نييل لويس – (نيويورك تايمز)
شكل عدد من اليهود الأميركيين البارزين جماعة ضغط (لوبي) جديدة مؤيدة لإسرائيل لتكون بديلاً للمنظمات التقليدية التي غالباً ما تعمد، كما يؤكدون، إلى إعاقة التقدم في الشرق الأوسط بسبب ردود فعلها الانعكاسية غير المدروسة الداعمة لإسرائيل بشكل عام.
يقول مسؤولو الجماعة الجديدة التي دعت نفسها “جي ستريت” (شارع جيه) إنهم يعتقدون بأن أفضل طريقة لجلب السلام والأمن لإسرائيل هي مساعدة المرشحين السياسيين الذين يؤيدون البلد، ولكنهم يستنطقون دورياً بعض سياساتها، مثل الإبقاء على المستوطنات أو توسيعها في المناطق المتنازع عليها.
بالنسبة للكثيرين ممن يتابعون عالم جماعات الضغط الكثيف والمركب المشتغلة بشؤون الشرق الأوسط في واشنطن، هناك قليل من الشك بأن الدور الذي تأمل جماعة جيه ستريت أن تلعبه في السياسة الأميركية –إقلاق، أو على تخفيف تأثير جماعات مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية، أو “آيباك”، ذلك اللوبي القوي الذي ظل يعتقل منذ وقت طويل صوت اليهود الأميركيين فيما يتعلق بسياسات الولايات المتحدة إزاء الشرق الأوسط.
يقول شموئيل روزنر، الذي يتابع هذه القضية عن كثف باعتباره رئيس مراسلي الولايات المتحدة لصالح صحيفة هآرتس الإسرائيلية: “إنهم يحاولون نقض الآيباك”.
أما المدير التنفيذي للمغامرة الجديدة، جيرمايا بن آمي، فقال في إحدى المقابلات: “ثمة عدد كبير من اليهود الأميركيين وأصدقائهم ممن خرجوا من الجدال حول كيفية جلب السلام لإسرائيل وجيرانها لأنه ليس لديهم بيت على الصعيد السياسي”. وقال إن حاجة كانت هناك لخلق بديل للجماعات التقليدية التي تقول “إن معارضة أي سياسة إسرائيلية هي معاداة لإسرائيل”.
يشكل اسم الجماعة الجديدة لعباً مزدوجاً على الكلمات، ليس فقط لأن الحرف “جيه” يوحي بكلمة “جويش”، أي يهودي، ولكن لأن اسم “كيه ستريت” كان مختصراً لصناعة اللوبي في واشنطن لأن الكثيرين من مسؤولي جماعات يقيمون هناك. ورغم أن أسماء شوارع وسط واشنطن تأتي من أحرف الأبجدية، فإن هناك قصداً في عدم وجود “شارع جيه” فيما بين الأحرف “آي” و”كيه”
يقول مؤسسو الجماعة إنهم سيقدمون شيئاً مختلفاً لا يتوفر راهناً: وهو توفير دعم مالي من اليهود الأميركيين للمرشحين الذين لا تنسجم رؤاهم مع خط “آيباك”. وقد شكلت جماعة “جيه ستريت” لجنتها الخاصة بالنشاط المالي حتى تقدم التبرعات للمرشحين على أساس رؤاهم تجاه الشرق الأوسط.
حتى الآن، ووفقاً لآخر تصريح فصلي تم تصنيفه حول لجنة الانتخابات الفيدرالية، فإن الجماعة لم تستطع استقطاب سوى عدد قليل من المساهمات التي تراوحت بين 250 إلى 5.000 دولار.
وعلى أن “آيباك” لا تمتلك لجنة فعل سياسي ولا تتبرع للمرشحين وإنما تمارس تأثيراً يعتد به بطرق أخرى. إلا أن أعضاءها البارزين يتبرعون بشكل هائل كأفراد ومرشحين، وهي تحرك داعمين ذوي نفوذ في المناطق الأصلية لصانعي القوانين والمشرعين.
