , اما النقطة الرابعة والأخيرة التي تكتنفها رسالة الصلهام فتكمن في أنه أشار الى انه قد التقى بمحققين سعوديين في سجن بادوش !!! وانهم طمأنوه ووعدوه
بانه سوف يعود الى السعودية !! وفي الواقع هذا القضية
مدهشة _ وان كانت غير مستبعدة _ أذ لم نسمع بحضور محققيين سعوديين الى العراق للتحقيق مع المعتقلين السعوديين , وهو أمر يبدو أن الحكومة العراقية لاتعلم به وليتني اكون مخطأ وتكون حكومتنا العراقية على علم ودراية بما يحدث في السجون الامريكية في العراق , حتى يكون مصير السجناء في ايدي الحكومة العراقية .
أن الأسئلة التي طرحتها أعلاه تحتاج لأجوبة رسمية أولاً وواقعية ثانياً وصريحة ثالثاً من أجل أزالة اللثام وكشف القناع عن الضبابية التي تعتري هذا الموضوع الشائك .
مهند حبيب السماوي