السيد بن عامي، وهو مستشار سابق للسياسة المحلية في إدارة كلينتون، قال إن جماعته قصدت إلى اختيار حفنة من المرشحين لعضوية الكونغرس لدعمهم هذا الخريف بمنح تبلغ قيمتها 50.000 دولار لكل منهم.
وقال إنهم ربما يختارون المرشحين في حزيران ممن يرغبون، على سبيل المثال، في التعبير عن دعمهم لحل يقوم على دولتين فيما يخص القضية الإسرائيلية-الفلسطينية، ويسعون إلى مساعدة السلطة الفلسطينية.
ثمة سباق ينطوي على إمكانية تقديم مثل هذا التصور وهو الحملة الخاصة بمرشحي منيسوتا، حيث يحتمل أن يتنافس نورم كولمان، وهو جمهوري يتسم بكونه مؤيداً متحمساً لإسرائيل مع آل فرانكين، وهي ديمقراطي ربما يتخذ بعض المواقف الأكثر اقتراباً من مواقف جماعة “جيه ستريت”.
فيما وراء تشكيل الجماعة الجديدة يكمن سؤال أساسي طالما كان يساور المجتمع اليهودي الأميركي: ما هي أكثر الطرق نجاعة لدعم إس
رائيل؟ طالما قال الكثير من المنضوين تحت لواء آيباك بأن اليهود الأميركيين لديهم القليل من الخيار لانتقاد السياسات الإسرائيلية لأنهم لا يواجهون هم أنفسهم الأسئلة الصعبة المتعلقة بالأمان والبقاء.
رائيل؟ طالما قال الكثير من المنضوين تحت لواء آيباك بأن اليهود الأميركيين لديهم القليل من الخيار لانتقاد السياسات الإسرائيلية لأنهم لا يواجهون هم أنفسهم الأسئلة الصعبة المتعلقة بالأمان والبقاء.
ربما لا تعلق آيباك على تشكيل جماعة جيه ستريت. لكن بعض المنخرطين في منظمة آيباك لاحظوا بارتياح الفرق الهائل في الحجم بين المجموعتين: إذ تخطط “جيه ستريت” لميزانية عاملة قدرها 1.5 مليون دولار، مقارنة بمنحة آيباك البالغة 100 مليون دولار، وعدد أعضائها الذي يزيد على 100.000 شخص، ومصاريف عملية التطويع البالغة مليون دولار سنوياً.
فكتور كوفنر، وهو محام بارز من نيويورك ومستشار تعاون سابق للمدينة والذي يعتبر واحداً من جامعي الدعم المهمين في جماعة “جيه ستريت” قال إن الجماعة تهدف إلى نقض الفكرة القائلة بأن “آيباك تتحدث باسم اليهود الأميركيين حول القضايا التي تؤثر على إسرائيل والشرق الأوسط”.
وقال إن المرشحين ربما سيتمكنون أيضاً من استخدام اعتراف المجموعة بهم كغطاء ودرع ضد اتهامهم بأنهم معادون لإسرائيل. وتتشكل جماعة جامعي الأموال الأساسيين للمجموعة الجديدة من السيد كوفنر، الذي يدعم حملة السيناتور هيلاري رودهام كلينتون الرئاسية، ومن آلان سولومونت، الذي يدعم ترشيح السيناتور باراك أوباما.
ثمة منظر أساسي يقف وراء تشكيل المجموعة، كما يقول مسؤولو “جيه ستريت” هو دانييل ليفي، ابن اللورد ليفي من بريطانيا، الذي كان أبرز جامعي الأموال لصالح حزب العمل البريطاني تحت رئاسة رئيس الوزراء توني بلير.
حتى الآن، جمعت “جيه ستريت” ما يقارب 750.000 دولار لخدمة ذراع اللوبي لديها. وهي مصنفة كجماعة غير ربحية، وليست ملزمة بتفصيل تبرعاتها، رغم قول السيد بن عامي إن قلة من الناس، والذين رفض الإفصاح عن أسمائهم، قد قدم كل منهم هدية بمبلغ 100.000 دولار.